فضاءات

الرفيق جفات وشال فرج.. تاريخ نضالي حافل

سالم الحميد وأحمد الغانم
الفعل البطولي النضالي هو قدرة المناضل على مقارعة طواغيت العصر والوقوف بوجوههم بإباء وشموخ وشمم، متحديا جبروتهم وساديتهم رغم ما قد يناله من أصناف التعذيب (النفسي والجسدي)، فيدحرهم وينتصر عليهم رغم أنه لا يملك غير طاقته الجسدية وإمكانياته الفكرية ومكتسباته الثقافية وإرادته الصلبة والتي ستكون سيفا ذا حدين بوجه الظالمين، فكلما استحكمت حلقات الظلم والعتمة، يجد هناك بصيصا من أمل يلوح في داخله يعطيه القوة والثبات والصبر على المعاناة.
وأحد هؤلاء الرجال هو الرفيق جفات وشال فرج الذي التقيناه في بيته الواقع في مدينة الثورة. ومن خلال حديثه أكد لنا انه لم يلن ولم يستسلم لطغمة البعث رغم ما ناله من اعتقال ومطاردة وتعذيب، وكان أمله كبيرا بقدرة الحزب على النهوض بعد كل محاولة للقضاء عليه، فمهما تكالب عليه الأعداء تجد عوده أصلب وجذوره أشد ثباتا.
إن فهد وصارم وحازم وسلام عادل ورفاقهم الأبطال، وصمودهم وبسالتهم ووقوفهم الرجولي بوجه أعدائهم من أعطوه الأمل والقوة والعنفوان لمواصلة النضال، أولئك الرجال الذين سطروا بحروف من ذهب تأريخ الحزب الشيوعي العراقي بكل أمجاده، ذلك التأريخ الذي ظل منارا للجماهير الواسعة ولجميع الشعوب المتطلعة للحرية والتقدم .... .
الرفيق جفات من مواليد 1940 امتلك بذرات الفكر الماركسي وهو في بداية شبابه وتعرف على مبادئ الحزب الشيوعي ونهل من مناهله العميقة وهو في مقتبل عمره إذ لم يبلغ من العمر إلا تسع عشرة سنة، كان عام 1959 بالنسبة اليه الحد الفاصل بين الوعي واللا وعي، إذ كانت بداية انتمائه إلى الحزب الشيوعي العراقي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا وهو مؤمن إيمانا مطلقا بحتمية انتصار الجماهير الكادحة، وأن الحزب لا بد أن يحقق أهدافه التي حمل لواءها وناضل من اجلها وأعطى التضحيات الجسام في سبيلها .
في بداية لقائنا به رحب بنا وقال إن سؤال الرفاق الشيوعيين عني يبعث في نفسي الأمل والفرح ويؤكد لي أن عطائي لم يضع في مهب الريح، وهو عرفان كبير يتجسد لي من خلال تلك الزيارات المستمرة، وبالأخص الرفيق عبد الحسين الوحيلي ودكتور الشعب مزاحم مبارك مال الله الذي أتى أكثر من مرة لمعالجتي والاطمئنان على صحتي.. إضافة إلى الكثير من رفاقي، تلك الزيارات كانت تخفف عني آلام المرض وتجدد في داخلي الأمل..
ولاستذكار محطاته النضالية زارته "طريق الشعب" وكان لنا معه هذا الحوار..
يقول الرفيق جفات عن البدايات الأولى والأشخاص الذين زرعوا في داخله الفكر الشيوعي..
_ كنت عسكريا في كتيبة الإسناد الجوي في معسكر الرشيد حيث تعرفت على نائب العريف جاسم شرموخ وهو من أهالي الناصرية، كان ذا شخصية مؤثرة وقوية، وله قدرة على الإقناع من خلال طريقته المحببة في الحديث، كنا نجلس أثناء الخفارات لنتحدث عن ثورة الرابع عشر من تموز وعن الحزب الشيوعي ودوره في إسناد تلك الثورة لأنها تمثل غالبية الشعب الكادح وتطلعات الجماهير العريضة، وكان الحديث يطول حتى ساعات حيث يشرح لنا باسلوب مبسط عن الشيوعية وأهداف الحزب الشيوعي العراقي ونضالاته..
