فضاءات

في عنكاوه : قاسم حسين صالح عن التطرف الديني وصناعة الموت

رواد رعد
ضيّفت اللجنة الثقافية في منظمة كلدوآشور للحزب الشيوعي الكردستاني في عنكاوه، الخميس الماضي، رئيس الجمعية النفسية العراقية، البروفسور قاسم حسين صالح، في ندوة حوارية بعنوان "التطرف الديني وصناعة الموت"، حضرها جمع من المهتمين بالشأن الثقافي والسياسي والفكري.
تناول صالح في معرض حديثه جذور التطرف الديني, والنظريات الساندة والمعارضة لأصل هذا التطرف. وقد تمحورت الندوة على مفاصل عدة، أهمها "علم النفس السياسي والاجتماعي", "المشكلة الدينية", "ماهية الدين", "مفهوم التطرف", و"سيكولوجية الدين".
وقدم الضيف شرحا مفصلا عن الأسباب السيكولوجية التي أدت إلى تنامي التطرف الديني في المجتمعات الشرق أوسطية، ومن بينها المجتمع العراقي، مشيرا إلى ان ضحايا التطرف تأتي عدديا في المرتبة الثانية بعد ضحايا الحربين العالميتين.
وعرج البروفيسور صالح على اسباب الارهاب من منظور اقتصادي واجتماعي وسياسي ونفسي، واستشهد بدراسة قدمت للحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة السليمانية أجريت على 300 ارهابي، وتبين فيها ان من بين الإرهابيين أشخاصا حاصلين على الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه).
كذلك تطرق الى مفهوم التطرف، والى سيكولوجية الدين وآراء أربعة من علماء النفس الذين تحدثوا في موضوع الدين وأصل الدين، وسبب لجوء الإنسان الى الدين، وهم كل من سيغموند فرويد، اريك فروم ، كارل يونغ، وفيكتور فرانكل، وقال: "ان المتطرف في الدين يصف من يخالفه الرأي بالكفر والزندقة والفسوق"، ثم تساءل: "إذا كان الدين من الله فهل يعقل أن يأمر بقتل أناس خلقهم الله ليعيشوا؟".
وتابع رئيس الجمعية النفسية قائلا: "إن العرب حين يمرون بأزمة يتوجهون الى الدين، وحين يشعرون بالعجز عن ان يقوموا بتغيير واقع أو إصلاح نظام، لا يقدمون حلولا لمشكلاتهم، إذ إن القدرية المشفرة في عقلهم الجمعي عودتهم على اللجوء إلى الدين حين تضيق بهم الأمور، لأنهم يجدون فيه الأمل الذي يعيد إليهم توازنهم"، مضيفا إلى قوله: "ان تغيير الواقع العراقي يبدأ بتغيير اللاوعي الجمعي في العقلية العراقية، وان التغيير لن يحصل في المجتمع ما لم يحصل تغيير في القيم، لأنها التي تحدد الأهداف والسلوك".
وانتهى البروفيسور صالح إلى القول: "ان التطرف الديني سيبقى قائما ما دامت هناك طائفية ومحاصصة واستفراد بالسلطة والثروة وفساد وبطالة، ولن يضعف الا بحصول توافق استراتيجي بين العلمانيين والدينيين المعتدلين".
هذا وتخللت الندوة أسئلة وحوارات بين البروفيسور قاسم حسين صالح والحضور.