فضاءات

المنتدى الاجتماعي العراقي في موسمه الثاني / انتصار الميالي

تحت شعار "أمان وسلام"، أقيم في الأول حتى الثالث من تشرين الأول الجاري، في بغداد، الموسم الثاني للمنتدى الاجتماعي العراقي، بمشاركة مجموعة منظمات مدنية من بغداد والمحافظات، فضلا عن مؤسسات عربية وأجنبية، وناشطين في المجال الإنساني، ومنظمات ايزيدية.
واعلن المنتدى خلال انطلاقه على حدائق "أبو نؤاس" قرب نصبي شهريار وشهرزاد ان "عراقا آخر ممكن"، وقد جرت في اطاره فعاليات ومحاضرات ونشاطات مدنية وثقافية وفنية عديدة.
ويعد المنتدى احد ابرز واهم الفعاليات التي تحتضنها العاصمة، وهو فضاء حر مفتوح لمشاركة الجميع من اجل مناصرة مشروع الدولة المدنية الديمقراطية المبنية على اسس احترام الحريات الفردية وتطبيق العدالة الاجتماعية. كذلك يمثل المنتدى وسيلة من وسائل تحشيد وتعبئة الافراد والمجموعات، ناشطات وناشطين، او منظمات مجتمع مدني، لإطلاق العديد من الرسائل الموجهة للحكومة العراقية والعالم، تشدد على اهمية التعايش وبناء السلم الاهلي وترسيخ القيم الانسانية ومفاهيم حقوق الانسان والديمقراطية وحرية التعبير.
وتميز الموسم الثاني للمنتدى بمشاركة شبابية واضحة من حيث الادارة والتحضير والتنسيق وتوزيع الادوار وتنظيم النشاطات والفعاليات المتنوعة، وقد عكس ذلك صورة مشرقة لمستقبل العراق ولدور الشباب المهم في بناء السلام وتعزيز لغة الحوار وحرية التعبير والتعايش السلمي.
وتزامن الموسم الثاني للمنتدى مع مرحلة صراع يواجهها العراق وهو يحارب الارهاب، ويسعى إلى تحقيق الاستقرار والتعايش السلمي بين جميع المكونات.
وشاركت المنظمات الايزيدية في المنتدى، بمحاضرات ومعارض صور، ركزت فيها على الجرائم التي طالت ابناء المكون الايزيدي ومناطق سكناهم.

دور الشباب في تحقيق السلام

في اليوم الثاني للمنتدى، وفي اطار فعالياته، عقدت "منظمة تموز للتنمية الإجتماعية" ندوة حوارية بعنوان "دور الشباب في تحقيق السلام".
تضمنت الندوة ثلاث مداخلات رئيسة، تناولت الأولى التي قدمتها السيدة فيان الشيخ علي، مفهوم السلام، وإمكانية مساهمة الشباب في تحقيقه واعتماده كهدف لانطلاق العمل والمبادرات المدنية.
وأشارت السيدة فيان في حديثها إلى القوانين والقرارات الدولية التي تؤكد وتسعى لتحقيق السلام، والتي كان آخرها أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة (قبل ما يقارب الأسبوع)، موضحة المناهج التي يجب ان يقوم عليها تعزيز السلام كمناهج حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، فضلا عن توفير فرص العمل والتنمية الاقتصادية والمشاركة السياسية وصنع القرار، والمنهاج الاجتماعي والثقافي.
وشددت السيدة فيان على أهمية التماسك الاجتماعي والحفاظ على التنوع وقبول الآخر والايمان بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل، واعتماد نهج حقيقي للعدالة الانتقالية باعتبارها مقومات وأسس لبناء السلام.
المداخلة الثانية قدمها الباحث غيلان حمزة، وعرض فيها تجارب دولية سبق وان قام بها شباب وناشطون في مجتمعات شهدت صراعات، كأفريقيا، معرفا السلم الأهلي واهمية انخراط الشباب في العمل لإرسائه .
وكانت المداخلة الثالثة للناشطة الشابة نوف عاصي، التي عرضت فيها تجربتها كشابة مع مجموعة شبابية قامت بعدد من الفعاليات والمبادرات الطوعية لأجل تحقيق السلام، وابرزها "مهرجان بغداد دار السلام" الذي رفع شعار "السلام هو الطريق" في موسمه هذا العام، حيث تطرقت الشابة نوف إلى بداية تفكيرهم بالمبادرة، وإلى الأسباب التي دفعتهم لتنظيمها، والنتائج التي حققتها.