فضاءات

وزارة الثقافة.. تستذكر انقلاب 8 شباط الاسود / تضامن عبدالمحسن

في احدى قاعات متحف الزعيم عبدالكريم قاسم، مؤسس الجمهورية العراقية، التأم حشد من الوطنيين والمثقفين وشيوخ العشائر في الفعالية التي اقامتها دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة بالتعاون مع الملتقى الثقافي لاتحاد الادباء والكتاب، صباح يوم 8 شباط 2016، ليستعرضوا بالشهادات والقصص والأشعار ذكرى انقلاب 8 شباط الاسود الذي ادى الى استشهاد الزعيم وأجهض ثورة 14 تموز المجيدة. فكأنما كانت روح قاسم تحلق وهو يرى ويسمع اهله ومحبيه يستذكرون حياته وحياة رفاقه الابطال.
بدأت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت لقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء ثورة 14 تموز. ليدير الجلسة بعد ذلك الاستاذ صادق الجمل، متحدثاً عن سيرة الزعيم عبدالكريم قاسم التي تركت بصمة الم وحزن عميقين في نفوس العراقيين، قائلاً (عبدالكريم قاسم، وكفى، احب الاسماء الى العراقيين، واحب الالقاب، انه الزعيم الخالد مؤسس الجمهورية العراقية) وتناول حياته ودراسته وعمله، ثم تاريخه النضالي الذي بدأ في تمرده مع افراد من الجيش العراقي ضد النظام الملكي.
كما استعرض مشاركة الملازم عبدالكريم قاسم في حرب تحرير فلسطين عام 1948 والتي رُشح على اثرها الى دورة في المملكة المتحدة وثم إيفاده الى تركيا ضمن بعثة عسكرية، متناولاً تدرجه العسكري.
وبعد عودة قاسم من حرب فلسطين شكل خلية الضباط الاحرار المعروفة باسم تنظيم المنصورية، وبسبب قدم رتبته وحضوره وشخصيته اصبح قائداً لتنظيم الضباط الاحرار.
واخيراً تحدث عن استشهاد الزعيم اثر انقلاب 8 شباط الاسود عام 1963 حينما نفذ به الاعدام رميا بالرصاص في اذاعة بغداد.
وعرج المحاضر على الانجازات الكبيرة لعبد الكريم قاسم بعد ثورة 14 تموز الخالدة، والتي كان اهمها اصدار قانون رقم 80 الذي حدد بموجبه الاستكشافات المستقبلية لإستثمارات حقول النفط في العراق ليعتبر هو المؤمم الحقيقي لنفط العراق. مستذكرا الانجازات الخلاقة على المستوى الصحي والتعليمي والرياضي والبنى التحتية وانشاء العديد من المصانع والمنشآت في عموم انحاء العراق التي تخدم الشعب.
وقال الجمل (دعا عبد الكريم قاسم الى جمع العرب في الاتحاد الفيدرالي وهي نظرة استشراقية تنم عن سعة تفكيره في حين قيل عنه انه ليس سياسيا، وهذه النظرة لم تتحقق حتى اليوم بسبب السياسات الخاطئة المتعاقبة على حكم العراق). وكان لموقفه التضامني مع الدول العربية اثر واضح وجلي.
ثم دُعي نائب الامين العام لإتحاد الادباء حسين الجاف للحديث فقال (زار عبدالكريم قاسم الاتحاد مرتين، داعياً الى تأسيس اللجنة المشرفة على تأسيس الاتحاد في وقته والتي كانت مكونة من اجلّ واعلم ادباء العراق، ويقول الفريد سمعان، عندما جاء الزعيم الى الاتحاد قلب السجل الذي فيه اسماء الذين تم ترشيحهم للإشراف فسأل عن الصحفي نعمان ماهر الكنعاني الذي كان مستشار ديوان وزارة الدفاع، وطلب اضافته الى القائمة، ولكن الكنعاني انقلب على الزعيم فيما بعد، مع الانقلابيين في شباط الاسود). واشار الى (نخلة الزعيم) الطويلة في ارض اتحاد الادباء التي يرفض الادباء قلعها اذ جلس تحتها الزعيم وقال عبارته الشهيرة في احدى الجلسات (اليوم انتم احرار بما تفكرون وبما تكتبون).
قصص وشواهد
وجرى خلال الجلسة استعراض قصص وشهادات لمجايلي الزعيم وشهود الانقلاب في 8 شباط الاسود، بينهم الكاتبة سافرة جميل حافظ التي تحدثت عن مؤازرة قاسم للمرأة العراقية ونيل كافة حقوقها، التي عادت وفقدتها اليوم.
اما اقرباء عبدالكريم قاسم فقد كانت قصصهم مختلفة وتحمل تفاصيل مشاعر حبه لشعبه، اذ تحدث ابن اخ الزعيم عبد الله حامد قاسم عن قصة خيانة البعثيين والقوميين وانقلابهم على الزعيم، كما اشار في حديثه عن اشهر مقتنيات الزعيم وهو (الصفرطاس) ذلك الذي كان يحوي وجبة الغذاء اليومية المحمولة من بيت شقيقه، ليمثل رمز نزاهته وهو الذي يدير ميزانية العراق. وختم حديثه قائلا (المجد والخلود لزعيم العراق الذي لقي ربه وهو صائم).
واستكمل المتحدثون مداخلاتهم وشهاداتهم، ومنهم ابن اخ الزعيم وابنة اخته ود.خليل محمد ابراهيم ونقية اسكندر وخالد مزعل، وكان آخرهم هادي الطائي الذي يُعتبر ابن الزعيم لأنه افضل من ارخ ووثق للزعيم الراحل، وقد استعرض العديد من الصحف الصادرة بعد ثورة 14 تموز وكان اهم خبر بعد الثورة هو تخفيض اسعار الخبز والصمون وذلك بعد 10 ايام من عمر الثورة. وكذلك الغاء سباق الخيول وزيادة رواتب نواب الضباط والجنود. كما كانت قراءات شعرية للشاعر ناظم السماوي.
وفي ختام الجلسة تم توزيع كتاب (عبد الكريم قاسم ودوره في التخطيط الاقتصادي) وهو احدى مطبوعات وزارة الثقافة.
وتجول الحاضرون في متحف الزعيم الذي ضم قاعات عدة لمقتنيات الزعيم والهدايا المقدمة له من رؤساء وملوك دول عدة، وكذلك قاعة الصور الفوتوغرافية للمنجزات للفترة من 1958 الى 1963.