فضاءات

في ستوكهولم.. مزهر بن مدلول في حوار عن تجربة الكتابة / نجم خطاوي

وسط جمع من المهتمين بالشأن الثقافي العراقي, ضيفت رابطة الأنصار الديمقراطية في ستوكهولم وشمال السويد، النصير مزهر بن مدلول ( أبو هادي ) في أمسية ثقافية حوارية للحديث عن تجربته في الكتابة، وبالتحديد عن كتابيه ( الدليل ) و ( متاهات أبو المعيد ).
نظمت الأمسية في ستوكهولم - منطقة ميدبوريالبلاتسن، مساء 21 تشرين الأول 2016، وبالتعاون مع منظمة سنسوس الثقافية السويدية.
أدار الأمسية الزميل نجم خطاوي مرحباً بالسلام والتحية بحضور الضيوف، وشاكراً للزميل (مزهر بن مدلول) مشاركته في الموسم الثقافي لرابطة الأنصار قادماً من الدنمارك حيث يقيم.
واستذكاراً لشهداء الحركة الأنصارية ولشهداء المقاومة ضد داعش وكل شهداء الحرية في العراق دعا الحضور للوقوف دقيقة صمت. ثم قدم الزميل الضيف :
(( مزهر ...مسكون بالحزن الجميل، بالحنين والماء والأحلام.أنينه صدى لموسيقى روحه التي خطت أناشيد نداها الطفولة ونسيجها العشق. مفرداته لم يجدها في صفحات الكتب, ولم يقتبسها من فضاء أخر. مفرداته هي مزهر هو، بجسده النحيف وعينيه الحزينتين الحالمتين بالضوء والنور يغمرالاماكن والمحطات التي ألفتها خطواته))
وفي حديث ودي بسيط الكلمات عميق المعاني والدلالات ابتدأ الزميل (أبو هادي) حديثه عن تجربة الكتابة التي يراها قريبة من هواجسه في التعبير عن تلك الأحداث والصور التي مرت في مخيلته عبر تجربته الحياتية، وهي تبدو مساوية لكتابة التجربة بكل تفاصيلها، ومنذ السنوات الأولى لنشأته الريفية في قريته (البيضان) القريبة من مدينة الناصرية، ثم تنقله للعيش في مدن ومناطق مختلفة، ومنها الهور، والصحراء التي عاش فيها فترة صعبة ومضنية من الزمن أمدته بالكثير من الصور والعبر.
عن هم الكتابة تحدث (مزهر) موضحاً اهتمامه المبكر بموضوع اللغة العربية وسعيه لتطوير قدراته عبر القراءة والاهتمام ورغم الصعوبات التي تواجهه أحياناً أثناء الكتابة.
وهو يرى في الكتابة فكرة ووسيلة لخلق المتعة عند القارئ, ودون رغبة في تصنيف كتاباته كشكل أدبي معين, اذ يبقى ما يكتبه في حدود السعي لتصوير تفاصيل وأحداث التجربة.
الزميل نجم خطاوي قدم عرضاً مبسطا لبعض الصور والأحداث منتقاة من فصول الكتابين، مع مقارنة بين ما كتبه الأديب الفلسطيني غسان كنفاني في روايته (رجال في الشمس) ومصير أبطاله في التسلل في تانكر ماء عبر الصحراء من العراق صوب الكويت، وبين مغامرة (أبو هادي) في عبور الصحراء والمعاناة التي كابدها في تلك الرحلة التي فاقت في عذابها محنة أبطال كنفاني.
الحضور الكريم استمتعوا لحديث الزميل النصير مزهر بن مدلول(أبو هادي) وهو يقرأ حكاية له في الكويت(أمير) يوم كان لاجئاً فيها، وأخرى من تجربة الأنصار في كوردستان العراق, وحكاية ثالثة مؤثرة يصور فيها اللحظات التي غمرت مشاعره وهو يدخل قريته (البيضان) متسللا إليها قادماً من بغداد التي عاش فيها متخفياً بعد هجوم البعث ضد الشيوعيين عام 1978.
الزملاء الحضور قدموا تصوراتهم وأفكارهم حول موضوعي الكتابين والحوار وعموم تجربة الزميل مزهر، وعبر قراءة ذكية وثرية تعكس الاهتمام والتقدير، مع التأكيد على أهمية وفائدة الكتابات حول تجربة الأنصار وعموم التجارب والأحداث الأخرى، ودعوة للزميل (أبو هادي) لمواصلة مشواره مع الكتابة.
في نهاية الأمسية قدمت رابطة الأنصار الورود للزميل مزهر بن مدلول عرفاناً بالذي قدمه من منجز ابداعي أدبي ولمساهمته المتميزة في حضور الأمسية ومساهمته في موسم الرابطة الثقافي.