فضاءات

في العام الدراسي الجديد.. طلبتنا يستحقون الأفضل / يوسف علوان

بداية كل عام دراسي جديد تتهيأ العوائل العراقية لاستقبالها بفرح تعلوه الحسرة، بسبب ماتعانيه من صعوبات في توفير مستلزمات الدراسة، منها الزي المدرسي الموحد والقرطاسية والكتب الجديدة، وهي تكلف مبالغ إضافية تثقل كاهل العائلة، خاصة في هذه الايام التي تشهد تصاعداً غير مسبوق في الأسعار ولجميع الحاجيات وبالأخص الملابس والمواد الغذائية.
ولا ننسى المشاكل المتأتية عن ضعف الوضع الأمني الذي ينعكس سلبا على أغلبية الناس ومصدر رزقهم، ممن يعتمدون في كسبهم اليومي على حركة الشارع، مثل العمال الاجراء والكسبة واصحاب البسطات والبائعين الجوالين وغيرهم والذين يشكل عملهم اليومي مصدر عيشهم الوحيد. إضافة الى ذلك معاناة العائلة من عدم جدية العملية التعليمية من قبل الجهات المختصة وبالأخص وزارة التربية بدءا توفير عدد كاف من الابنية المدرسية والمجهزة بكافة المستلزمات التي تضمن انسيابية العملية الدراسية بيسر وبشكل علمي، مع تنسيب كادر تدريسي مؤهل خاصة للدراسة ال?بتدائية التي تشكل الأساس الذي تبنى عليه المراحل الدراسية التالية.
السيدة ام علي اصطحبت بناتها الثلاث للسوق كي تشتري مايحتجن من زي مدرسي ودفاتر واقلام وممحاة ومبراة واصباغ تلوين وغيرها من المستلزمات المدرسية. الا انها وجدت الاسعار مرتفعة بما لاتقدر على تحمله، وهي تعزو سبب ذلك الى تلكؤ وزارة التربية في تأمين القرطاسية للطلاب التي غالبا ماتصل من ادارات المدارس في اوقات متاخرة وبكميات قليلة وبنوعية اقل جودة مما هو معروض في الاسواق. وهذا مايدفع التجار واصحاب المحال لرفع الاسعار فضلا عن ان ادارات المدارس تفرض على الطلبة مع بداية العام الدراسي توفير القرطاسية وتجبرهم على شرائه? وهذا ما يثقل كاهل عوائلهم.ومن جملة الآراء المطروحة من قبل اولياء امور الطلبة حول موضوع المدارس يشير السيد ابو صفاء بقوله : من الأمور التي أخذت تلفت النظر وتسترعي الانتباه هو الأعداد الكبيرة من المدارس الأهلية التي انتشرت في جميع المناطق، وقد استطاعت استقطاب عدد كبير من الطلبة، لما تمتاز به من كوادر تدريسية جادة، واتباعها الطرق والاساليب الدراسية الحديثة في التعليم. كما انها تولي اهتماماُ كبيراً لشؤون الطلبة وراحتهم النفسية. لكن اجور هذه المدارس جد عالية ولا يستطيع الجميع تحملها! وربما يعزى السبب في الإقب?ل الكبير على التسجيل في هذه المدارس الى تدني مستوى التدريس في المدارس الحكومية.
فيما يشير ابو خلدون الى أهمية اليوم الأول بالنسبة للطلبة الجدد (الاول الابتدائي)، فيقول: ان العوائل تستنفر كامل طاقتها وجهدها من اجل توفير كافة المستلزمات الدراسية، خاصة لابنائها الطلبة ممن هم في المرحلة الدراسية الاولى. وبنفس الوقت يتطلب من إدارات المدارس تكليف المدرسين الذين يمتلكون الخبرة في كيفية التعامل مع طلبة الصفوف الأولى. فهؤلاء الأطفال يفاجأون بعالم المدرسة الجميل، لذا يتطلب الامر اهتماماً خاصاً بهم – رغم ثقل المهمة الملقاة على المعلمين بسبب الاعداد الكبيرة التي يضمها الصف الواحد- لتسهيل عملية دم?هم مع الآخرين في الصف وفي المدرسة بشكل عام.
ويقول السيد ابو عامر : ما زالت اغلبية مدارسنا تعاني من اكتظاظ الصفوف بالطلبة، ومن مشكلة الدوام المزدوج او الثلاثي، فهي تتسبب بتشتيت ذهن الطالب وعدم قدرته على الاستيعاب، وهي كذلك مربكة ومقلقة لأولياء الأمور لا سيما من ناحية الوقت. فمن الضروري ايلاء مسألة بناء المدارس الجديدة وتوسيع القديمة وتأهليها، قدرا كبيرا من الأهمية، كون شحة عدد المدارس انعكست بالسلب وبشكل واضح على المسيرة التربوية في البلاد، وأسهمت في تسرب المزيد من الطلبة من مدارسهم.
نطالب وزارة التربية بمناسبة حلول العام الدراسي الجديد ان توفر ابسط الأمور التي بالمستطاع ان تحققها في كل مدرسة، وهي النظافة والمرافق العامة للطلبة كالحمامات الصحية والماء والكهرباء ووسائل التدفئة والتبريد.
وبدورنا نقدر الجهود المبذولة من قبل بعض الكوادر التدريسية في سبيل تذليل بعض الصعوبات التي يواجهها ابناؤنا الطلبة الجدد في عالم المدرسة.