فضاءات

شيوعيو الشامية يستذكرون يوم 14 تموز 1958/ حازم الجعفري

تعتبر ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958مفصلا تاريخيا حيث نقلت العراق من عهد الظلم والجور والحرمان والجوع والمرض والجهل وسيطرة الاقطاع الى عهد الحرية والا نعتاق من السيطرة الاستعمارية . ولايزال الكثير من ابناء الشعب العراقي يتذكرون ذلك اليوم المجيد عندما اعلنت الجمهورية واسقطت الملكية ولما كانت مدينة الشامية وريفها من اكثر المدن العراقية احساسا بهذا الظلم بسبب وجود الحزب الشيوعي وتغلغله في صفوف ابنائها . ولاجل معرفة ماجرى في ذلك اليوم المجيد التقت الجريدة ببعض الرفاق الذين عايشوا ايام الثورة وخرجنا بهذا الاستطلاع:
يقول الرفيق الاستاذ مصطفى سعيد شهاب الحيالي:
من الصدف الجميلة في حياتي التي ما زلت اذكرها حتى الان هو يوم الرابع عشر من تموز عام 1958 حيث كنت مسافرا من مدينتي الشامية الى بغداد لإنجاز معاملة خاصة بي .ولما وصلت الى بغداد شاهدت الاحتفالات والتظاهرات تعم كل احياء بغداد وعلى الفور شاركت في تلك التظاهرات .ووصلنا بالقرب من تمثال الرصافي الحالي وكانت الجماهير تحيط بجثة الوصي ثم اتجهنا نحو دار نوري السعيد وتجولنا فيه .
ولكن تلك الفرحة لم تدم بل سرقتها الرجعية بالتعاون مع بعض الدول العربية والاستعمارية وقاموا باسقاط تلك الثورة وسلموها إلى قطعان البعث المجرم.
وبين الرفيق الاستاذ فاضل عبيد قائلا:
كنت يومها طالبا في الصف الخامس الثانوي ولما كنت من عائلة فلاحية وكانت وقتها ايام زراعة الشلب فقد خرجنا انا ووالدي الى حقلنا الذي يمتلكه احد الاقطاعيين مما يستوجب على كل افراد العائلة ان تعمل حتى نستطيع زراعة اكبر مساحة ممكنة مما يعود على الاقطاعي بالفائدة فيما لا نحصل على أي شيء وفي الطريق وعند مرورنا ببيت ذلك الاقطاعي الذي كان يمتلك جهاز راديو شاهدناه في وضع غير طبيعي وكان يجلس في المضيف والناس تتجمهر حول الراديو ولما سألنا عن الوضع قالوا لنا ان هناك ثورة اطاحت بالحكم الملكي واقامت الجمهورية وعلى الفور رجعنا الى البيت . اما انا فذهبت فورا الى مدينة الشامية وكانت الجماهير متجمعة امام القائممقامية وهي تهتف بحياة الجمهورية وقد اشتركت في تلك التظاهرة وسيطرنا على الدوائر الحكومية وكان يوما جميلا مازلت اذكره .
ويضيف الرفيق الفلاح حميد حسن سلمان من منطقة الخشانية:
كانت حياتنا ابام الحكم الملكي حياة بائسة وكانت الامراض والجهل والامية منتشرة في صفوفنا وكنّا لانحصل على حصتنا مما نزرع اذ كان الاقطاع يستحوذ على كل مانزرعه بسسب العلاقات الزراعية السائدة وقسمة الحالات الظالمة ولما جاء يوم الثورة انطلقنا نحو مدينة الشامية وشاركنا في التظاهرات التي تحييّ الثورة وقائدها الزعيم عبد الكريم قاسم وقد كافأتنا الثورة باصدار قانون الاصلاح الزراعي اذ اصبحنا بفضل ذلك القانون اصحاب الاض وختم الحديث بالهتاف تحية للزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم.
وقال الرفيق العامل حميد مجيد حواس:
كنت وقتها اعمل سائقا في مصلحة نقل الركاب في بغداد وقبل عدة ايام من الثورة وصل الينا تبليغ من مسؤولنا الحزبي ان هناك احداثا ستقع وان علينا ان نتهيأ للنزول إلى الشارع عند وقوع تلك الاحداث وفعلا وفي يوم الرابع عشر من تموز عند اذاعة البيان الاول نزلنا إلى الشارع وسيطرنا على الدوائر وحميناها من كل تخريب او عبث وقد استمرت تظاهراتنا عدة ايام الى ان استقرت الامور.