كل يوم كنت ازداد شوقا لمعرفة المزيد، بل رغبت أن أكون واحدا من مناضليه..
ولما تشبعت بتلك الأفكار تم كسبنا إلى الحزب أنا ومجموعة من الجنود..
في آذار 1959 قامت محاولة انقلاب فاشلة على عبد الكريم قاسم بقيادة عبد الوهاب الشواف في الموصل وكركوك، فأرسلنا إلى الموصل للقضاء على المؤامرة تلك، وكنا حينها مؤمنين أن الدفاع عن الثورة هو الدفاع عن مكاسبها وعن مصالح الجماهير العريضة..
وخلال تلك الفترة ازددت معرفتي بالحزب وأهدافه وأدركت أنه الحزب الوحيد الذي لا تهمه مكاسب فردية أو مصلحية وإنما مصلحة الشعب هي الغاية التي يسعى إليها..
وبعد فشل المحاولة والقضاء عليها، تم نقلنا إلى سنجار حيث تعرفت على الضابط عبد الرزاق محمد غصيبة زوج المناضلة والشاعرة العراقية حياة النهر، وهو من الضباط الشيوعيين الأبطال الذين اعتقلوا بعد قيام انقلاب 1963في سجن رقم ( 1 ) وحكم عليه بالسجن عشرين سنة.. كان لهذا الرجل تأثير كبير على الكثير من الجنود من خلال تثقيفهم وزيادة وعيهم بمبادئ الحزب..
هذه البداية الأولى التي أرسى من خلالها الرفاق العسكريون الشيوعيون مبادئ الأفكار الشيوعية التي ظلت راسخة في ذهني حتى هذه الساعة، لتؤسس بنيانا عظيما سأتركه أرثا لأبنائي وأحفادي...
ثم يضيف بعد ذلك :
في عام 1961 وأثناء قيام ثورة كردستان تم سحب السلاح منا وأغلقت المناطق الكردية واحتجزونا في منطقة البعاج ووضعونا تحت الحراسة ثم صدر أمر بتسريح كل من أكمل الخدمة العسكرية تسرحت من الجيش.. لأتحول بعد ذلك إلى العمل المدني ولأكون على تماس مباشر مع الكادحين من أبناء الطبقة العاملة. عملت في مصلحة نقل الركاب. وخلال هذه الفترة ارتبطت بالتنظيم في منظمة الثورة، فكنت شديد الحماس للعمل في صفوف مناضلي الحزب، أحاول تنفيذ كل عمل يناط بي وأنا ممتلئ بالحيوية والاندفاع، كنت أنفذ كل التعليمات الحزبية بدقة, ولم أعتذر عن أي عمل أكلف به مهما كانت صعوبته.
في عام 63 وأبان انقلاب شباط الدموي الفاشي على الزعيم عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز، وكرد فعل عفوي من المواطنين الكادحين والفقراء تحركنا إلى التظاهر ضد الانقلابيين الدمويين،
غير آبهين بالسلاح الفتاك الذي كانوا يشهرونه بوجوهنا، لكننا لم نحقق شيئا من أهدافنا حيث منعنا بالقوة من مواصلة التظاهر أو القيام بأي عمل ضدهم.
في يوم 12 شباط تجمع عدد كبير من المواطنين الغاضبين وأنا منهم من اجل السير نحو وزارة الدفاع تنديدا بالقوميين والبعثيين الذين اغتالوا الثورة ومكاسبها. كنا في حالة من الغليان والهياج والغضب ولو سُمِح لنا أن نحطم كل ما كان يقف بوجوهنا لفعلنا، كنا نحث الخطى بثقة إلى وزارة الدفاع دون خوف حتى وصلنا إلى الباب الرئيس لوزارة الدفاع، طوقت الجماهير الغاضبة بأعداد كبيرة من الجنود والشرطة، ليتم القبض علينا بعد ذلك، من جلاوزة الانقلابيين.. وحشرنا في السيارات وأخذونا إلى سجن الفضيلية الذي اكتظ بأعداد كبيرة من الشيوعيين والمؤيدين والمتعاطفين مع حكم الزعيم وثورة 14 تموز الخالدة.
