فضاءات

الجمعية الثقافية المندائية في أربيل..نشاطات وفعاليات متنوعة / عاكف سرحان



إستطاعت الجمعية الثقافية المندائية في أربيل، الواقعة في منطقة (عنكاوا)، أن تستقطب الإهتمام من خلال، إشراك جميع العوائل المندائية في عضويتها، وتنوع نشاطاتها، وبناء علاقات متميزة مع منظمات المجتمع المدني والأحزاب، ونالت ثقة الجهات الرسمية وشبه الرسمية، ولأجل التعرف على الغاية من تأسيس الجمعية وأهدافها وإنجازاتها، تحدث لنا رئيس الجمعية الأستاذ نزار شنيشل : تأسست الجمعية بتاريخ 25/3/2007 وفي البداية ساعدتنا مشكورة جمعية الثقافة الكلدانية بتوفير غرفة كمقر لنا ، ثم أجرنا مقرا في منطقة عنكاوا إلى أن حصلنا على المقر الحالي الذي منحتنا إياه حكومة الإقليم مشكورة. بعد أن طال التهديد العديد من المندأئيين خلال أحداث 2006 الطائفية، فكر عدد من أبناء الطائفة بخيارين: أما الهجرة إلى لخارج كملاذ آمن، أو مفاتحة سلطات الإقليم للعيش فيها بأمان، فكان الخيار الثاني في أربيل وتمت مساعدتنا بالحصول على الإقامة والعمل وتطور الإندماج مع الشعب الكردي. كان الهدف من تأسيس الجمعية هي إدارة شؤون المندائين وتعزيز علاقاتهم العائلية والإجتماعية والثقافية والتواصل مع منظمات المجتمع المدني المتنوعة في الإقليم. فكانت لنا نشاطات إجتماعية وعلمية وثقافية وسياسية ودينية متنوعة ومتميزة بجهود كوادر الهيئات الإدارية وتعاون بناتنا وأبنائنا. وآخر النشاطات للجمعية هي فتح صف لتعلم اللغة الكردية، وكذلك تهيئة مستلزمات إنجاح الإحتفال بعيد التعميد الذهبي (دهفة إد يمانة). وكان للتعاون المثمر بين الجمعية ومجلس الشؤون الدور الحاسم في إنجاز حوض التعميد والمندي لما له من الأثر الكبير على ممارسة الطقوس المندائية بيسر، رغم أن المساعدات الرسمية قد توقفت منذ عام 2014 نتيجة للأزمة المالية بعد هبوط سعر النفط الذي يعتمد على ريعة الإقليم بشكل شبه كامل، وكان التموين الذاتي هو ما عملنا عليه.
وعن مشروع التنمية والإغاثة الدولية لدعم الأقليات في العراق الممولة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، أوضحت مديرة الإدارة في الجمعية الآنسة فائزة ذياب: إنطلقت فكرة المشروع في إحدى الدورات المعدة من قبل منظمة التنمية حيث عملنا معها لمدة 33 شهراً عبر 13 دورة في مختلف الإتجاهات لبناء قدرات المؤسسات، وشارك فيها أكثر من 30 مشارك من المندائين، فكان هذا المشروع نقطة إنطلاق نحو شعبنا الكردي في الإقليم لتعريفهم بالمكون المندائي الذي يجهله الكثير، أو هناك معرفة سطحية حوله. فمن الصعوبة أن تعيش ويجهل الآخر من أنت، فكانت الخطوة الأولى التحضير لطباعة كتيب بثلاث لغات (العربية، الكردية، والإنكليزية)، يحتوي على نبذة تاريخية عن الصابئة المندائين وتاريخهم وأماكن تواجدهم وعقيدتهم وعاداتهم، بشكل مبسط. وإخترنا أربع أماكن لإلقاء محاضرة عن المشروع وهي: وزارة الثقافة والشباب/أربيل، كلية الشريعة والعلوم الإسلامية/أربيل، جمعية الثقافة المندائية في أربيل، ودائرة المنظمات غير الحكومية. وكان المحاضر في المشروع فضيلة الريشما ستار جبار، الذي أغنى المحاضرات بالكثير من المعلومات، وأجاب على الأسئلة التي طرحت من المشاركين الذي بلغ عددهم حوالي 270 شخص. وقد نال المشروع إستحسان المنظمة المشرفة من كل النواحي. وقد حضر المشروع شخصيات مهمة في الإقليم من المثقفين ورجال الدين، وغطته الكثير من القنوات والإذاعات العربية والكردية، وعدد من الصحفيين. وستكون لنا نشاطات في هذا الجانب في محافظات الإقليم الأخرى من أجل التعريف والتعايش السلمي الإجتماعي وتعزيز اللحمة بين مكونات الشعب العراقي. ويبقى الهدف الأسمى للعراقيين بمختلف مكوناتهم، القضاء على الإرهاب ومسبباته وأهدافه وأجنداته الخارجية والداخلية، والعيش بسلام في دولة مدنية ديمقراطية متحضرة بعيدة عن المحاصصة الفاشلة والفساد.