فضاءات

احتفاء بـ "فتى الأهوار الثائر" مظفر النوّاب

غالي العطواني
في مناسبة إدراج الأهوار العراقية على لائحة التراث العالمي لليونسكو، أقام منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، أول أمس السبت، جلسة احتفاء بمنجز الشاعر والمناضل مظفر النواب، تحدث فيها عدد من الشعراء والصحفيين.
حضر الجلسة التي التأمت تحت شعار "مظفر النواب فتى الأهوار الثائر"، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق بسام محيي، وعضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق أيوب عبد الوهاب، وعائلة الشاعر النواب، وجمع من الشيوعيين والمثقفين والأدباء والإعلاميين.
وبدعوة من مدير الجلسة الفنان ستار الناصر نهض الحاضرون وقوفاً في ذكرى شهداء الحزب والحركة الوطنية، بعدها اعتلى المنصة الشاعر والمناضل ألفريد سمعان، الذي تحدث عن النواب مشيرا إلى انه التقاه أول مرة عام 1959 في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، ثم بقي متواصلا معه، حتى انه كان دائما ما يقله بسيارته من مقر الاتحاد إلى محل سكناه في الكاظمية لكي يحميه من أزلام النظام البعثي الدكتاتوري.
وبيّن سمعان ان النواب كان حريصا على أن يكون مبدعا، وانه رفض كل الإغراءات ولم يتنازل عن مبادئه، وعمل بجدية في سبيل شعبه ووطنه، وعانى الكثير من الاضطهاد، ولم يتراجع عن رسالته الوطنية. ولفت إلى ان النواب الذي ضحى في سبيل وطنه، لم تنصفه حكومات ما بعد التغيير 2003، "فهي لم تستجب لطلبه في استلام راتبه التقاعدي، ما لم يأتِ شخص يشهد على اعتقاله، ولا أدري هل يحتاج النواب إلى شاهد!؟".
بعد ذلك تحدث الشاعر الكبير عريان السيد خلف عن لقائه النواب في السجن، وكيف توطدت علاقته معه. ثم قرأ مقدمة أحد دواوينه الصادر عام 1996، التي كان قد كتبها الشاعر النواب، وعنوانها "ولأنه الليل". أعقبه الصحفي يوسف المحمداوي بقراءة شهادة عنوانها "كريري وجويسم وفالح انموذجا.. غناء الأهوار وأثره في شعر النواب"، افتتحها بواحدة من أشهر قصائد النواب "إشكد نده نكط ع الضلع.. وإنسيت أكلك يمته"، متابعا قوله: "من يسمع تلك الكلمات يحيل مرجعيتها الى شاعر ولد ونشأ وعاش في الهور.. لكنه ابن الكاظمية، المتشبع بتفردها بين تفاصيل اللهجات البغدادية".
وألقى الشاعر كاظم غيلان كلمة عنوانها "مظفر النواب.. بشارة الماء وانشاد الثورة"، قال فيها: "رد الماي للهور ورجع حمرينا.. كأنه أيقن من عودة المياه للاهوار قبل التفاتة اليونسكو.. جاءه هذا الحدس من كونه خرج من رحم النضال، دائرا ظهره للبيوت الشامخة ليقتحم عالم الماء، متغزلا بما لا نجده في الأنهر.. إنه ماء العروس".
وجاء دور كلمة للشاعر رياض النعماني، القاها بالنيابة الشاعر والإعلامي طارق حسين، الذي ألقى هو أيضا كلمة له عنوانها "مظفر النواب فتى الأهوار.. أسطرة البطل في القصيدة النوابية.. حجام البريس انموذجا".
وكانت للرفيق عباس حسن كلمة في الجلسة، تحدث فيها عن اعتقال النواب من قبل السلطات الإيرانية، وتسليمه إلى السلطات العراقية. فيما ألقى كلمة عائلة النواب قريبه ضرغام النواب، الذي أشار فيها إلى السفر النضالي الخالد لـ "فتى الأهوار الثائر"، ثم قرأ قصيدته المعروفة "صويحب"، وتطرق إلى علاقته بالأهوار، وكيف انه استخدم مفردات أهالي الأهوار في أشعاره، بالرغم من انه ابن المدينة.
وعلى هامش الجلسة أدى الفنان علي حافظة باقة من الأغنيات الأصيلة التي كتب كلماتها النواب.
وفي الختام قدم الرفيق بسام محيي شهادة تقدير باسم الحزب الشيوعي العراقي إلى عائلة النواب، ولوح إبداع إلى إدارة منتدى "بيتنا الثقافي".
(لجريدتنا عودة في عدد قادم الى نصوص الكلمات والمداخلات المشار اليها اعلاه).