فضاءات

العيد السنوي لجريدة الشيوعيين الفرنسيين يبدأ غدا مهرجان "لومانيتيه" / طه رشيد

يبدأ غدا الجمعة في باريس العيد السنوي لجريدة الشيوعيين الفرنسيين "لومانيتيه"، الذي يعتبر من اهم المهرجانات السياسية والثقافية اليسارية ليس في فرنسا وحدها ، بل وفي عموم اوروبا.

وقد افلح الشيوعيون الفرنسيون واصدقاؤهم، بنشاطهم الدؤوب، في تحويل المهرجان الى عيد وطني، يتابعه ويهتم به معظم الفرنسيين بغض النظر عن انتماءاتهم واهوائهم الطبقية والفكرية. ويتميز العيد بتزايد مشاركة الشباب فيه سنة بعد اخرى، اعدادا وتنفيذا. ولا تقتصر المساهمة على الشباب الفرنسي، حيث تتوافد اعداد كبيرة من الشباب الاوربي على المهرجان، الذي تساهم فيه مختلف الصحف اليسارية في العالم ، كما تساهم دول مثل كوبا وفيتنام والصين وفنزويلا وغيرها.
وتساهم جريدتنا " طريق الشعب " في هذا العيد منذ مطلع السبعينيات، بخيمة خاصة بها هي خيمة الطريق ، في جناح المهرجان المخصص للصحف الاجنبية، والذي كان يسمى "المدينة العالمية"، وصار اليوم يحمل اسم " قرية العالم ". ويؤم خيمتنا عادة عدد كبير من الزوار، الباحثين عن صورة واضحة لما يجري في عراق اليوم، اضافة إلى متابعة ما يقدم من فعاليات ثقافية وفنية لمبدعين عراقيين، وما يستطيعون شراءه من مأكولات ومشروبات عراقية.
وستنطلق فعاليات المهرجان في نسخته الثامنة والسبعين، في الضاحية الباريسية الشمالية " لاكورنوف" وتستمر ثلاثة ايام. وستقام هذه السنة على شرف مؤسس "لومانيتيه" جان جوريس، الذي اغتيل عشية اندلاع الحرب العالمية الاولى. وسيكون المهرجان موضع اهتمام خاص للتعرف على مزاج ومواقف جمهور اليسار، لأنه يقام بعد مرور سنة على فوز اليسار (الحزب الاشتراكي) في الانتخابات العامة ووجوده على رأس الدولة والحكومة.
وسيحفل المهرجان بالنشاطات الثقافية والفنية، ويساهم فيه خيرة الفنانين من فرنسا والعالم، وتقام معارض الكتب والحلقات الدراسية والمحاضرات في شتى المجالات .
اما المحاور الأساسية للعيد هذا العام فهي: إصلاح قانون التقاعد ، بدء العام الدراسي والواقع التعليمي في فرنسا، الحرب على سوريا ، الوضع في جمهورية مالي بعد التدخل الفرنسي . كما ستناقش في المهرجان موضوعة " خيارات اليسار"، في مواجهة الأزمات التي يمر بها المجتمع الفرنسي بعد انقضاء عام على حكم الحزب الاشتراكي .
وكما في كل عام سيكون لفلسطين محور مهم في برنامج المهرجان، وسيناقش ممثلو اليسار على مدى الايام الثلاثة قضايا تتعلق بإحلال السلام في العالم وتجنب الحروب.