فضاءات

عن التشوهات المعرفية في العقلية السياسية العراقية

الديوانية – عادل الزيادي
ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة الديوانية، بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في المحافظة، السبت الماضي، الباحث الأكاديمي علي عبد الرحيم صالح، الذي ألقى محاضرة بعنوان "التشوهات المعرفية في العقلية السياسية العراقية"، بحضور نخبة من المثقفين والأدباء.
أدار المحاضرة الباحث كامل داود، مستعرضا سيرة الضيف، ودراساته وبحوثه في الأدب والمسرح وعلم الاجتماع.
بعد ذلك تحدث صالح عن الجذور السيكولوجية لمفهوم المعرفة، مسترشدا بالمفاهيم النظرية لرائد مدرسة التحليل النفسي النمساوي سيغموند فرويد، الذي يرى ان الانسان كائن غريزي يتصرف وفق ما تمليه عليه غرائزه، مشيرا إلى ان آراء فرويد كانت قد لاقت وقتها معارضة شديدة من قبل تيارات فكرية عديدة كانت تؤكد ان الانسان له ارادة وليس مكبلا بغرائزه، وانه ميال نحو الحب والتسامح.
ولفت صالح إلى ان البيئة تعد عاملا مهما في تحديد نوعية الاتصالات مع العالم الخارجي "فإذا كانت الظروف البيئية سليمة، نتجت عنها مخططات معرفية ايجابية، أما إذا كان العكس فستنتج مخططات مشوهة"، ذاكرا أمثلة عن ذلك لبعض الطغاة، كـ هتلر وموسوليني وصدام، وموضحا ان المجتمع المشوه معرفيا، هو الذي يملي على أفراده التعصب والدجل والفساد والطائفية، وان علاج التشوهات يتطلب وجود طبقة سياسية توفر الأمان وترعى التعليم وتهيئ العيش الكريم للمواطنين.
وفي سياق محاضرته عرض الضيف مقاطع فيديو لبعض القادة السياسيين والنواب العراقيين في حكومات ما بعد 2003، وهم يدلون بتصريحات تبين عمق المخططات العدائية، وانفعالاتهم وميلهم نحو إظهار سلبيات الطرف الآخر.
كذلك تناول صالح في حديثه مفهوم "الاستنتاج التعسفي"، الذي يعني الاستناد إلى التحليل الخاص واستنباط نتائج الأحداث من دون دليل، مستشهدا ببعض وعود السياسيين العراقيين، التي لم تتحقق على أرض الواقع.
وشارك عدد من الحاضرين بتقديم المداخلات وطرح الأسئلة التي أغنت موضوعة المحاضرة.