فضاءات

مهرجان طريق الشعب الرابع ... ربيع صحفي زاه، وساحة ثقافية وطنية جامعة / داود أمين

في جو ربيعي بهيج، وفي حدائق أبي نؤاس الجميلة، على ضفاف دجلة الخير، كان مئات العراقيين من
النساء والرجال، من كافة قوميات وأديان وطوائف شعبنا العراقي، يحتشدون للمشاركة في المهرجان السنوي الرابع، لصحيفة الحزب الشيوعي العراقي( طريق الشعب )، وبالرغم من إختصار أيام المهرجان، وتكثيف نشاطاته وبرنامجه في يوم واحد فقط، لسبب يقع خارج إرادة المنظمين، فإن النشاطات والفعاليات التي تضمنها المهرجان، كانت حيوية وفاعلة، وقد شدت جمهور الحاضرين لمضامينها الهادفة، ولمحتوى الموضوعات المطروحة، مثيرة الكثير من الأسئلة والحوارات
وتنحصر الغاية من إقامة المهرجان في تأمين صلة مباشرة للجريدة مع قرائها وأوساط الرأي العام عامة، وتعريفهم بجوانب جهدها الإعلامي ومجمل عملها وإنتاجها، والسعي إلى إدامة التواصل معهم وتطويره. ولهذا الغرض يتضمن برنامج المهرجان، الذي يقام في الهواء الطلق، فعاليات إعلامية وثقافية شتى، من ندوات ولقاءات وحوارات وحفلات موسيقية غنائية وعروض فنية مختلفة، ومن نشاطات للأطفال والشباب، وغير ذلك مما يحقق الأهداف المروجة من إقامته.) كما ورد في فولدر المهرجان.
إبتدأ المهرجان، كعادة الشيوعيين العراقيين في جميع نشاطاتهم المماثلة، بالنشيد الوطني، أعقبه قص شريط المهرجان، ثم كلمة ترحيبية بالمشاركين والحاضرين، ثم بدأت الفعاليات في خيمة المحاضرات، بمشاركة لممثل جريدة( الصباح ) حيث تحدث عن المطبعة الجديدة، التي وردت إليهم، والنقلة النوعية التي أحدثتها هذه المطبعة، في سرعة طبع وتصفيف الجريدة أولاً، بحيث تطبع وتصفف خمسين ألف نسخة في ساعة واحدة، وكذلك في نقاوة ووضوح الألوان والصور، وفي زيادة عدد صفحات الجريدة، بحيث وصلت ل32 صفحة في كل عدد.
وبعد هذا الحديث تم تقديم الشاعر( حمزة الحلفي ) الذي قال إنه مدعو لبيته، فهو إبن الحزب الشيوعي العراقي وواحد من اعضائه، ثم قرأ قصيدتين شعبيتين، الأولى عاطفية والثانية سياسية، وكان في القصيدتين مبدعاً ومتألقا كعادته، وإستقبل من قبل جمهور الحاضرين بما يليق بمستوى إبداعه وشاعريته.
المادة الثانية في خيمة المحاضرات كانت ندوة وفاء عن عميد الصحافة العراقية الفقيد( فائق بطي ) ، وقد شارك في هذه الندوة الدكتورة ( سهام الشجيري ) والناقد القاص( حسب الله يحيى ) والصحفي( عبد المنعم الأعسم ). وقد ركز المشاركون في الندوة، والذين قدمهم الرفيق( مفيد الجزائري )، ركزوا على ذكرياتهم مع الفقيد، والدروس التي إستقوها من هذه العلاقة، وهي في العموم تعكس مدى إنسانية وتواضع الصحفي المخضرم فائق بطي، ومدى حرصه وإهتمامه بالصحفيين الشباب، في بداية مشاويرهم الأولى، وقد أعقب حديث المشاركين الثلاثة، مشاركات إضافية من جمهور الحاضرين، أضافت للجلسة متعة وفائدة اعم.
المادة الثالثة في خيمة المحاضرات والندوات، كانت ندوة حيوية جادة وجديدة، عن الصحافة الرياضية.. الواقع والآفاق، وقد شارك فيها ثلاثة من الصحفيين الرياضيين، هم ( حسين الذكر ) و( هاشم السلمان ) و( الدكتور وقد أدار الندوة الرفيق الكابتن( منعم جابر ) وقد تحدث المساهمون في الندوة بإسهاب، عن تأريخ الصحافة الرياضية، وقلة الإهتمام والضعف في توثيق هذا التأريخ الهام والحيوي، والذي يهم شريحة واسعة من العراقيين وخصوصاً من جيل الشباب.
آخر الندوات كانت عن حماية الصحفيين وحقوقهم، وقد أدارها الرفيق سالم الياسر، وشارك فيها السيدة( ميسون الدملوجي ) عضو البرلمان العراقي، مسؤولة لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان، والسيد ( شوان الداودي ) عضو البرلمان العراقي، عضو لجنة الثقافة والإعلام فيه، والخبير القانوني السيد ( زهير ضياء الدين) ، وقد ساهم عدد كبير من الحاضرين، في تقديم ملاحظاتهم ومداخلاتهم، حول هذا الموضوع الحيوي. وكانت آخر فعاليات المهرجان، حفلاً ختامياً، إبتدأ بتكريم عدد من الصحفيين الشيوعيين، الذين واكبوا صحافة الحزب الشيوعي العراقي في فترات مختلفة من تاريخه، وهم كل من الرفيق إبراهيم الحريري، آخر الباقين من محرري صحيفة( إتحاد الشعب ) والرفيق عدنان حسين، والرفيق رحمن غريب، والدكتور قاسم حسين صالح، وبعد التكريم بدأ الحفل الفني حيث ساهمت الفرقة البصرية وفرق أخرى في تقديم وصلاتها الغنائية الجميلة.
وتجدر الإشارة ان ساحات المهرجان، التي إزدحمت بالمشاركين، كانت حافلة بمختلف النشاطات، فهناك مسرح قدمت خلاله فرقة البصرة الغنائية وفرق الشباب المختلفة والقادمة من بغداد وديالى وغيرها من الأمكنة، أغانيها العراقية الترائية والحديثة. كما كانت هناك نشاطات خاصة بالأطفال الذين أضفوا بألعابهم ونشاطاتهم وحركتهم الدائبة في طول وعرض ساحة المهرجان، بهجة خاصة، كما كان لمشاركة عدد كبير من الصحف العراقية في المهرجان، وعرضها لنسخ مختلفة من منشوراتها، وحواراتها مع القراء، إثر في إعطاء صفة وطنية عراقية على المهرجان، كما ساهمت وزارة الصناعة في جناح خاص، عرضت خلاله العديد من مصنوعاتها، التي حظيت بإهتمام الجمهور، وبإقباله الكثيف على شراء العديد من المعروضات. ويمكن القول أن رابطة المرأة العراقية وإتحادي الطلبة والشبيبة كانت حاضرة بأعضائها وبنشاطاتها المتنوعة.