فضاءات

ملاحم خالدة في النضال / طه ياسين

يذكرنا التاريخ بملحمة التظاهرات التي فجرها الشعب يوم 2 / 5 / 1948 في بغداد هذه الصفحة الخالدة التي زف فيها الشهداء والجرحى على طريق النضال الوطني بعد عبور الجسر ويذكرنا التاريخ أيضاً بمحاولات السلطة في استخدام القوات المسلحة والأمن لفتح النار على المتظاهرين السلميين. وكيف أقدم البعض من النواب والوزراء على الاستقالة وهروب صالح جبر رئيس الوزراء واجبار الوصي عبدالإله على الإعلان عن استعداده للقيام بالإصلاحات التي يطالب بها الشعب وتعيين محمد الصدر رئيساً للوزراء من أجل التهدئة إلا أن الشعب لم يقتنع بهذا الاجراء واستمر في المطالبة من أجل الإصلاح الحقيقي. إلا أن أقطاب السلطة عادت ثانيةً لشن هجوم متستر بغطاء ديني بحجة الدفاع عن هوية العراق الإسلامية ولذلك تصدت لكل من يرفع شعار (نريد .. خبزا ...كساء. .حرية ( لقد تعلم الشعب من هذه الممارسة الملحمية دروساً تعبويه في النضال ومن أبرز ما تعلم ( وحدة الصف الكفاحي ...التلاحم الأخوي بين العرب والاكراد ...الدور القيادي للكادحين والطلبة والمثقفين والفقراء في قيادة النضال ...التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب المكونة للنسيج المجتمعي). وما أشبه اليوم بالأمس حيث تعم التظاهرات في أغلب محافظات العراق تقابل ذلك إجراءات قاسية حيث تم قمعها من قبل الحكومة وبرزت حالات القتل والاختطاف للناشطين المدنيين واستخدام كافة أساليب القمع ضدهم وليس للمتنفذين في السلطات من هم سوى تقاسم المغانم . من خلال هذه الدروس المستنبطة في النضال الذي خاضه الشعب ضد السلطات الغاشمة على مدى عقود من الزمن يتوجب علينا في الراهن الحالي إدامة زخم الحراك الشعبي والعمل من أجل تكوين رأي عام ضاغط يجبر أقطاب السلطة على الرضوخ إلى مطالب الشعب في الإصلاح والتغيير الحقيقيين .