فضاءات

العوائل الفقيرة ونار الأسعار في اماكن الترفيه / لويس فؤاد العمار

أصبحت ظاهرة ارتفاع الأسعار في الأماكن الترفيهية في بغداد والمحافظات، تشكل عائقا أمام العوائل العراقية الفقيرة وذات الدخل المحدود الراغبة في تمكين اطفالها من الاستمتاع بها وقضاء اوقات سعيدة من حين إلى آخر. فالعاب الأطفال في هذه الأماكن وبسبب ارتفاع أسعار استخدامها بشكل جنوني، نتيجة تحويل إدارتها إلى مستثمرين لا يهمهم سوى الربح ولو على حساب الطفل, راحت تتحول إلى هم وكابوس لأرباب تلك العوائل خصوصا التي لديها أكثر من ثلاثة أو أربعة أطفال.
وتشتكي العوائل الفقيرة خاصة, من ارتفاع الأسعار بصورة عامة في الأماكن الترفيهية كمتنزه الزوراء والمرافق الأخرى التي قامت أمانة بغداد بتحويل إدارتها إلى مستثمرين عراقيين, قياسا باسعارها السابقة حين كانت تدار بالكامل من قبل دوائر الدولة ومؤسساتها المعنية.
فمعدل اجرة استخدام بعض الألعاب التي تشهد إقبالا من قبل الأطفال, لا يقل عن خمسة آلاف دينار للطفل الواحد ولمرة واحدة, وهو ما يشكل عبئا كبيرا وضغطا على دخل الأسر الفقيرة إذا ما حسبنا أن متوسط عدد الأطفال في العائلة الواحدة هو أربعة أطفال.
والى جانب ذلك، تشهد أسعار المأكولات والمشروبات وباقي الأشياء الأساسية هي الأخرى ارتفاعا كبيرا خلال الاعياد والمناسبات بحجة أن المكان سياحي أو مستثمر.
ويتساءل المواطن رعد الزهيري عن دور أمانة بغداد في متابعة هذه الأماكن والإشراف عليها, مطالبا إياها بوضع حد لجشع المستثمرين من خلال تحديد الأسعار بما يتناسب مع قدرة العائلة ودخل الأسرة الفقيرة كي تنعم هي وأطفالها بأوقات سعيدة من دون أن تسبب لها ضررا ماديا معتدا به.
من جانبها أكدت المواطنة سحر إبراهيم أن أطفالها حرموا من الاستمتاع بأكثر من لعبة نتيجة غلاء أسعار ركوبها، مبينة أن لديها ثلاثة أطفال ولا يمكّنها وضعها المادي المنخفض من أن تركبهم جميعا في بقية الألعاب لان ذلك يستنزف دخل العائلة في يوم واحد بحسب تعبيرها-..
المواطن سعد التميمي يذكر أن أكثر الألعاب تشكل إغراء للطفل الذي يلح على أبويه في الركوب والاستمتاع بها.. مضيفا أن ارتفاع أسعار هذه النوعية من الألعاب التي تشهد إقبالا كبيرا عليها من قبل الأطفال, يمنع العوائل ذات الدخل المحدود من تلبية رغبة أطفالها خصوصا إذا كان عددهم كبيرا بحيث تتحول الرحلة إلى كابوس ويسلب منها ميزة الاستمتاع كما عبر-..
/أم آية/ تطالب أمانة بغداد بأن يكون لها دور في متابعة هذه الأماكن وضرورة أن تعمد إلى تحديد أسعار ملائمة فيها لاتؤثر على دخل العائلة الفقيرة كي تسهم في إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال المحرومين من أشياء كثيرة بحسب تعبيرها-..
من جانب آخر يشدد أبو أيمن على ضرورة مراعاة الالتزام بتحديد أسعار مناسبة في باقي المرافق والخدمات الأخرى في الأماكن الترفيهية, مبينا أن أسعار وقوف السيارات في الأماكن المستأجرة من أمانة بغداد لايوجد فيها هي الأخرى سعر محدد وعادة ما يطلب مؤجروها أسعارا مرتفعة.. إلى جانب أسعار المأكولات والمشروبات والأشياء الأخرى في الأماكن الترفيهية المستثمرة بحسب وصفه-..
إن غياب مؤسسات الدولة المعنية بهذا الأمر عن المشهد وتخليها عن لعب دورها في الإشراف والمتابعة وتحديد الضوابط والأسعار المناسبة في الأماكن الترفيهية والسياحية التي تجد فيها العوائل العراقية فسحة لقضاء اوقات راحة بعيدا عن الهموم اليومية، فسح المجال واسعا أمام أصحاب النفوس الضعيفة والباحثين عن الربح ولا شيء غيره, في التحكم حتى بفرح الأطفال بحيث حولوا أوقات استمتاع العائلة العراقية الفقيرة الباحثة عن فسحة من الراحة إلى أوقات تزيد من همومها اليومية. وهذا يتطلب تدخل دوائر الدولة المعنية بالأمر بغية تصحيح الأوضاع والاسهام في خلق اجواء السرور التي غابت عن العراقيين طويلا.