فضاءات

في أربعينية الشاعر والصحفي رياض قاسم / ندى الحبيب

أقامت "مؤسسة برج بابل للتطوير الإعلامي" في بغداد، حفل تأبين للشاعر والصحفي الراحل رياض قاسم في مناسبة أربعينيته.
أقيم الحفل على حدائق المؤسسة، وحضرته عائلة الراحل، وجمع من المثقفين والفنانين والإعلاميين من زملائه وتلامذته.
رئيس المؤسسة الإعلامي عماد الخفاجي، افتتح الحفل بكلمة قال فيها انه "من الطبيعي إستذكار الراحل في هذا المكان، لأن برج بابل يُعدّ بيت رياض قاسم. حيث لا زالت ضحكتهُ تجوب المكان، وكثيراً ما أشعر إني صغير أمام تجربة قاسم الذي كان ملكاً يتوسد عرش جلسته مع أصدقائه، إلا إنهُ عند ساعات مُعينة سرعان ما يُغادرنا متوجها نحو مملكةٍ أهم، وهي مملكة بناته اللاتي لا يمكن ان يشغلهُ عنهن شيء".
فيما تحدثت ابنة الراحل نهل عن أبيها مشيرة إلى انه رحل إثر سكتة قلبية، متابعة قولها: "وقتها لم يرحل عنّا الأب فحسب، بل رحل الصديق والأخ والحبيب. فكان لأبي طريقة مختلفة في مُعاملتنا لم تكُن منحسرة في مشاعر الأبوة فقط".
وأضافت نهل ان أباها عرف بكونه شاعرا وكاتب سيناريو منذ نهاية الخمسينيات، وعمل في أغلب الصحف العراقية، وأسس الكثير من المجلات والصحف.
من جهته اشار الاعلامي والمخرج على السومري إلى ان الفقيد يعد أحد المثقفين والكُتّاب والصحفيين البارزين, "وقد تشرفت بالعمل معه ما يُقارب عامين في صحيفة "الصباح الجديد" وكان مُحرراً من الطراز الأول وتعلمت منه الكثير".
فيما ذكر الفنان رائد محسن ان "قاسم يعد نموذجاً للإنسانية وزارعاً للابتسامة أينما حلّ, فهو يحب بغداد بشكل غريب وكان يحفظ المدينة عن ظهر قلب"، مضيفا قوله: "يسكن في رياض قاسم حزن كبير يعود إلى إنه بدأ يرى حبيبته المقربة "بغداد" تتشوه بعد أن سكنها وهي بأبهى حُلتها، ثم شَهدها تحتضر لتكون هذهِ إحد الأسباب التي باتت تحزن اي شخص، وإن قاسم حول الثقافة الى سلوك شخصي. فهو لم يكن يتبجح بالثقافة او يُنَظّر بها، بل يُمكن أن نُلامس الثقافة من خلال سلوكه، وان أهم الدروس التي أعطاها لنا هي التصالح مع النفس".
وارسل المعماري خالد السلطاني رسالة قرأها المخرج والناقد السينمائي علاء المفرجي على الحاضرين قال فيها ،"من الصعب التحدث عن رياض الذي شاءت الصدف أن أتعرف إليه في سبعينيات القرن الماضي، ولم أتذكرهُ سوى حاضراً بضحكته المُجلجلة العالية وسرعة بديهيته و ثقافته الواسعة ومعرفته في شؤون الحياة".
وشهد الحفل معرضاً للكثير من كتابات رياض قاسم و أعماله، إضافة الى عرض فيلم وثائقي يتحدث فيهِ زملاء وأصدقاء الراحل والمُقربون منه عن حياته.
وقبيل الختام قرأ الشاعر حميد قاسم بعض قصائد الراحل.