فضاءات

غابت فرحة العيد وبعض تقاليد "أهلنة"! / احمد عبد صبري

مع حلول عيد الفطر المبارك، الذي تستقبله العوائل العراقية بفرح وبهجة وتحرص خلال ايامه على ممارسة عاداتها وتقاليدها في مثل تلك الايام البهيجة مثل زيارة الاهل والاقارب وارتياد المتنزهات والاماكن الترفيهية لقضاء يوم جميل. حيث يعتبر العيد من المناسبات الطيبة لفض الخصومات التي قد تحدث بين افراد العائلة الواحدة، واحلال المحبة والتسامح بديلاً عنها، ليبدأوا مشواراً آخر في طريق العلاقات الانسانية الطيبة بعيداً عن البغضاء والكراهية.
اما الاطفال فلهم حصة الاسد كما يقال في مثل تلك الايام السعيدة، حيث يحرص ذووهم على تجهيزهم بملابس العيد الجديدة والتي دائماً ما يخبئونها تحت وساداتهم الصغيرة وهم يحلمون باول صبح من صباحات العيد وما الذي سيفعلونه فيه، وعن الاماكن الترفيهية التي سيذهبون اليها او التي وعدهم ذووهم باصطحابهم اليها.
لكن هذا العيد كان له طعم اخر، فتداعيات الوضع الامني القت بظلالها على مجمل الوضع وتسببت في عزوف الكثير من العوائل عن الخروج او ممارسة طقوس العيد.
"طريق الشعب" استطلعت آراء بعض المواطنين، وسؤالهم كيف قضوا عطلة العيد؟
هيام محمد موظفة وام لاربعة اطفال تقول: رغم المبالغ التي انفقتها قبل حلول العيد لشراء الملابس للاطفال وتوفير مستلزمات العيد، الا اننا لم نخرج من المنزل بسبب تردي الوضع الامني، فنحن كنا ننتظر العيد بفارغ الصبر حيث الاجواء المفرحة وتبادل الاماني السعيدة والتي نأمل تحقيقها رغم كل ما يحدث، الا ان هناك بعض المنغصات التي عكرت علينا صفو فرحتنا بالعيد اهمها تداعيات الوضع الامني وكثرة التفجيرات، واقتصر خروجنا على زيارة اهل زوجي القريبين من بيتنا.
وتضيف محمد قائلة: كانت عملية اقناع اولادي الصغار باننا لن نصطحبهم للتنزه في ايام العيد صعبة جدا، فهم اطفال صغار ينتظرون العيد بفارغ الصبر، وقد وعدتهم انني سوف اعوضهم في الايام القادمة.
اما احمد قاسم فيتحدث عن مشكلة اخرى منعته من الخروج ايام العيد اضافة الى تردي الوضع الامني تتعلق بارتفاع اسعار الالعاب داخل المرافق السياحية والمنتزهات العامة حيث يقول: بادرت امانة بغداد بمناسبة حلول العيد بفتح ابواب الدخول للمتنزهات العامة مجاناً لكنها اهملت في الوقت ذاته تحديد اسعار الالعاب داخل تلك المنتزهات، اضافة الى تحديد اسعار الاطعمة والمشويات بما يتلاءم ودخل العائلة العراقية، ناهيك عن الارتفاع الذي يحصل في اسعار اجور النقل في تلك المناسبات. وقد ادت تلك الظروف الى امتناعي عن الخروج انا وعائلتي، وقضيت ايام العيد حبيسا بين الجدران الاربعة، وكان التلفاز هو بطل هذا العيد في رأيي.
في حين كان محمد راضي متشائما فيقول: ان الاحتفال بالعيد وتبادل التهاني اخر ما يخطر في بالي هذه الايام في ظل تردي الوضع الامني وما يشهده من تأزم خطير، اما العيد الحقيقي في العراق فهو حين يعم الامن والاستقرار ويصبح الناس في مأمن على حياتهم وممتلكاتهم فالاحداث الامنية الاخيرة اثارت مخاوفنا وبددت فرحتنا بالعيد وارغمتنا على التقيد في ممارستنا الطبيعية لمثل تلك المناسبات في ظل الاجراءات الامنية المتشددة المعمول بها والتي تحد من حركة المواطنين.
يقول وسام بلال: لقد ضربت تهديدات الوضع الامني بعرض الحائط، واصطحبت عائلتي الى متنزه الزوراء لقضاء يوم العيد، فان نخاف ونعتكف في بيوتنا فهذا ما تريده قوى الارهاب الظلامية، لكنني لااخفيكم سرا، كنت اشعر بقلق كبير حتى عودتنا الى المنزل.
وهكذا مرت ايام العيد على المواطن العراقي وهو يتوجس خيفة من وقوع حوداث تفجيرات، وفعلا تحققت تلك المخاوف، فقد شهد يوم السبت الماضي وقوع تفجيرات عدة راح ضحيتها اكثر من اربعمائة شهيد وجريح، وطال البعض منها اماكن التسلية مثل متنزه في منطقة الكاظمية واخر في قضاء بلد، وهذا يجعلنا نتساءل عن الاجراءات الامنية المشددة التي فرضتها القوات الامنية التي تمثلت بفرض خطة امنية خلال العيد، لكنها حاصرت المواطنين وتركت الارهابيين ينفذون مخططاتهم الشريرة.
ونتمنى ان لاتتكرر اجواء هذا العيد في الايام و الاعياد القادمة. حتى لاتتحول فرحة العيد الى معاناة جديدة تضاف الى قائمة معاناة المواطنين التي تنتظر حلولا لها منذ امد طويل.