فضاءات

جواد الزيدي متحدثا عن الإرهاب ومنابعه

بغداد – غالي العطواني
ضيّفت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، أول أمس السبت، أ.د. جواد الزيدي، الذي تحدث في ندوة فكرية عن "منابع الإرهاب على الصعيدين الفكري والتطبيقي".
حضر الندوة التي عقدت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، الرفيقان د. عزت أبو التمن ومفيد الجزائري، وجمع من المثقفين والمهتمين بالشأنين السياسي والأمني.
مدير الندوة الرفيق علي كريم، استهل حديثه بتقديم سيرة الضيف، فهو ولد عام 1966 في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، وحصل على شهادة البكالوريوس في كلية الفنون الجميلة – بغداد عام 1997، وعلى الماجستير في الفن الإسلامي (زخرفة وخط) عام 2000، والدكتوراه في الرسم الحديث بدرجة امتياز عام 2005، ودرجة (الاستاذية) في العام 2014، وهو يعمل أستاذا في النقد وجماليات الفن في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.
بعد ذلك تحدث أ.د. الزيدي عن الإرهاب، وبيّن الفرق بين حركات التحرر العالمي والتنظيمات الإرهابية، مؤكدا ان الأولى تساهم في تقرير مصير الشعوب واستقلالها وعدم رضوخها للدولة المستعمرة، فيما الإرهاب يستهدف المدنيين، ويمارس القتل والاختطاف واحتجاز الرهائن وأعمال القرصنة.
وأوضح الضيف ان الارهاب هو "العنف المتعمد الذي تقوم به جماعات غير حكومية، أو عملاء سريون بدافع سياسي، ويهدف إلى التأثير على الجمهور"، مسلطا الضوء على أنواع الإرهاب، التي من بينها الجريمة المنظمة العابرة للحدود القومية، والإرهاب برعاية دولية، والإرهاب ذو الميول القومية، والإرهاب الايديولوجي، فضلا عن الإرهاب الديني "الذي يقضي على المنافسين بمنطق القوة المقدسة"، إلى جانب الإرهاب السياسي.
ورأى أ.د. الزيدي ان احد الأسباب التي تجعل شخصا ما إرهابيا، أو مجموعة ما إرهابية، "هو عدم استطاعة الشخص أو المجموعة إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كأن تكون عن طريق الاحتجاج أو الاعتراض أو المطالبة والمناشدة".
كذلك تحدث عن أنواع الإرهاب الفكري، مثل التكفير، الطائفية، انتهاك حقوق الإنسان، انتهاك حقوق المرأة، مشيرا إلى ان "لكل نوع من أنواع الإرهاب الفكري، تطبيقات واسعة وكثيرة النماذج في واقعنا العربي".
وعرج الضيف على أسباب الإرهاب الفعلي، التي من بينها شعور الجماعة الإرهابية بالغبن والظلم، والتأثر بالنص الديني المتشدد، وغطرسة بعض الدول العظمى وسعيها إلى تعزيز نفوذها وهيمنتها على الدول الضعيفة من خلال زرع الخلايا الإرهابية الضاربة في أمنها وسلامتها، بغية اجبارها على الاستغاثة بقوة الدول العظمى الراعية للإرهاب، "مثلما يحدث في العراق".
وتطرق الزيدي إلى أهم سبل مواجهة الإرهاب، مستشهدا بما اقترحه المفكر المصري الراحل فرج فوده، الذي حدد سبل مواجهة الإرهاب بـ "التعليم، مواجهة المشكلات الاقتصادية، الوحدة الوطنية، وحصر السلاح بيد الدولة".