فضاءات

الفقراء عاجزون عن البناء في الأراضي الموعودة! / بسام عبد الرزاق

الكثير من الأراضي العراقية شاغرة، بموازاة كثرة الفقراء ممن لا يمتلكون سكنا لائقا. رئاسة الوزراء أعلنت ان توزيع قطع أراض على الفقراء سيكون من أولوياتها، فيما تعهدت أمانة بغداد بإكمال الإجراءات القانونية وتوزيع استمارات خاصة بهذا الموضوع، غير ان أراضي وزعت سابقا لم يتم بناؤها بسبب عدم امتلاك الفقراء الأموال!
وفي تصريح لـ "طريق الشعب"، يوم أمس، قال كامل السعيدي، رئيس كتلة الأحرار في مجلس محافظة بغداد أن "أمانة بغداد ستباشر توزيع أراض سكنية على الفقراء، ضمن حدود أمانة بغداد".
وأضاف السعيدي أن "أمانة بغداد خصصت 40 الف قطعة سكنية، على أن تتم عملية التوزيع وفق مراحل"، مشيرا إلى أنها "حددت عدد الأراضي المخصصة للتوزيع في المرحلة الأولى بـحدود 10 آلاف قطة سكنية في منطقة أبو دشير التابعة لمحافظة بغداد".وأوضح أن "الإحصائيات الأولية لأعداد قطع الأراضي التي وزعتها الحكومة ولم تيم بناؤها بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء بلغت 100 الف قطعة"، داعيا الحكومة إلى "الاهتمام بالأراضي التي وزعتها سابقا، عن طريق إيصال شبكات المياه والمجاري والاهتمام بتبليط الشوارع وتوفير الأسواق".وبيّن أن "طريقة التسج?ل على الأراضي المخصصة يتم عن طريق توزيع استمارات خاصة، على أن تكون الأولوية لسكان المناطق العشوائية والفقراء"، واصفا عملية توزيع قطع الأراضي على الفقراء بـ"ليس حلاً، لان البلاد تحتوي على أعداد كبيرة من الفقراء وبالتالي لا يستطيعون بناءها".من جانبها اكدت امانة بغداد, يوم أمس, ان الأسبوعين القادمين سيشهدان توزيع اراض على الذين شملهم قرار مجلس الوزراء. وستقوم الامانة بتوزيع استمارات متخصصة بهذا الموضوع على المواطنين.وقال الوكيل البلدي لأمانة بغداد نعيم عبعوب، ان "الامانة قامت بتشكيل 20 لجنة لمتابعة الموضوع وا?تخلص من تحويل جنسية الأراضي وتسويتها بالتعاون مع دائرة التسجيل العقاري بإشراف الجهات التنفيذية والشركات المنفذة". وأضاف عبعوب انه "سنقوم بتقسيم وتغيير جنس الاراضي التابعة للدولة لاكمال المشروع، ولا يعني توزيع قطع الأراضي السكنية فحسب بل يمتد ليشمل كافة الخدمات الاساسية كشبكات الماء الصافي والصرف الصحي والكهرباء والطرق والحدائق والمدارس والمراكز الصحية والفعاليات التجارية التي ستتبناها الوزارات والجهات ذات العلاقة كلا ضمن اختصاصها".واشار الى ان "البلدية بدرها ستقوم باجراء اللازم خاصة مع وجود عدد من المتجاوز?ن على هذه الأراضي، الامر الذي يصعب ويعرقل عمل امانة بغداد ودوائر التسجيل العقاري، ومع هذا نحن جادون في تهيئة 50 الف قطعة سكنية لتوزيعها على الذين شملهم القرار".وأشار الى ان "هناك إرادة وتصميما حقيقيا على إنجاز هذا المشروع بأسرع وقت ممكن من خلال توجيه اللجان المختصة المشكلة في امانة بغداد بتسريع وتيرة إجراءاتها وتكثيف عملها ووضع المعالجات الفورية لجميع المشاكل والمعوقات التي تعتري بعض الجوانب من الخطط الموضوعة لهذا الغرض".
مراقبون عدوا هذه الخطوة بغير المدروسة، وانها لن تنهي مشكلة أزمة السكن على اعتبار ان الفقراء لا يملكون الأموال التي تكفيهم للعيش فكيف سيتمكنون من بناء هذه الأراضي؟ وطالبوا بانشاء الوحدات السكنية واطئة الكلفة وتوزيعها على الفقراء.