فضاءات

سليمة مراد في "بيتنا الثقافي"

بغداد - عامر عبود الشيخ علي
أقامت دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية العامة، السبت الماضي، حفل استذكار للفنانة الراحل سليمة مراد، حضره جمع من المهتمين بالشأن الغنائي.
أقيم الحفل على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس، وتخللته فقرة غنائية قدمتها "فرقة عشتار التراثية"، وأدت خلالها بعضا من أغنيات الراحلة.
وألقى المؤرخ والباحث د. هيثم شعوبي محاضرة عن الفنانة الراحلة تناول فيها اهم محطاتها الفنية والثقافية، مبينا انه في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي كانت هناك ملامح للاغنية العراقية تبلورت على يد فنانين عراقيين، وانتشرت على نطاق محدود، "وقد ساهم تلفزيون العراق والإذاعة ورواد الاغنية الجنوبية في نشر الاغنية العراقية".
وأشار د. شعوبي الى ان تلك الملامح للأغنية العراقية كانت في زمن الفنانين الاخوين داوود وصالح الكويتي، وسليمة مراد "التي اسمها الحقيقي سليمة مردخاي باشا، والتي اُعتقد خطأ ان رئيس الوزراء في تلك الحقبة نوري السعيد هو من منحها لقب الباشوية، في حين ان هذا اللقب كان يمنح للرجال فقط، وان لقب باشا جاء من اسم جدها، وقد سميت سليمة مراد تيمناً بالمطربة المصرية ليلى مراد".
واضاف د. شعوبي: "لقد أجادت المطربة سليمة مراد اصول الغناء على نحو لا يفوقها فيه اي صوت نسائي آخر، وغنت أكثر من خمسين أغنية ، أشهرها "كلبك صخر جلمود"، وهذه الاغنية هي التي أعطتها مساحة كبيرة للانتشار، ومنحتها فرصة للسفر الى عواصم عربية عدة لإحياء الحفلات الغنائية، وقد اعجبت السيدة ام كلثوم بالمطربة الكبيرة سليمة مراد كثيرا"، مؤكدا ان سليمة مراد لا تقل شهرة عن ام كلثوم في ذلك الوقت.
اما عن حياتها مع سفير الأغنية العراقية ناظم الغزالي، فقد قال د. شعوبي "انها في عام 1952 التقت الفنان ناظم الغزالي وعاشت معه قصة حب تكللت بالزواج، وقد كانت خير داعم للغزالي في فنه وساعدته في الوصول إلى شهرته وجعلته يشترك مع فرق كبيرة كفرقة "منير بشير"، وكان لسليمة مراد وناظم الغزالي بصمة كبيرة في نقل الاغنية العراقية الى مديات كبيرة وانتشارها عربيا".
وتحدث في الحفل وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار فوزي الاتروشي، وقال: "تعتبر المطربة سليمة مراد من أعمدة الدولة العراقية ثقافيا، واذا كانت الدولة العراقية قد شكلت في عام 1921 سياسيا، فإن مراد ساهمت وشكلت مع زملائها الفنانين الدولة العراقية ثقافيا، نحن ممتنون جدا لهذا الجيل الذي كان اول ذاكرة عراقية فنية". مضيفا بقوله: "ونحن في زمن مراجعة اصولنا الغنائية، دعونا نتسامح ونعيد التقدير للاسماء الكبيرة بغض النظر عن ديانتهم وقوميتهم، وان نكون منصفين مع كل عربي، كردي، مسلم، مسيحي، يهودي ، ايزيدي، صابئي يحمل الهوية الوطنية".
وقدم عدد من الحضور مداخلات عن منجز المطربة الراحلة، وأضافوا بعض المعلومات عنها.