فضاءات

امسية ثقافية في مؤسسة القيثارة للتطوير الصحفي

عقدت مؤسسة القيثارة للتطوير الصحفي والإعلامي امسية ثقافية بعنوان ( حدود حرية التعبير ) عصر يوم الجمعة الموافق 13 / 9 / 2013 على قاعة منظمات المجتمع المدني في قضاء الشطرة ,حاضر فيها السيد سلام الحسون رئيس المؤسسة وبحضور نخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين تطرق خلالها الى مفهوم حرية التعبير المتمثل بالإفصاح عن الاراء والأفكار والمعتقدات عن طريق الكلام او الكتابة او اي عمل فني ,مؤكدا ان الفيلسوف الصيني كونفيشيوس اول من نادى بها عندما رأى ان المعرفة اذا ما اقترنت بالحرية فسوف تساعدان على ايجاد حياة افضل للفرد والمجتمع , وقد ادى تراكم الفكر الفلسفي بدءا من سقراط مرورا بأفلاطون وأرسطو والذين القوا المسؤولية على الفرد في عملية الاختيار الحر , وقد توجت حرية التعبير في العصر الحديث بصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948 والذي ينص على ( حق الفرد في حرية التعبير والرأي واستقصاء المعلومات والأفكار ) ,وأضاف المحاضر ان حرية التعبير قد واجهت اضطهادا في عهد القسيس اوغسطين والذي عمل على فرض الديانة المسيحية عنوة بحجة محاربة الالحاد ,ثم جاء بعده البابا " جريجوري " الذي اوجد نظام التفتيش بعد تحالفه مع السلطة ,هذا التحالف الذي اتخذ شكلا سياسيا عرف ب (الحق الالهي ) وذلك في القرن الثامن عشر , تطرق المحاضر كذلك الى سلسلة من الاحداث ,منها على سبيل المثال الرسوم الكاريكيترية التي نشرتها جريدة " يولاندس بوسطن" الدنيماركية ,ورواية " ايات شيطانية " لسليمان رشدي و التي خلفت جدلا فلسفيا بين حرية التعبير وواجب احترام المعتقدات الدينية , حيث رسمت اغلب دول العالم حدود لحرية التعبير منعت من خلالها خطابات الكراهية والتحريض علة العنف او الاساءة لخصوصيات الناس , تناول المحاضر بعض تلك القوانين في فرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا واستراليا والهند والعراق وخاصة المادة 195 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل والتي تنص على ( يعاقب بالسجن المؤبد من استهدف اثارة حرب اهليه او اقتتال طائفي وذلك بتسليح المواطنين او يحملهم على التسليح بعضهم ضد البعض الاخر او الحث على الاقتتال ,وتكون العقوبة بالإعدام اذا تحقق ما استهدفه الجاني ) مشيرا بذلك الى تصريحات بعض السياسيين الذين يعتلون منابر التظاهرات في الانبار وخاصة تهديدات النائب احمد العلواني , تلك القوانين التي ترسم حدود لحرية التعبير ,عرج بعدها على المادة 38 / ثانيا من الدستور العراقي الدائم والتي تنص على : حرية الاجتماع والتظاهر السلمي , وما تعرض له المتظاهرون يوم 31 / 8 / 2013 من ضرب ومعاملة سيئة من قبل القوات الامنية في مدينة الناصرية والتضييق على بقية المتظاهرين في بغداد وبعض المحافظات الاخرى في انتهاك فاضح للدستور العراقي ,وفي ختام الامسية اكد المحاضر على ان اي مشروع سياسي لا يمكن ان يكتب له النجاح في ظل التضييق على الحريات العامة .