فضاءات

أمسية تأبينية مهيبة للمناضل الوطني عزيز سباهي في الملتقى العراقي في لايبزك

بحضور مميز من بنات وابناء الجالية العراقية ،أقيمت على قاعة الملتقى العراقي في لايبزك أمسية تأبينية مهيبة لايقونة النضال الوطني عزيز سباهي، ادارها الاخ سامي جواد كاظم عضو الهيئة الادارية للملتقى،افتتحت الامسية بعد الترحيب بالحضور، بلحن حزين على آلة الناي والوقوف دقيقة حداد في وداع الفقيد،
ثم القى الاخ عبد المجيد حسين سكرتير الهيئة الادارية كلمة مقتضبة،مرحبا فيها بالحضور، مذكرا ببعض مناقب الفقيد ونضالاته،معزيا عائلته ورفاقه واصدقائه بهذا المصاب الجلل.بعدها قام الاخ سامي جواد كاظم بإلقاء كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية والتي جاء فيها:
(إن حياة الرفيق عزيز سباهي النضالية، بوصفه كادراً شيوعياً، زاخرة بالنشاطات السياسية الوطنية في مختلف الظروف وأصعبها، فكان كاتباً نشطاً وبارزاً في صحافة حزبنا العلنية والسرية وعضواً في هيئة ومجلس تحرير مجلة "الثقافة الجديدة" لسنوات طويلة. وشغل عضوية اللجنة الاقتصادية المركزية للحزب الشيوعي العراقي خلال السنوات 1974ـ 1978. وأصبح عضوا في قيادة تنظيم الخارج وفي لجنة العمل الأيديولوجي المركزية في السنوات الأخيرة من الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي.
وقد تعرض الرفيق عزيز سباهي خلال نضاله من أجل حرية وطنه وسعادة شعبه إلى ثمانية عشر عاما من السجن والإبعاد، بما في ذلك سنوات عديدة قضاها في سجن نقرة السلمان الصحراوي وفي سجن بعقوبة الانفرادي، وتحمل صنوف التعسف والاضطهاد الذي تعرض له السجناء الشيوعيون العراقيون. واضطر للهجرة من العراق في عام 1978 أثناء تعرض الحزب الشيوعي العراقي للقمع الوحشي من قبل النظام الدكتاتوري المقبور. لقد استفاد سباهي من إقامته في السجون لتطوير إمكانياته، فطوّر لغته الإنكليزية وأغنى معارفه، حيثما أمكن ذلك. نتوجه بأحر التعازي والمواساة لجميع افراد عائلته الكريمة.ونعزي أنفسنا والشعب العراقي لخسارة قلم مكرس للحرية والعدالة والمساواة والسلام،الذكر الطيب للرفيق الغالي عزيز سباهي والصبر والسلوان لذويه ولجميع محبيه.)
ثم القى د. صادق البلادي بنبرة حزن مؤثرة كلمة هيئة تحرير مجلة الثقافة الجديدة والتي تضمنت(كأن هذه القامات الواقفة شامخةً تأبى ان تظل تتنفس وهي ترى كل هذا القبح وكل هذا العجز،ليس في عراقنا وحده،بل في كل اصقاع الدنيا،فتدع القلب يتوقف عن الخفقان،دون ان تلحقها ذرة شك في ان الاشتراكية آتية لامحال وستكنس كل ادران الرأسمالية.بالامس فارقنا عميد الصحافة العراقية فائق بطي،فخسرنا فيه ماخسرنا،واليوم وقبل ان يوارى الثرى يلحقه ابوسعد،العزيز السباهي. الثقافة الجديدة وهي تودع ابا سعد عضو هيئة ومجلس تحريرها لسنوات عديدة ،تعزي رفيقة عمره ام سعد وأبناءه سعد وزياد وسامرة وجميع اهله ورفاقه وقرائه ومحبيه.)
بعدها سرد الاخ رحيم الحداد عضو الهيئة الادارية للملتقى سيرة حياتية موجزة للمناضل الصلب عزيز سباهي ومنذ رؤيته النور في مدينة قلعة صالح ولعائلة مندائية كادحة ، ونتيجة للحرمانات التي عاناها جعلت بواكير انحيازه الواضح للطبقات الكادحة والفكر اليساري .
ثم جاء دور د. حميد الخاقاني الذي تحدث عن رفيقه الاثير ابي سعد وعن معايشته له حزبيا واجتماعيا،واشار الى ان فقدان شخصيات مثل عزيز سباهي او فائق بطي ومن سبقهم من مناضلين ومثقفين تمثل خسارات لنا في زمن تكون مثل هذه الخسارات موجعة،لان هؤلاء فنارات تنطفيء في زمن تسود فيه العتمة،واوضح ان من فقدناهم هم شهود وصانعو زمن كان مليئا بالعنفوان والتضحيات والوعود الكبيرة،وهم كانوا ذاكرتنا على هذا الزمان ،واوصلونا به فصار ذلك الزمان زماننا ايضا. بعد ذلك اشار ماخلفه لنا ابو سعد من دراسات وبحوث وكتابات ،وابرز من بينها كتابيه: اصول الصابئة المندائيين الذي رأى فيه الخاقاني واحدة من اوائل الدراسات عن اهل هذا الدين العراقي القديم ، يكتبها مندائي في العربية . وكان يمكن لهذه الدراسة ان تكون اوسع واعمق مما ظهرت فيه لو توفرت للراحل مصادر اخرى، مندائية وعربية واجنبية ،واتيح له الاطلاع عليها.الدراسة الثانية المهمة هي كتابه ذوو الاجزاء الثلاثة والذي تناول فيه عقودا من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي،ورأى الخاقاني في هذا الكتاب احدى اهم الدراسات عن تاريخ الحزب واكثرها دقة واوسعها مساحة، بجوار كتابات الباحث حنا بطاطو،وختم الخاقاني مساهمته بالاشارة الى ان الراحل عزيز سباهي سيظل حاضرا وحياً فيما تركه لنا من هذه الدراسات،فضلا عما يحتفظ له من عرفوه بذاكرتهم.
بعدها تحدث الاخ حكمت شناوة السليم عن ذكرياته حول المناضل الشيوعي عزيز سباهي من خلال تقاسمه حياة السجن معه في نقرة السلمان ،وكيف كان هذا المناضل العتيد شعلة من النشاط والحيوية والحرص على تثقيف الرفاق‘ ورفع وعيهم الثقافي والنظري ،وكذلك تصليب مواقفهم ورفع معنوياتهم ،حيث كان المسؤول الحزبي عن العنبر الذي كانوا معتقلين فيه.
بعدها قُرأت قصائد وخواطر عن الفقيد ،وفي الختام قام الاخ سعد الخميسي ونيابة عن عائلة واقرباء الفقيد بتقديم خالص الشكر لكل من ساهم في تنظيم وانجاح هذه الامسية،واشار ان وفاةالمناضل عزيز سباهي هو خسارة لاتعوض لعائلته المناضلة ، ولجميع محبيه وووطنه العراق. واختتمت الامسية بدقيقة صمت مع لحن حزين من آلة الناي في وداع ايقونة النضال عزيز سباهي.