أجهزوا على أملنا في استعادة مقاليد الحكم الوطني من مخالبهم، بعد أن جند الانقلابيون كل قوتهم لقمع أي تمرد أو احتجاج. وضيقوا الخناق ليس على الحزب وجماهيره فحسب وإنما على كل الشعب، وصادروا الحريات.. واعتقلوا الكثير من كوادر الحزب وجماهيره كما اصدروا قبل يومين بيانا يحمل الرقم 13 يقضي بإبادة الشيوعيين...
في معتقل الفضيلية وجدت الكثير من الرفاق منهم علي العذاري، وكاظم فرهود وكاظم عطية) -الذي أعدم فيما بعد- وسالم سريح وخالد ملا علي، وسليم إسماعيل، وفعل ضمد القائد الفلاحي..
قدمونا إلى محكمة الفضيلية وكانت محكمة صورية، حيث اتسعانوا بقضاة من الكرادة والأعظمية والرصافة ومعهم ضابط ركن..
وكانت الاسئلة التي توجه إلى المتهمين متشابهة كالآتي :
- من أين أتوا بك ؟
- هل أنت شيوعي ؟
- ما درجتك الحزبية ؟
فكان البعض ينفي انتماءه إلى الحزب، والبعض الآخر يقول أنه كان متواجدا في ذلك المكان أما بالصدفة أو بحكم عمله، واستمر التحقيق ولا تخرج الإجابات أو الأسئلة عن هذا النمط..
ضابط التحقيق وبعد أن ضاق ذرعا من تلك الإجابات، وما أن وصل إلى الرفيق عبد الحسين طاهر العبودي الذي عرف بشجاعته وصلابته.. حتى قال الضابط كلاما بذيئاً مس به أعراض الشيوعيين لم يتمالك حينها عبد الحسين نفسه، وقد بدأ يرتعش غضبا وكان الشرر يتطاير من عينيه فرد عليه كلامه بالمثل قائلا :
- الشيوعيون اشرف منكم، يا سفلة يا كلاب، والله لو خرجت سأقطع لسانك جزاء تلفظت به..
واندفع نحوه بشكل هستيري، كان كالنمر الجريح الهائج، هجم على الضابط، ولم يفصله عنه سوى منضدة (مكتب حديدي) دفعها بقوة نحو الضابط الذي راح يصرخ بأعلى صوته من شدة الألم.. هرب القضاة وتدخلت الشرطة بعد ذلك لينقذوا الضابط منه..
لم تمض فترة طويلة حتى صدر أمر قضائي بإطلاق سراحنا من الحاكم العسكري رشيد مصلح، نقلنا بعدها إلى مديرية شرطة الميدان كي يطلق سراحنا من هناك، لكن أشد ما تألمت له رؤية المناضل عبد القادر إسماعيل البستاني الذي تعرض إلى أبشع أنواع التعذيب في معتقلات البعث منها الكي بالكهرباء والضرب بالعصي رغم سنه الكبير وقد كانت الآثار واضحة على جسمه النحيل وهو يئن من شدة الألم، وقد جاؤوا به من قصر النهاية أو نقرة السلمان، ويريدون نقله إلى مكان آخر، كان ظهر عبد القادر مكسورا، واذكر إني بكيت على حاله كثيرا، وقد أدركت حينها أن هؤ?اء الوحوش سوف لن يرحموا أحدا، لا يرحموا شيخا ولا طفلا أو امرأة..
عند الصباح وقعت على ورقة الإفراج وخرجت.. كان الجو خانقا وكأنه معفر برائحة دماء المناضلين الذين سحقتهم عجلة إرهابهم. فمنهم من أعدم ومنهم من اغتيل ومنهم من أستشهد تحت وطأة التعذيب. ولكن كل بطشهم وإرهابهم لم يوهن عزيمتنا ولم يفت عضدنا، بل زدنا إصرارا على مواصلة النضال.
