فضاءات

زهير الجزائري عن "الحراك الشعبي والأزمة العراقية"

لندن - عبد جعفر
ألقى الكاتب والصحفي زهير الجزائري، في السابع والعشرين من نيسان الماضي، على قاعة "مؤسسة الحوار الإنساني" في العاصمة البريطانية لندن، محاضرة حول الحراك الشعبي والأزمة العراقية، حضرها جمع من المهتمين.
أدار المحاضرة السيد صادق الطائي، وافتتحها بتقديم سيرة الجزائري، مشيرا إلى انه ولد في مدينة النجف وأكمل دراسته الثانوية فيها، ودرس الأدب الألماني في جامعة بغداد، واللغة الإنكليزية في جامعة كامبردج ـ لندن.
وأضاف الطائي ان الجزائري أصدر العديد من الكتب في حقول مختلفة منها الرواية والدراسة والتحقيق الصحفي، مبينا ان من بين كتبه "المستبد: صناعة قائد صناعة شعب"، وروايات "الخائف والمخيف"، و"حافة القيامة"، و"مدن فاضلة"، وله كتابان اصدرهما أخيرا، وهما "النجف: الذاكرة والمدينة"، و"أنا وهم".
بعد ذلك قدم الجزائري نبذة عن الحراك الجماهيري الأخير في العراق، مشيرا إلى ان التظاهرات بدأت في الجنوب، في مدينتي البصرة والناصريةً على خلفية أزمة الكهرباء، والفشل التاريخي في صرف مبالغ هائلة دون حلها، متابعا قوله: "تلازمت الأزمة مع فضائح فساد تقول أن اكثر من نصف ترليون دولار سرقت في الفترة بين 2006 و2014، وهي أكثر من نصف الريع النفطي في الفترة بين 2003 و2015. وأضاف الجزائري قائلا: "هناك جمهور مدني من الضواحي المهمشة والمهاجرين، هو جمهور العاطلين، وهو من الشباب بالتحديد"، لافتا إلى ان البنك الدولي يقدر نسبة البطالة في العراق بـ 50 في المائة، بينما تقدرها وزارة التخطيط بـ 28 في المائة، وتضعها منظمات غير رسمية بين 40 و60 في المائة، "ومع تناقض الأرقام فإن نسبة 15 في المائة تنذر بخطر إجتماعي، وما يزيد صعوبة الأمر نسبة الشباب وضعف التمثيل".
وتابع قائلا: "وتقدر الأمم المتحدة بأن أعمار 19سنة وما دون يشكلون 51 في المائة من سكان العراق، ويرتفع العدد الى 76 في المائة اذا صعدنا نحو الثلاثين. ومع ذلك فإن تمثيلهم ضعيف جدا، نائب واحد فقط من مجموع 325 من مواليد 1970 والأكثرية في عمر 55 فما فوق".
واشار المحاضر إلى ان هذه المقدمات راكمت غضبا ساكنا، يحتاج الى شرارة في شكل حدث رمزي، وهو مقتل الشاب منتظر الحلفي. "وفي التقليد الحسيني العراقي يكون مقتل الشهيد دائما دافعا للتصعيد ويكتسب عند العامة رمزية عالية"، متناولا ظواهر جديدة برزت على السطح لم تعرف من قبل، "ومن بينها الاحتفالات في رأس السنة وعيد الحب ( فالنتاين)، ما يدلل على وجود مجتمع مدني مختف وغير مشارك".
وأوضح الجزائري ان "الشعارات الأولى ركزت على الكهرباء والقضاء بسبب مرور قضايا الفساد بدون حكم قضائي، وانها أكدت الوطنية العراقية وجعلت الإصلاح مطلوبا ليس للجماهير وحدها، وإنما للطبقة الحاكمة لإنقاذ نفسها"، وقال ان سلمية التظاهر ساعدت على تحييد المؤسسة العسكرية.
وتطرق الجزائري في محاضرته إلى طبيعة التيار الصدري وتكوينه وجمهوره والثابت والمتغير فيه، ودور قائده مقتدى الصدر، وأوضح من جانب آخر ان الحراك الشعبي أخرج التظاهرات من طابعها الطائفي، وخلخل مراكز القوى في البرلمان، مضيفا ان تقسيم البرلمانيين إلى وطنيين مخلصين وانقلابيين متآمرين تقسيم غير منصف، ودعا إلى "التأني الآن وعدم محاكمة هذه اللحظة وفق قناعاتنا السابقة، فالأشياء تتحرك على الأرض أسرع من ان يفسرها منشور هنا أو مقالة هناك".
وتحدث عن "انهيار ناعم لقواعد اللعب بواسطة "ثورة" مخملية تتمرد على قوانين الملعب الذي أسسه "مدرب" أجنبي وضبط مساراته "حَكَم" محلي حازم حتى الوقت القريب. المدرب قلق الآن والحكم ساكت، يتابع اللاعبين بلا صافرة".