فضاءات

رسالة الى فهد / د. حسـام آل زوين

.... لقد حافظ الشيوعيون العراقيون منذ النشأة الأولى وبيانكم الأول على نقاء النظرية من الشوائب بأمانة، وســار رفاق الحزب على نهجكم جيل بعد جيل بالحفاظ على مبدئية المواقف الوطنية الاصيلة، وطنيون... مثقفـون... أمناء... نظيفـو الأيادي مدافعين بشرف عن حقوق العمال والفلاحين وسائر الشغيلة والكادحين من اجل العمل والعـدل الاجتماعي ضد الاستغلال والاستعمار بكل تسمياته وتفضيل مصلحة الشعب والوطن فوق كل المصالح هي سـر ديمومته وبقائه.
منذ التأسيس وحتى الوقت الحاضر تعرض الحزب ويتعرض الى تصفيات مريعة هـددت كيانه من قبل كل الاطراف التي لا يروقها وجـوده، وظل بحق المدافع الامين عن الوطن وحقوق الشعب بكل مكوناته، ولم يحـد عن هذه البوصلة الوطنية التي امتحنها الناس، تربى رفاق الحزب بالوطنية الحقة حيث أمست الخبز والملح والضمير ووطنيتهم لا غمزة أو لمزة فيها من قريب او بعيد ولا بد للتأريخ ان يقول مالم يقله... هي سـر ديمومته وبقائه .
لقد خاب ظن الحكام والطغاة المستبدين منذ أعتلائكم أعواد المشانق في 1947 حتى لوقت الحاضر بالقضاء على الحزب، وكل من عـادى الحزب مصيره مزبلة التأريخ، فأمتـد وتكاثر كفسيل نخيل العراق، وبعد كل كبـوة يقوم وينهض شـامخاً،.عـقدت مؤتمراته وصيغت قـراراته وخطت سـياساته، بوقفـات انتقـادية، وقـد زكت الحياة صحة مـواقفـه وسياسته لاجل الشعب والوطن... هي صحته وسـر ديمومته وبقائه .
في كل الظروف القاسية التي مر بها الحزب في السر والعلن وأحلكها أنجب الحزب خلال مسيرته خيرة النساء والرجال الذين وقفـوا وقفة الأبطال وضحوا بحياتهم وبزهرة شـبابهم بنكران ذات عال من اجل الحزب والحفاظ عليه، تعرضوا الى الاعتقالات، السجون، التعذيب، الاعدامات والمقابر الجماعية ومن نفذ ..فالى الهجرة والغربة، لقد قدم الحزب آلاف الشهداء قربانا للوطن وللشعب... وشهداء لم يوار جثمانهم الثرى . للحزب رفاق طينتهم معجونة بالطيبة العراقيـة والشهامة الوطنية، من كل أطياف الشعب بقومياته واقلياته... متنورين بالثقافة والعـدل الاجتماعي نهضوا به من كـبوته، لقد رويتْ أغصـان الامل للغـد الافضل بدماء زكيـة شــريفة من كل الالـوان وبالدموع من كل العيون، وها هي تلك البراعـمٌ ازهرت براعمـاً ... هي قـوته وسـر ديمومته وبقائه .
على العهـد لا زال الـرفاق يرددون دائما :
سنمضي... سنمضي الى ما نريد
وطــن حــر وشـــعب ســـعـيد
«مقتطف من الرسالة»