فضاءات

الجالية العراقية في لندن تحتفل بصدور كتاب نظرية الموسيقى/ عبد جعفر

اقام المنتدى العراقي في بريطانيا أمسية في كنسية ريفزكروت في همرسمث غرب لندن، بمناسبة صدور كتاب (فلسفة الموسيقى- التجربة الحسية والجمالية للصوت-) عن دار الوراق للباحثة والمؤلفة الموسيقية الجزائرية السيدة عائشة خلاف وذلك يوم 15 آب (اغسطس) الحالي.
وفي تقديمه، رحب الفنان أحمد مختار بضيفة الأمسية، متسائلا كيف نؤسس نظرية موسيقية؟ وهو سؤال في غاية الأهمية يطرح الآن بعد مرور اكثر من سبعة قرون من توقف تطور النظرية الموسيقية العربية التي وضعها الكندي 805-873 وتبعها الفارابي 874-950 وابن سينا 980-1037 وصفي الدين الأرموي البغدادي واللاذقي وطلابهم مثل بن زيله وابن باجة.
الكتاب( فلسفة الموسيقى) يطرح اسئلة مع مقترحات وحلول قابلة للتطبيق العملي . ويناقش المقامات وتداخلها وكيف تتماها ألوانها الصوتية في بعض الأحيان، ويتحدث عن الإيقاع الداخلي والخارجي أو ما اصطلحت عليه المؤلفة بالباطني والظاهري.
ويراعي الكتاب عملية التدوين التي تبدأ من اليمين الى اليسار وليس العكس كما يحدث في التدوين الغربي، ولهذا مغزى طبعا كما هي عملية استخدام الحروف العربية في التدوين.
ويطرح الكتاب سؤالا مهما لماذا أهمل الكثير من الذين كتبوا عن تاريخ الموسيقي فيلسوفا كبيرا مثل الكندي أو الأصفهاني وركزوا على الفارابي، ألأن الكندي لديه نظرية منهجية خاصة بموسيقانا دون غيره أم أن منهج الفارابي اليوناني في التحليل هو الأهم بالنسبة للغرب.
ومعروف ان السيدة عائشة خلاف من مواليد عنابة في الجزائر وأنهت تعليمها الثانوي هناك . وحصلت على البكالوريوس في الأقتصاد السياسي من جامعة باريس الثامنة في فرنسا، ودبلوم في الكنتربونيت والتأليف الموسيقي من جامعة برياك في لندن، درست العزف على آلة البيانو في كلية ستي لت في لندن، والعود على يد الأستاذ أحمد مختار . وعملت بالتدريس في الجزائر، ولها مؤلفات موسيقية مخطوطة، وتقيم في لندن منذ 1992 في لندن مع زوجها الفنان فيصل لعيبي.
وفي مداخلتها أكدت الباحثة عائشة خلاف أن بحثها (كان مغامرة في الحديث عن واقعنا وتراثنا الموسيقي ودور الاستشراق الذي لعب دورا كبيرا في تشخيصها ووضع الحلول لها.
مشيرة الى أن الأمر يتطلب شجاعة وجرأة معينتين للتطرق الى حاضرنا الموسيقي، أمام غزارة الإنجاز الفكري الغربي، لأننا نعتقد أنه هو الذي يملك الإجابة عن الحاضر وليس نحن ، كما يتطلب الأمر فهم ما موجود في الواقع فهما جيدا وإعطاء رأيي فيه وهذا يعني الوقوف عند فهم المصطلحات والتصنيفات التي وضعها الإستشراق (كرؤية فكرية لفهم الشرق) لتخلص من عقبة الموسيقى العربية والتي سماها بالموسيقى "الشفاهية".
ومعروف ان المستشرقين كانوا يرون لحماية تراثنا الموسيقي، حاجتنا للتنويط او التدوين الغربي. رغم أن الموسيقى الغربية فيها جزء كبير من الموسيقى العربية. واشارت الى أن آسيا وأفريقيا شهدت ولادة، الموسيقى لأنها تملك فضاء ثقافيا كبيرا .فالثقافة ظاهرة إنسانية وتجربة إجتماعية. و تتميز الثقافة بعملية الإبداع وتخلق أرضية لتراكم المعرفة- لكل ثقافة نظرة جمالية وتتميز الثقافة العربية بنظرة جمالية: وحدة الكون.
مؤكدة أن إرتقاء فكر الإنسان في هذه المنطقة العربية - الأسلامية التي أعتبرها فضاءً ثقافيا الى حقبة التجربة العلمية حيث بدأ ينفذ في الكون بوسيلة التجربة العلمية محاولا توحيد الظواهر الطبيعية.
ثم تناولت كيف يتحول الصوت الى نغمة عن طريق الأرقام وكيف يتحول السلم الموسيقي الطبيعي الى سلم لوني
وأثارت هذه الندوة تساؤلات وتعقيبات كثيرة من الحاضرين .
وفي ختام الأمسية جرى حفل توقيع الكتاب بحضور جمهرة واسعة من أبناء الجالية العراقية.