فضاءات

ستار الساعدي في مالمو السويدية.. مسرحة وفضاءات الايقاع الموسيقي

السويد – مالمو – فاضل زيارة
بدعوة من الجمعية الثقافية العراقية وضمن موسمها المتالق والمزدان بباقات ورد متعددة الالوان والاشكال، طل علينا فنان مجمله محبة وسلام تطفو على مساحات وجهه المشرق الباسم. عراق يجري في عروقه ويحاول دائما ان يتحفنا بالجديد، بابداعه الخلاق. جاهدا بافكاره المنتمية وصوته ودقة انامله ان يزرع بذور المحبة والثقافة والموسيقى بين شعوب العالم كافة.
لقد تمكن الفنان ستار الساعدي القادم من سومر وحكاية كلكامش ، من العراق ارض الحضارات، ومن فيثاغورس الذي كان يرى بان الكون في مجمله عدد ونغم، وان النظام والانسجام الذي نشاهده في الكون وفي دورات السماء يشبه النظام والانسجام الذي نشاهده في الموسيقى، فضلا عن ضرورتها لانسجام النفس البشرية وتطهيرها الى هولندا بلد الجمال والفن والازدهار حيث تربع على عرش الاستاذية للايقاعات الشرقية في كونسيرفتوار، الفرقة السمفونية الهولندية في امستردام.
من خلال محاضرته استطاع ان يحبس انفاس المستمعين داخل القاعة باسلوبه الجميل في الشرح والتوامة بين الحركة التعبيرية والموسيقى، بايقاعاته الموسيقية ونايه الذي ابهر الجميع وبقدرته على العزف.
بدأ بالايقاع مؤكدا على ان الصوت الموسيقي بدأ كصوت ايقاعي واستشهد بذلك على صرخات الطفل عند الولادة، ثم توجه الى آلة الناي وشرح كيفية صنعها والعزف عليها، واعطى صورة رائعة لمشهد موسيقي اضاف ذائقة جمالية للمستمع، ومن ثم لعب الفنان ستار من خلال موسيقاه دورا في اشراك هذا المستمع عبر حالات معينة، حيث ادى جميع الحضور الاغاني التي قدم لها موسيقيا والتي اثارت فرح وشجون واحاسيس الفنان ستار كما هو الجمهور في تلك المقطوعة الموسيقية كما في آلة الناي او ذلك الايقاع الذي يأتي من عمق التاريخ.
بنايه الشجي القادم من وادي الرافدين ، بموسيقاه وايقاعاته العراقية الاصيلة يحاول الفنان ان يبني ويكون جسرا من المحبة والسلام والمتعة والالفة بين الجاليات والناس والاوطان باختلاف اللغات والاديان والاعراق والاجناس، انها رسالته الانسانية الراقية.
لقد كان الفنان ستار الساعدي يتمتع بسلطة اخلاقية تثبت حقيقة وجود عمل فني يتالق به وبحضوره المستمر بين جماهيره التواقة الى سماع صوته وموسيقاه الراقية.
لايسعنا الا ان نقدم جزيل الشكر للجمعية الثقافية العراقية التي عودتنا وطبعت ذائقتنا الحسيه بكل ماهو خير وجميل وعلى كافة الاصعدة ، فشكرا لها بعدد باقات الورد التي اهدتها لكل من ساهم في انجاح عامها المتميز والحافل بمختلف النشاطات ونشيد بالذكر الزميل المتالق دائما عصام الخميسي.
الخميس / 1 -12 – 2016