فضاءات

الراحل عدنان كعيم : أسس اول مدرسة كروية في "الثورة" حملت اسم الزعيم عبد الكريم قاسم

طريق الشعب
عرفته لاعباً بكرة القدم قبل عقود من الزمان وغادر الساحة لاعباً، ولكنه عاد اليها مدرباً ورئيساً لفرق شعبية وجدت مكانها في مدينة الفقراء الثورة.
وكان عدنان عاشقاً متيماً بكرة القدم اضطرته ظروف حياته الصعبة الى التطوع في الجيش العراقي، ويومها عمل مدرباً لنادي 1 حزيران في كركوك، ولأنه يحمل افكاراً تقدمية فانه وجد ان الحرب مع ايران عبثية، وأرادها النظام لتحقيق طموحات (القائد الضرورة) ومنها واصل گعيم موقفه الرافض للحرب وتمرد عليها وافلت لمرات عديدة من قبضة الجلادين، الا ان رفيقه وصديق عمره صبري كاظم القي القبض عليه وطالته مقصلة الجلاد. لكن ما ان بزغ فجر الحرية وسقط الدكتاتور والطغيان
ٍحتى وجدت عدنان كعيم ناشطاً يسارياً قريباً منا نحن الشيوعيين في مقراتنا ومرافقاً لنا في فعالياتنا ونشاطاتنا، وصار تواجده في شارع المتنبي صفة ملازمة له وصار هو ماركة مسجلة في اوساط المثقفين مثلما هو نجم لامع في سماء الرياضة وكرة القدم.
اول مدرسة كروية تخليداً للزعيم قاسم
بعد التغيير العاصف الذي حل بالوطن في 9/ 4/ 2003، وجد نفسه حراً طليقاً متخلصاً من شبح الديكتاتور وازلامه فأقدم على تأسيس اول مدرسة كروية لتدريب الصغار دون الـ 15 سنة، حملت اسم الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم مؤسس الجمهورية العراقية ونصير الفقراء، وقد اعتبر كعيم تأسيس المدرسة وهي تحمل اسم الزعيم خطوة وفاء من ابناء مدينة الفقراء والكادحين لباني مدينتهم والمخلص لقضيتهم. وقد قدمت المدرسة نخبة من لاعبي كرة القدم الى الساحة العراقية ومنهم احمد وماهر عكله وفريد مجيد وامجد راضي وغيرهم. وقامت المدرسة سلسلة من البطولات والدورات الكروية لفرق المدينة الشعبية.
الراحل تواصل مع مثقفي المتنبي
بفعل علاقة الراحل بالوسط الرياضي وحسن علاقته بأوساط المثقفين من الشعراء والادباء والفنانين، ولأن شارع المتنبي اصبح متنفساً للثقافة العراقية فكان الراحل قد تواصل معه مع مجموعة من اصدقائه ورفاقه، واتخذ مجلسه في مقهى حافظ في القيصرية وكان لحوارات الشعر والادب، والرياضة حصة في جلساته، وشجع الكثير من الرياضيين لزيارة الشارع وتواصل مع اصدقائه ليؤسس هو ومجموعة من ابناء مدينته الصدر منتدى ابو سرحان الثقافي احياءً للشاعر الشهيد ابو سرحان والذي صار قبلة للمثقفين. وكثيراً ما حدثني الراحل عن بعض الشخصيات الشعرية وشعراء الاغنية من الراحلين وبعض حكاياتهم الجميلة التي حولتها الى مواضيع جميلة لـ "طريق الشعب".
لكن القدر اختار عدنان وخطفه منّا
تميز الراحل بعلاقات طيبة وصداقات حميمة مع اوساط المبدعين من رياضيين ومثقفين، الا ان القدر اختار عدنان وخطفه منا. كان الراحل يحمل في قلبه آمالاً عريضة واحلاماً كبيرة يسعى الى تنفيذها لكنه غادرنا بغير وداع. واليوم تمر الذكرى الاربعينية لصديق الرياضيين والفنانين والادباء الذي ستظل ذكراه عالقة في قلوبنا.