فضاءات

فاضل المياحي يعزف ويغني سومرياته / غالي العطواني

احتفى ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الاسبوع الماضي، بالفنان الملحن فاضل المياحي الذي تحدث عن تجربته الإبداعية في التلحين والغناء أمام حشد من الأدباء والفنانين والمثقفين.
أدار جلسة الاحتفاء التي عقدت على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد، الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي، الذي قدم سيرة المحتفى به مشيرا إلى انه "يجيد العوم في أنهار المفردات الموسيقية. لذلك تراه يرافق مجرى جميع أنهار العراق. فتارة نراه قريبا من زقورة أور، وتارة نلمح طيفه يمرق باتجاه شط العرب".
بعد ذلك تحدث المياحي عن عشقه لآلة العود منذ الصغر، موضحا ان والده في العام 1985 اشترى له عودا، ومن هنا بدأت انطلاقته الأولى نحو عوالم الموسيقى.
وأضاف قائلا: "علمني والدي معنى مفردة وطن، والسبل الصحيحة للوفاء للوطن والانتماء إلى تربته، لذلك صار الفن لدي عبارة عن رسالة انتقادات لاذعة أوجهها نحو الظواهر السلبية، وهذا ما دفعني إلى التوجه نحو الأغنية السياسية والوطنية".
وأشار المياحي إلى انه تأثر كثيرا بابن خالته الملحن المعروف ضياء الدين الذي أوصله إلى الوسط الفني، فتعرف من خلاله بالعديد من الموسيقيين الذين اغنوا تجربته بملاحظاتهم ونصائحهم.
وتابع قائلا: "في عام 1993 كنا نعاني مع ابناء شعبنا ظروفا قاسية تمثلت بالحصار الاقتصادي، ووقتها كتب شقيقي الشاعر صباح المياحي نصا غنائيا يشجب به الحصار، فلحنته، وحين قدمته رفض بكون الغناء السياسي كان مشترطا بمدح الدكتاتور وحزبه، ما دفعني أنا وشقيقي إلى اعتزال العمل الفني"، لافتا إلى انه تأثر كثيرا بالأغنية السبعينية، وبأغنيات ومواويل ريف جنوب العراق، لا سيما بأغنيات داخل حسن وناصر حكيم وغيرهم.
وأشار المياحي إلى انه بعد العام 2003، أسس عددا من الفرق الموسيقية التي شاركت في مناسبات عديدة، متطرقا إلى تأسيسه "فرقة أنهار العراق الموسيقية".
وتحدث المحتفى به أيضا عن علاقته بشهداء الحزب الشيوعي من "آل رهك" الأشقاء الثلاثة الذين أعدمهم النظام البعثي المقبور. كذلك تحدث عن الأغنيات التي لحنها، والقطع الموسيقية التي ألفها، مشيرا إلى انه واحد من الفنانين الذين صدموا بالإهمال الحكومي، وبعدم الاستجابة إلى طموحاتهم الثقافية والموسيقية.
وعلى هامش الجلسة أدى المياحي مقطوعات موسيقية على آلة العود، وغنى مونولوجا سياسيا بعنوان "يا سيدي المسؤول".
وفي الختام قدم الشاعر ألفريد سمعان لوح الجواهري للإبداع إلى الفنان فاضل المياحي.