فضاءات

في قضاء الهندية : الحراك المدني.. قوته وسمات نجاحه

عاصي دالي
عقدت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، أخيرا، ندوة بعنوان "الحراك المدني: قوته وسمات نجاحه"، حضرها جمع من الشيوعيين والناشطين المدنيين، وتحدث فيها عدد من الرفاق.
كان أول المتحدثين في الندوة سكرتير اللجنة المحلية للحزب في كربلاء، الرفيق سلام القريني، الذي تطرق إلى الحراك الجماهيري، مبينا ان عناصر قوته تكمن في طبيعة القوى المشاركة فيه, التي نظمت لجاناً تنسيقية في ما بينها، "وهذه القوة الفاعلة اليوم تمثل مصالح الشعب العراقي الذي دعم وساند الحراك, وساهم فيه بعد أن فقد الثقة في سلطة المحاصصة الطائفية والاثنية التي سببت له الإحباط واليأس, وأنتجت الاستبداد واستشراء الفساد وغياب الخدمات وفقدان الأمن والأمان", مضيفا قوله: "اليوم أصبح الحراك الجماهيري يمثل قوة شعبية وطنية تهدف إلى الارتقاء بالمستوى المعيشي لأبناء الشعب، وإلى تحقيق الصالح العام وليس الكسب الخاص".
ولفت الرفيق القريني إلى ان الحراك الجماهيري لا يضعف الدولة, ولا يهدف إلى إسقاط الحكومة أو حل البرلمان، ولا يتعارض مع الدستور, "بل يدعم الاتجاه العام في الدستور وفي توجهات الحكومة الإصلاحية في محاربة الاستبداد والفساد", مشددا على أهمية استمرار الحراك الجماهيري وديمومته السلمية, ومدينا "إفراط السلطات والأجهزة الحكومية في استخدام العنف واللجوء إلى استعمال الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع والماء الساخن ضد المتظاهرين السلميين, الأمر الذي يشكل مخالفة صريحة وواضحة للدستور العراقي، وانتهاكا لحق المواطنين في التظاهر السلمي".
بعد ذلك تحدث الرفيق علي الحلو عن العملية السياسية في العراق، مبينا انها انطلقت حسب الدستور العراقي الذي صوت عليه الشعب، بالانتقال من النظام الاستبدادي الى النظام الديمقراطي، "لكنها بنيت للأسف الشديد على أسس خاطئة, بسبب التفسير الخاطئ لبعض المفاهيم المؤشرة في الدستور, ومنها المشاركة والتوافق لتصبح محاصصة طائفية، وهي أساس المشاكل التي يمر بها بلدنا", متابعا قوله: "ان الإصرار والتمادي على المضي في طريق المحاصصة من قبل القوى المتنفذة ، يأتي خلافا للإرادة الشعبية ولمطالب قوى وأوساط سياسية واجتماعية متزايدة، وكان لا بد للغضب الجماهيري أن يتنامى وأن تمتد رقعته إلى مفاصل مؤسسات الدولة السياسية والتشريعية، وأن يتخذ تعبيرات احتجاجية سلمية متنوعة ومتصاعدة. فلم يعد بالإمكان غض النظر عن حقيقة أن لا إصلاح يرتجى من قوى المحاصصة، من دون ضغط شعبي متصاعد يتمثل في الاحتجاجات والتظاهرات الجماهيرية السلمية".
وكان آخر المتحدثين في الندوة الرفيق خليل الشافعي، الذي تطرق إلى "العملية السياسية التي شكلت بعد عام 2003 بالاعتماد على المحاصصة الطائفية, وبتبرير إن المجتمع العراقي ذو مكونات تقليدية (سنية , شيعية , كردية، وغيرها)".، مشيرا إلى ان "النهج الذي اعتمد (حتى الآن) في بناء الدولة والحكم، نهج خاطئ، لم يسفر إلا عن فوضى وتشويه للديمقراطية وتضييق على الحريات العامة, وضياع فرص كبيرة للاعمار والتنمية، وانهيارات امنية كبيرة وسوء إدارة".
وتناول الرفيق الشافعي تناقض النهجين الديمقراطي والمحاصصة الطائفية, "فالأول يعتمد الفصل بين السلطات ويؤكد على الفرد في الحياة العامة, بينما الثاني يجمع بين السلطات ويهمش دور الفرد, ويعطي للمكون الدور الرئيس"، موضحا ان سمات نجاح الحراك الجماهيري تتمثل بامتلاكه الوعي سواء بتنسيقياته الفاعلة أم بالحشود الجماهيرية المشاركة فيه.
ولفت الرفيق الشافعي إلى ان "بعض قوى المحاصصة الطائفية أدركت تماماً إن ديناميكية واتساع الحراك الجماهيري, بدأت تقذفها بعيداً عن هيمنتها على السلطة وتضعها في تعارض مع مصالح الشعب, لهذا فإنها اليوم تسعى للمناورة والالتفاف على الحراك الجماهيري, واستخدام كل الطرق والوسائل من اجل إجهاضه".
وتخللت الندوة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين.