فضاءات

د. جاسم الحلفي متحدثا عن الحركة الاجتماعية وصراع الهويات

بغداد – غالي العطواني
ضيّفت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، اول امس السبت، عضو المكتب السياسي للحزب والناشط المدني د. جاسم الحلفي الذي تحدث في ندوة عنوانها "الحركة الاجتماعية في العراق وصراع الهويات".
حضر الندوة التي عقدت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس، عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د. أيوب عبد الوهاب، وجمع من الشيوعيين والناشطين المدنيين. فيما أدارها الرفيق علي كريم الذي قدم سير الضيف الشخصية والسياسية والنضالية والأكاديمية.
بعد ذلك تحدث د. الحلفي عن الحراك الاجتماعي والاحتجاجات، مبينا انها جهود منظمة تبذلها مجموعة من المواطنين بهدف تغيير الأوضاع أو السياسيات أو الهياكل القائمة في النظم الحاكمة، وذاكرا حركة الاحتجاج الطلابية التي انطلقت عام 1968في باريس، وانتشرت في عموم فرنسا، وسميت وقتها "الحركة الاجتماعية الجديدة".
وتابع الحلفي ان تلك الحركة تعدت حدود المطلب الطلابي، وعمّت جميع المدن الفرنسية، وتوسعت مطالباتها إلى تغيير النظام، مشيرا إلى ان المفكر الفرنسي جان بول سارتر شارك في هذه الحركة كمراسل لمعرفة ما يريده هؤلاء الطلبة الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما .
وتحدث الحلفي عن الهوية، موضحا ان كلمة "هوية" شغلت بال المفكرين والعلماء والمثقفين، وحددت في ثلاثة أقسام، وهي: الوطن (الجغرافية والتاريخ)، الدولة بتجسيدها القانون، والأمة بسيادتها، ولافتا إلى ان الهوية الثقافية هي حجر الزاوية في تكوين الأمم.
ونوه الضيف إلى انه منذ تأسيس الدولة العراقية وهناك مشكلة في تحديد الهوية الوطنية، مشيرا إلى ان المشكلة تكمن في كيفية تحقيق الانسجام والتنوع الاثني والقومي والديني، ليكون مثابة قوة للهوية الوطنية.
كذلك تطرق إلى وضع العراق بعد 2003، مبينا ان الحكومات المتعاقبة لم تعترف ببقية المكونات العراقية، "لذلك عجزت عن إدارة هذه المشكلة"، وقال: "ان الهويات الفرعية تلقفتها الأحزاب السياسية الحاكمة لتأكيد وجودها، وعملت على تجذيرها من خلال تنظيماتها الحزبية القائمة أساسا على تلك الهويات الفرعية"، مبينا ان "الخلافات الطائفية أدت إلى تقسيم الهويات الفرعية، ومن ثم تحويلها إلى إئتلافات طائفية وعنصرية، لتتحول تلك الائتلافات إلى انقسامات فرعية".
وتحدث الحلفي عن الحراك الاجتماعي في العراق بعد 2003، مشيرا إلى انه جاء ردا على سياسة المحاصصة الطائفية التي هي سبب مباشر في توفير المناخ المناسب للإرهاب، ومعرجا على الجانب الخدمي والنقص في توفير الخدمات والأزمة الاقتصادية وتعمق الفوارق الاجتماعية، والفساد الإداري والمالي، والتي كلها عوامل أدت إلى ظهور الاحتجاجات.
وشدد الضيف على سلمية التظاهرات، مبينا ان المتنفذين حاولوا مرات عدة جر المتظاهرين إلى العنف، إلا ان محاولاتهم باءت بالفشل، ومشيرا إلى ان سمات الحركة الاجتماعية في العراق تتمثل بوضوح الهدف، والبعد الوطني، والحرص على رفع العلم العراقي كرمز للدولة، وبالطابع الشعبي العام.
وتطرق الحلفي أيضا إلى نتائج الحراك الشعبي، مشيرا إلى ان من بينها إشاعة مفهوم الدولة المدنية بين عموم الناس، وكسر هالة القداسة التي تحيط بعدد من رموز السلطة، واهتزاز اساس البناء السياسي الطائفي، وإقرار بعض القوانين، وإقالة عدد من المسؤولين وتغيير آخرين، فضلا عن الترشيق الوزاري والإعلان عن تخفيض رواتب ومخصصات أصحاب الدرجات الخاصة.
وفي الختام قدم سكرتير اللجنة المحلية للمثقفين الرفيق عمار البياتي، شهادة تقدير إلى د. جاسم الحلفي.