فضاءات

مالمو..مستقبل العراق واثره على الاستقرار الاقليمي

فاضل زيارة
بدعوة من رابطة الانصار الشيوعيين في جنوب السويد وبالتعاون مع الجمعية الثقافية العراقية وفي يوم الجمعة المصادف 25 تشرين الثاني، في مالمو القى الاستاذ فارس كريم فارس ( ابو حياة ) محاضرته الموسومة ( مستقبل العراق واثره على الاستقرار الاقليمي ) على جمع غفير من ابناء الجالية العراقية, وقدم له الاستاذ حامد شيلان. في بداية المحاضرة وجه الاستاذ فارس شكره لجميع الحاضرين ولكل الوجوه الوطنية الخيرة التي ساهمت من اجل مبادئ سامية ونبيلة في العراق, واكد على ان الهدف من الدراسة ليس مهنيا اي من اجل الحصول على درجة الماجستير, او من اجل العمل. ان الهدف الاساسي من الدراسة هو هدف معرفي وليس شخصي, وان التوصل الى الحقائق هو الذي وجه هذه الدراسة علميا بعيدا عن الافق المغلق للايديولوجيا, علما ان لا احد يملك الحقيقة المطلقة وهذا ماكان يؤكد عليه اليسار.فعلينا الاطلاع على افكار الاخرين من شتى الاصناف واشار الى ان كل مناهج البحوث السياسية وادواتها كانت مادية وجدلية غير ميتافيزيقية, واعتمادا على قوانين الديالكتيك ترسم كافة المناهج مهما اختلفت النواحي والتوجهات.واعتمادا على ذلك اشار الى ان الفكر الثوري عليه التغيير بشكل مستمر , فمن يتمسك بالموقع يصبح رجعيا لان الصراعات هي التي تطور وعكس ذلك صحيح , او ان تجميد الصراع الفكري يعني تجميد التطور.
اكد الباحث على ان دراسة مستقبل العراق يحتاج من الناحية الاكاديمية الى دراسة مايلي –
اولا – دراسة تطورات البيئة الداخلية اي العامل الذاتي. وعلى ضوء ذلك تطرق المحاضر الى ما مر به العراق من تاريخ ما قبل الدولة الى ما بعدها, وقد استعرض كل ذلك التاريخ وكيف ان العراق مر عبرتاريخه بسلسلة من الحروب والصراعات وكان اكثرها عمقا في تاريخه هو الصراع العثماني الفارسي, وكان صراعا ماديا مغلفا بغطاء عقائدي , ترك اثاره الكبيرة والعميقة على الشعب العراقي الذي قاوم كل ذلك. ثم عرج على تاريخ العراق الحديث اعتبارا من قيام الدولة العراقية حتى الاحتلال الامريكي للعراق مستعرضا الدساتير الدائمة والموقتة والخلل الحاصل فيها, ثم تطرق الى ما شاب العملية السياسية من اخفاقات على مختلف الاصعدة, وما التوافقات السياسية الا هي دليل على تلكؤ هذه العملية والرجوع بالعراق الى الوراء.
ثانيا – البيئة الخارجية المؤثرة في المستقبل السياسي للعراق
بعد ان اطلعنا على تاثير العامل الذاتي اي البيئة الداخلية واثرها في كيفية نشاة وتطور بنية الدولة من مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية وحكومات متسلطة لم تنجز للشعب والوطن سوى الخراب والحروب, يبرزلنا دور البيئة الخارجية خاصة بعد الاحتلال 2003 الذي كان له تاثير كبير جدا في وضع العراق في منخفض الاستراتيجيات ( الامريكية – الاسرائيلية / الايرانية والتركية السعودية ).
كل من تلك الاستراتيجيات تسعى بمختلف الوسائل لضمان وقوع العراق في مجالها الحيوي مما جعل المنطقة والعراق خصوصا يشهد صراعا واستقطابا حادا ونتائج هذا الصراع سيؤثر على وضع العراق كدولة او اللادولة والمستقبل السياسي لها.
وقد تعرض الكاتب الى المنهج الاستشرافي في الدراسة المستقبلية وماهي الادوات المستخدمة للوصول لذلك. وقد اكد على اهمية فهم الماضي والحاضرلكي تنتج حلولا مناسبة لمستجدات المستقبل الذي اكد على وجود احتمالات لهذا المستقبل اولهما الاحتمال التشاؤمي وثانيهما الاحتمال التفاؤلي وثالثهما الاحتمال المفاجئ وغير المتوقع. وقد افاض بالشرح لكل ذلك .
من كل ذلك يتبين ان العلاقة بين مستقبل العراق والاستقرار الاقليمي علاقة سببية, فاذا كان ايجابي يكون الاستقرار ايجابي والعكس صحيح. وان العلاقة بين المتغيرين طردية ايضا حيث كلما زاد التفاؤل او التشاؤم في مستقبل العراق السياسي يزداد بنفس الاتجاه الاستقرار او عدمه في الاقليم, وبنفس الوقت يتاثر العراق بالتطورات الاقليمية وحتى الدولية سلبا وايجابا بشان استقراره من عدمه,
اذن العراق يمثل مثلث التوازن والاستقرار الاقليمي.
ثم فتح باب الاسئلة حيث تداخل الكثير من الحضور بشان الوضع الداخلي وتاثيره وكذلك الوضع الاقليمي وتاثيره على العراق واثر استقرار العراق على الوضعين, وقد اجاب الاستاذ فارس مشكورا على كافة الاسئلة ولقى ارتياحا كبيرا من لدى الجمهور الذي حضر. فشكرا لرابطة الانصار والجمعية الثقافية العراقية على هذه الندوة وما اثير فيها من دراسة حديثة اعتمدت على المنهج العلمي في البحث مستندة على الديالكتيك وقوانينه.
الجمعه / 25 – 11 – 2016