فضاءات

منظمة الحزب في هنغاريا تهنئ الرفيق بسام فرج بذكرى ميلاده السبعين

الرفيق العزيز بسام فرج
ما عاد لأعياد ميلادنا ذلك الوهج الخاطف للأبصار ، ولا ذلك الدفء العفوي الذي يفيض عن حاجته ، ولا تلك الأيقونة الساحرة للنظر ، التي تشدّ الجميع اليها, نحن في زمن العهر ، تكاد الآمال فيه تخلي مكانها للعتمة وقوى الشرّ و الظلام و تتنازل عن دورها كمحفّز للهمم والتاريخ ,. كما توارى خلف ركام الأمس الذي انهدّ بغتة الماضي المزهر الجميل ، لولا أننا ما نزال نمسك به و نشدّ اليد عليه ، وبما نملك من قدرة على المقاومة ارجاع دولابه كي يدور دورته بالأتجاه الصحيح الذي نريد ، صوب الفكر الأنساني الذي نحمل و عمّدنا الدروب دماء طاهرات من أجله .
أن التواصل مع التاريخ النضالي لحزبنا الشيوعي و حركتنا الوطنية التي يقودها بأعتزاز و شرف ، يلزمنا جميعا أن نعمل على تطهير جوّ العراق و كلّ مياهه و تربته المعطاء صانعة الرجال من كل فكر شوفينيّ وطائفي و عنصريّ يسعى تحت واجهات مختلفة و مسميات الى اقصاء الآخر و تحجيم دوره في ساحته التي تعرّفت الجماهير عليه خلالها . علينا أن نناضل جميعا كلّ من موقعه ، بأصرار و بدرجة من العناد لا تعرف التراجع على انتزاع شأفة العرق الفاشي التي زرعها نظام البعث في تراب وطننا الطاهر و ورثتها جاهزة للعزف عليها قوى الأسلام السياسي التي استخدمت الدين سفينة نوح في رُكوبها الخلاص و رضا الله و القائمين على أمور الشريعة .. كذبة جاهزة للتصدير !!!,
علينا أن ندعو و أن نعمل على فتح كل النوافذ و الكوى أمام النور و الضوء الذي يمثّله فكرنا المبدع الخلاّق كي يسهم في بناء الحضارة الأنسانية بعيدا عن المساومة و أنصاف الحلول . وأن نطيح بكل جدران العزلة من حولنا ، والتي يريد البعض بها تحجيم دورنا و قدراتنا .
ان ما قدّمته ، و لسنا في معرض المديح لكنها الحقيقة التي هي بانتظار من يشير اليها ، و لنترك الوقائع تتحدث هي ،فأنك صاحب اسهامة هي ليست بالقليلة في معمار البناء التاريخي والسياسي لفن الكاركاتير في العراق .
قد يحتاج الكاتب و الصحفي الى تسويد الصفحات الكثيرة كي ينجز مقالة أو عمودا في صفحة ما ، والرسام الى الريشة و الألوان لأخراج لوحة ما لها تأثيرها و جاذبيتها في روحه والآخرين ، الاّ أن ريشتك و قلمك اختزلت كهذا ، تلك هموم ليست بالقليلة، و في خطوط تتقاطع مع بعضها و تتواصل مع أخرى استطعت ان تختزل بأسلوبك الخاص و قدرتك الفنية و أصالة التجربة و الحسّ الأبداعي لديك عمل هؤلاء جميعا في لوحة صغيرة جدا تشكّل معمارية لذاتها .
لقد دثّرت نفسك بدثار الكسل فترة ما ، و اقتنع بصوفية قد نسميها أحيانا بالقناعة أو سرّ البقاء و الخلود للأعمال وقد كان في قدرتك ان تتجاوز حدود الضوء مسافات ابعد و هوتستحق ذلك عن جدارة.
ان فنّ الكاريكاتير عندك هو نسيج من وحدة الذات و الفة لا فكاك بعدها , فانت تمتلك انسيابية عفوية كمسيل الماء من منحدر في مجراه و قدرة على استحضار الفكرة على حدّتها واتقادها عقوده التي ينوء بها وهي كل ارثه ، فانت ما تزال المبدع و القادر على العطاء و ديمومة نبعه تستمر. كان الكثيرون في وطننا ممن نعرف يبحرون الى الصفحة الأخيرة من الجريدة باحثين برغبة وشوق عمن رسم الكاريكاتير ذلك اليوم .. تلك شهادة نعتز بها جميعا اعتزازنا بك .
العمر المديد لك ايها الرفيق العزيز بسام
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هنغاريا