فضاءات

البطالة وغياب الأمن يدفعان شبابنا إلى الهجرة / خضر الياس ناهض

في الوقت الذي وجهت فيه الأمم المتحدة نداءً عاجلا لحماية شباب العراق من الهجرة، تحدث العديد من الشباب عن سبب وضع الهجرة الهدف الأساس لدى الشاب العراقي، والأسباب التي دفعت اقرانهم للهجرة.
ومن أبرز عوامل الهجرة، التي صارت حلم العديد من الشباب، هو الوضع الأمني المتردي الذي تعيشه البلد، فضلاً عن غياب فرص العمل لاسيما للخريجين، ويأتي اضطراب الوضع السياسي، كعامل إضافي للعوامل الأخرى.
محطة اللاعودة
وقال احمد رشيد: إن "هجرة الشاب العراقي للخارج لها عدة أسباب على رأسها الوضع الأمني المتدني الذي تعيشه البلاد، إضافة إلى الاضطرابات الأخرى من البطالة وغيرها الكثير التي دفعت الشاب العراقي للهجرة".
وأضاف رشيد في تصريح لـ"طريق الشعب"، إن "هجرة الشباب أصبحت في تزايد مستمر خصوصا في الآونة الأخيرة". مشيرا إلى أن: "الشباب العراقي يتجه إلى محطة اللا عودة، ونجده يهاجر دون أمل بالرجوع إلى بلده".
إما محمد الربيعي (18 سنة)، فقال: إن "الهجرة كانت تمثل الحل الدائم لفئة العمال غير ‏المتعلمين لتحسين ظروفهم المادية والمعيشية، لكنها أصبحت تطول المتعلمين الهاربين من الإحداث الأمنية والهجمات المتكررة أو الباحثين عن حياة اقتصادية أفضل".
وتحدث الربيعي في تصريح لـ"طريق الشعب: أن "الهدف الرئيس الذي يسعى له اغلب الشباب من خلال الهجرة، هو طمعا منهم في حياة سعيدة ومترفة وبعيدة عن جميع الإحداث السيئة داخل البلاد".
وفي السياق ذاته، يرى الشاب كاظم داود ان "عدم توفر العمل في بغداد بشكل كبير، دفع العديد من الشباب للهجرة هربا من ظروفهم المعيشية السيئة بغية الحصول على عائد اقتصادي جيد".
ويرى الناشط المدني أركان الصالحي أن "المحافظات تشهد بطالة كبيرة، وأن الكثير من الشباب لم يحظ بفرصة عمل مناسبة، لذا باتوا يفكرون بالهجرة سواء داخل البلاد أو إلى خارجها ".
نداء عاجل
إلى ذلك، وجهت الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي للشباب نداء عاجلا لحماية شباب العراق من الهجرة.
وقال جورج بوستن، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في بيان اطلعت عليه صحيفة "طريق الشعب" إن: "موضوع اليوم الدولي للشباب للعام 2013 هو الهجرة، وفي العراق، غالبا ما تكون الهجرة رمزا لفقدان الأمل والخوف واليأس".
وأضاف بوستن: أن "الهجمات الأخيرة التي استهدفت الشباب في المقاهي وملاعب كرة القدم ستزيد على الأرجح المخاوف من انعدام الأمن لدى جيل آخر".
ويرى أنه أمر محزن: أن "ينظر العديد من الشباب العراقيين إلى تأشيرة الهجرة على أنها أفضل خيار لديهم من أجل حياة أفضل"، معربا عن "قلقة إزاء مستقبل الشباب العراقيين".
ورأى: أن "انعدام الأمن وقلة الفرص دفعت الشباب إلى مغادرة وطنهم"، متسائلا: "إذا غادر هذا الجيل، من سيبقى لإعمار البلاد وتشجيع التسامح والحوار اللازمين لتحقيق الاستقرار، لذلك يتعين على القادة حشد جهودهم للتوصل إلى اتفاق سياسي وإيجاد بيئة مواتية للسلام".
وتحدثت جاكلين بادكوك، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، حول مسألة توفير الفرص للشباب في العراق حيث قالت: إن "التقدم في متناول اليد"، مضيفة: أن "في البلدان المتوسطة الدخل كالعراق، تمتلك الحكومة الوسائل التي من شأنها توفير فرص العمل والتعليم الجيد".
وأشارت بادكوك إلى: أن "تُظهر الاستراتيجية الوطنية للشباب التي وضعت مؤخرا إرادة الحكومة للعمل على هذه القضايا الحاسمة. حان الآن الوقت للتحرك بشكل عاجل نحو مرحلة التنفيذ".
فئة الشباب مستهدفة
رئيسة لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان النائب لقاء وردي قالت في تصريح لـ"طريق الشعب"، ان "التداعيات الأخيرة جعلت الشاب العراقي يفكر بالهجرة، وللأسف هناك استهداف وتهميش لهذه الفئات الشبابية"، مشيرة إلى انه: "أصبحت فئة الشباب هدفاً سهلاً للمجاميع الإرهابية من خلال استهداف الملاعب والمقاهي".
وأوضحت إن "هناك الكثير من السفارات الأجنبية في العراق التي تحدثنا معها، وأخبرتنا أن هناك الكثير من العراقيين يلجؤون إلى الهجرة غير الشرعية، وبالتالي يتم إبعادهم من هذه الدول بطريقة قسرية".
وإضافت ان "هناك إبعاداً قسري للمهاجرين العراقيين في عدد من البلدان نتيجة التقارير التي يرفعها المسؤولون العراقيون، الذين يمثلون الوجه الخارجية للعراق، وأحيانا تكون هذه التقارير غير صادقة، وتتحدث عن وضع طبيعي في العراق".
ودعت وردي إلى توفير أجواء سياسية مستقرة، ليتحقق الاستقرار الأمني والاقتصادي وبعدها التنمية الاقتصادية وهذا كفيل بان يكون هناك استقرار اجتماعي، وهذه العوامل كلها تساعد على تقليل الهجرة الى الخارج".
الدوران في دوامة الوهم
ويعتقد الموظف والباحث في مركز بابل للشباب عبد الأمير كاظم أن غياب المعالجات الواقعية والملموسة لمشاكل الشباب سيجعلهم فريسة الأحلام المؤجلة ويحوّلهم عالة على المجتمع، من دون عمل أو زواج، يدورون في دوامة الوهم التي تشل حركتهم ومبادراتهم.
وبين كاظم من هذه المعالجات هو تفعيل دور القطاع الاقتصادي ودعم المشاريع الصغيرة التي يديرها الشباب. ويتابع: "يجب التركيز على الخريجين وإشراكهم في مشاريع القطاع الحكومي والخاص".