فضاءات

في عينكاوا : إبراهيم الخياط عن د. حياة شرارة وتجربتها الإبداعية

نمرود قاشا
ضيّفت منظمة كلدو آشور للحزب الشيوعي الكردستاني، الخميس الماضي، الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، الشاعر والإعلامي إبراهيم الخياط الذي تحدث عن الأكاديمية والمناضلة الراحلة د. حياة شرارة، في أمسية عنوانها "شمس نجفية في سماوات عينكاوا"، حضرها جمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين.
أدار الأمسية التي أقيمت على حدائق المنظمة في مدينة عينكاوا، الشاعر زهير بهنام بردى. وتحدث الخياط عن د. حياة شرارة المولودة في النجف عام 1935، متناولا نشأتها في بيت والدها الأديب والشاعر محمد شرارة، الذي كان يرتاده الشعراء والكتاب والمثقفون، مضيفا قوله: "بالرغم من الجو الديني المرادف لمدينة النجف, كان هناك جو آخر ازدهرت فيه نهضة ثقافية واسعة, إذ صدرت صحف ومجلات عدة كان لها دور مهم في الدعوة للإصلاح الاجتماعي".
وأشار الخياط إلى ان عائلة د. حياة شرارة، انتقلت إلى بغداد، وهناك اصبح للأديب محمد شرارة صالون أدبي كان يرتاده أسبوعيا الشعراء محمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب ولميعة عباس عمارة وأكرم الوتري وبلند الحيدري، "وقد حفظت حياة وهي في سن 12 عاما أشعار السياب ولميعة عباس عمارة ونازك الملائكة".
وواصل قائلا: "أكملت حياة دراستها الابتدائية والثانوية في بغداد، وسافرت إلى سوريا، ومنها إلى مصر، حيث التحقت بقسم اللغة الانكليزية في جامعة القاهرة عام 1961، ثم سافرت إلى موسكو"، متابعا قوله: "كانت حياة في سلوكها الاجتماعي، وتوجهها الثقافي، وإنتاجها العلمي، ورؤيتها الحياتية، ضد النزعة الظلامية، مؤمنة بالإنسان، وحتمية انتصاره. كما كانت مفعمة الإحساس بالمستقبل الزاهر، لأنها نشأت في بيئة ثقافية وفكرية وأدبية".
ولفت الضيف إلى ان نتاج شرارة الثر تنوع بين الكتابة السردية (الرواية والقصة)، والبحث والمقال والتحقيق، مضيفا انها مترجمة متمكنة وأستاذة للأدب الروسي، وذاكرا ان لها ديوانين شعريين مخطوطين عنواناهما "قصائد قديمة"، و"شفق الفجر"، ولها رواية بعنوان "إذا الأيام أغسقت" صدرت بعد وفاتها في بيروت.
وبيّن الخياط ان د. حياة شرارة كانت قد أشرفت على إصدار كتابي والدها عن المتنبي والدراسات الإسلامية، وانها نشرت بترجمتها عن الروسية عددا من الكتب.
وأشار الخياط إلى انه في آب 1997 توقف قلب الأكاديمية والمترجمة والباحثة والشاعرة د. حياة شرارة، في ظروف غامضة، داعيا وزارات الثقافة والتعليم العالي والصحة والداخلية إلى "إعادة التحقيق في حادثة انفجار انبوبة غازي في الأول من آب 1997، قتلت على إثره د. حياة شرارة مع ابنتها مها المتخرجة لتوها في الجامعة، وأصيبت ابنتها الأخرى زينب".
وتابع قائلا: "ان الاشاعة التي أطلقها النظام المباد آنذاك، كانت تفيد بأن د. شرارة انتحرت"، وتساءل: "لماذا لم تكن الإشاعة أن الحادث قضاء وقدر؟ ثم أن أي منتحر لا يقتل أحدا معه، فكيف بأم ومناضلة وأكاديمية؟".
وقدم عدد من الحاضرين مداخلات، بضمنهم د. عدنان عباس، حسين الجاف، هيثم بهنام بردى، محمد سعدون السباهي.
وفي الختام قدم النائب جوزيف صليوا باقة ورد للشاعر والإعلامي إبراهيم الخياط.