وعند حدوث حركة حسن السريع في 3 تموز 1963، كنا مجتمعين في بيت بطي النصيري خلف جامع سيد حسين في مدينة الثورة، وكنت حاضرا مع جمع من الرفاق نناقش الوضع الراهن ومستجداته وما يمكن فعله لإعادة مسار الثورة. وقد تم إلقاء القبض علينا جميعا، وأرسلونا إلى مركز الكرنتينه قرب باب المعظم، كان معي علي بندر والشهيد حافظ لفته الخياط وهو أحد المشاركين في حركة حسن السريع والذي اعدم أمام جامع سيد حسين.
وتسارعت الأحداث بعدها، ففي 18 تشرين الثاني 1963 أطاح عبد السلام محمد عارف بالبعث البغيض بعد أن عاث الحرس القومي وجلاوزته في الأرض فسادا، فما أن أعلن الانقلاب حتى فر الحرس القومي من مقراتهم وهرب الشرطة من مراكزهم، وتركت الأبواب مشرعة لهربنا من السجن بشكل جماعي، بقيت خلال هذه الفترة منقطعاً عن التنظيم، وبعدها عملت في معمل شهداء الجيش، وجدت هناك من الرفاق الشيوعيين الكثير حيث تم احتوائي من قبلهم وتم تنظيم الصلة الحزبية معهم وأذكر منهم الرفاق سالم رهيف العاشقي، وهاشم مفتن، ويعقوب يوسف اللامي الذي كان يعمل سائ?ا في المعمل، وفي الشهر التاسع من عام 1965 وبعد محاولة رئيس الوزراء عارف عبد الرزاق الانقلاب على عبد السلام مستغلا سفرة المغرب أعطاني يعقوب منشورات حزبية وكانت هذه المنشورات بعنوان "محاولة انقلاب عارف عبد الرزاق والتطورات الأخيرة" حيث تم توزيعها في الميدان ومجمع الكليات. وسلمت كمية كبيرة من المنشورات إلى أحد الأصدقاء وهو فاضل عبد فرادي الذي اعتقل بسببها، وبعد التحقيق اعترف عليَّ، بعدها حاولت الاختفاء لكن من دون جدوى، فلم يمض اسبوع على هربي حتى ألقي القبض وأودعت في معتقل خلف السدة..
وما من معتقل أدخله إلا وأجد فيه عددا كبيرا من الشيوعيين، وجدت هناك الكثير من الرفاق منهم جاسم الحلوائي وعمر الشيخ والزعيم عريبي فرحان وحسين علوان رئيس نقابة عمال البناء وحسين خرخاش العبيدي موظف في مصرف الدم ومكي حاج مرزا الخفاجي..
في المعتقل أوكل إلي بيع الكولا مقابل خمسة عشر فلسا للقنينة الواحدة. وكنت أنام قرب حب الماء الذي كان يحتوي الكولا.
أذكر إن ناصر الكاطع أحد أقارب الزعيم عريبي الفرحان وهو من المندائيين كان صاحب صوت جميل وكان يقرأ على الحسين حين سمعه أحد الضباط، فأعجب بقراءته سأله أنت من النجف فقال ناصر ممازحا معه لا أنا من جمهورية صبستان في العمارة كان هذا الضابط يرتاح للحديث معنا وكان من المتعاطفين مع الحزب وله شقيق معدوم وكان يمازحنا بقوله: " حكاياتكم لا تنتهي إذا كنتم تنوون فعل شيء فاعملوه أثناء إجازتي لا تثيروا شغبا في تواجدي، لأنهم سيعدموني" وكنا نطمئنه ونقول له : "لا لن نفعل شيئا ما دمت أنت هنا".
قبل العيد بأيام جاءت تعليمات من الحزب بتهريب كل من الرفاق (أحمد توفيق جاسم الحلوائي، وعمر علي الشيخ) من السجن، ولم تكن المهمة سهلة، كان ذلك صعبا على الرفاق المنوطة بهم المهمة حيث وزعت الأدوار والمهمات بدقة لتنفيذ أمر الحزب، كان لا بد أن تحاط العملية بسرية خصوصا من أولئك السجناء غير الشيوعيين المعتقلين معنا في القاووش نفسه.
