فضاءات

"بغداد في ذاكرتي" وهاجس الخوف من الآتي / فهد الصكر

تحت عنوان "بغداد في ذاكرتي"، أفتتح صباح أمس الأربعاء، على قاعة "منتدى بغداد الثقافي"، في حديقة الامة، المعرض الشخصي الثالث للفنان التشكيلي منذر علي. ضم المعرض أكثر من 50 عملا تشكيليا أشتغل عليها الفنان بمواد وطرائق مختلفة، و6 أعمال نحتية تنوعت اساليبها ومفاهيمها وهي تتداخل مع مشكلات العصر.
وقد تمحورت الاعمال على موضوع الخوف من المجهول، الذي يشكل الهاجس اليومي للعراقيين نتيجة الظروف المأسوية الراهنة. ونلاحظ الوجوه التي تحمل هذا الهاجس تتكرر في أعماله. في حين طغى اللون الأحمر على غالبية رسوماته، في إشارة منه الى دماء العراقيين التي تسفح جراء ما يحصل من تفجيرات.
عن معرضه قال الفنان منذر علي لـ " طريق الشعب": "ركزّت في معرضي هذا على موضوع الخوف الذي ينتاب العراقيين جراء التفجيرات والاغتيالات الارهابية. وهذا الأمر جلي على وجوه شخوص لوحاتي. وحتى المكان الذي اخترته لإقامة هذا المعرض له دلالات وانعكاسات واقعية من حيث جغرافية المكان، الذي يرتاده البائسون والمتسولون المنتشرون في حديقة الأمة". وأضاف "إن حيثيات أعمالي مدعمة بالإبداع الفطري، وهي عبارة عن مفردات وصور تجتمع في ذاكرتي وتدفعني لإنتاج لوحات تحمل بعدا كونيا، يتمثل ببغداد وامتداد تاريخها الذي لم تحده الآفاق".
انطباعات
النحات رضا الفرحان "الفنان منذر علي من النحاتين العراقيين المتميزين في الاشتغال على مادة الخشب. وهو يسعى إلى خلق الاشكال والحوارات، في لوحاته المتميزة بقدرة تعبيرية عالية، وهذا ما يميز منذر علي كفنان استطاع أن ينحت بقدرة عالية، ويرسم بروحية متفائلة ومؤثرة تحمل عاطفة تنتمي لأحضان بغداد".
الفنان والناقد التشكيلي قاسم العزاوي "منذر علي فنان يزاوج ما بين الرسم والنحت. فهو معروف كنحات متمكن من أدواته. لكنه في تجربته هذه، التي أعني بها (الرسم)، يحاول أولا أن يبث طاقاته اللونية على السطح التصويري، باعتبار النحت مفتقدا للون. وثانيا إن الرسم يمنح حرية أكثر للتعبير، ويسمح للفرشاة بالتحرك من دون قيود". وأضاف "تناول الفنان منذر علي الوجوه بملامحها التعبيرية، والسؤال الحائر بين تقاسيمها كأنه يقول "ما العمل؟!"، فضلا عن مقارباته التجريبية".
ببلوغرافيا
الفنان منذر علي مواليد 1948، تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1972، عمل في التدريس لفترة طويلة، وهو الآن متفرغ للعمل الفني. شارك في غالب المعارض التي أقيمت داخل وخارج العراق، وله مقتنيات فنية في الداخل والخارج أيضا.