كانت الخطة تقتضي كسر احد القضبان الحديدية، والخروج من السجن بعد تجمع عدد كبير من أقارب المعتقلين أثناء الزيارة ( المواجهة )المخصصة لهم، في 1 نيسان من عام 1966.. جهز الرفاق كل شيء وأعدوا عدتهم للهرب إذ قام أحد الحدادين بنشر القضيب الحديدي وكان يقف قرب الشباك احد الرفاق للتنبيه إذا ما مر أحد الحراس، وكنا نفتعل ضجة حتى لا ينتبه أحد إلى صوت المنشار، عملوا دمى من القماش من ملابس قديمة وخرق بالية واعتقد إن من خاطها عمر علي الشيخ حتى لا يفتقدوا الهاربين أثناء العد وتفشل الخطة.
الغريب أنه بعد عملية الهروب هذه تم عد السجناء ثلاث مرات، وكم كانت فرحتنا كبيرة إذ أن تمت العملية بنجاح.. ولم يُكتشف سر هروب الرفاق إلا بعد عشرين يوما، حيث جاء أحد ضباط المرور وطلب مني إعطاءه قنينة كولا، ولما مد يده اندفع القضيب الحديدي المكسور. وسقط أرضا وتم تبليغ إدارة السجن عن ذلك، واستدعينا إلى ضابط التحقيق وتم التحقيق معنا حول دورنا في عملية هروب المساجين فأنكرنا معرفتنا بالموضوع أو علاقتنا بها..
في 19 تموز 1966، قدمونا إلى القاضي شمس الدين عبد الله والذي سبق وأن ذهبت عوائلنا إلى بيتهم ليقدموا له الهدايا على أمل إطلاق سراحنا، في المحكمة كانت الأسئلة التي توجه إلينا أسئلة روتينيه وبسيطة..
 هل تقرأ وتكتب ؟
 لا
 ما علاقتك بقص الشباك الحديدي ؟
- لا علاقة لي بذلك، انا بعيد عن النافذة ولا أعرف بما كان يجري..
حكمتني المحكمة حينها بالسجن لسنتين. ولأننا قضينا القسم الأكبر منها في الاعتقال فقد تم إطلاق سراحنا..
وبعد قيام انقلاب 17 تموز عدت إلى العمل في صفوف الحزب حتى انهيار الجبهة ..
وفي عام 2003 بعد سقوط الصنم كنت من أوائل المتواجدين في مقر الحزب التقيت بعض الرفاق الشيوعيين في الثورة وكان من بينهم الرفيق عبد الحسين الوحيلي الذي أعاد ارتباطي من جديد، وعملت معهم لإعادة تنظيم الثورة..
يقول الرفيق جفات مستدركا قبل أن ننهي حوارنا معه. لم تثن المعتقلات والسجون المناضلين عن مواصلة الحياة فكانوا يؤكدون على ضرورة التعليم والتثقيف للمعتقلين، كما كان بعض الرفاق يدرسون الفكر الماركسي، منهم الرفيق احمد توفيق، وبعضهم يدرس الاقتصاد، وآخرون يدرسون اللغة الإنكليزية..
جانب مشرق من نضال الرفيق جفات وشال بشهادة رفاقه الذين يقولون
أن الرفيق لم يثنه عن مواصلة العمل الحزبي الا المرض، الذي الم به وأقعده، وقد عهدناه في ما مضى مناضلا مثابرا غيورا، لقد شارك الرفيق جفات في جميع الحملات الانتخابية وكان يحمل الكثير من كارتات التعريف بمرشحي الحزب. وكان يوزع بوسترات التحالف المدني الديمقراطي داخل الجامع الذي كان يصلي به وفي منطقته، ويشرح لهم أهمية اختيار العناصر الكفوءة والنزيهة متمثلة في الرفاق مرشحي حزبنا.
ودعنا الرفيق جفات محملا إيانا السلام إلى الرفاق الشيوعيين والى كادر الطريق..