فضاءات

صادق جلال العظم يتوجه نحو منفاه الأخير

وكالات:
توفي الأحد الماضي في برلين، المفكر السوري المعروف صادق جلال العظم، إثر أزمة صحية، عن عمر ناهز 82 عاما.
ويعد الفقيد من أبرز المفكرين العرب في العصر الحديث، وقد اشتهر بأفكاره الجدلية حول العلمانية ونقد الأفكار الدينية، وخلف إرثاً ثقافياً كبيراً، ضمته كتبه المعروفة أمثال "نقد الفكر الديني"، "دفاعا عن المادية والتاريخ"، "ذهنية التحريم"، وغيرها من كتبه ودراساته.
وولد العظم في دمشق عام 1934، وتابع حياته فيها ثم انتقل إلى بيروت للدراسة، حيث تخرّج في قسم الفلسفة في الجامعة الأميركية عام 1957 بدرجة امتياز، ليحصل بعدها على الدكتوراه في جامعة ييل في الولايات المتحدة الأميركية متخصصا في الفلسفة المعاصرة.
وتولى العظم مسؤوليات أكاديمية عدّة، من أهمها أستاذ للفلسفة والفكر العربي الحديث والمعاصر في جامعة نيويورك والجامعة الأميركية في بيروت، لكنه فصل منها بعد الضجة الكبيرة التي أثارها صدور كتابه "نقد الفكر الديني"، والتي أدت إلى سجنه فترة بسيطة بعد محاكمته بسببه ومن ثم تبرئته، حتى انتقل بعد ذلك إلى الأردن، ومنع من دخولها، ثم عاد إلى دمشق وعمل أستاذا في جامعاتها. كما انه شغل مهمة أستاذ فخري للفلسفة الأوربية الحديثة في جامعة دمشق، وكان أستاذاً زائراً أيضا في قسم دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستون حتى عام 2007.
وحصل العظم خلال حياته على العديد من الجوائز عن أعماله الفكرية حول العالم. ففي عام 2004 حاز على "جائزة ليوبولد لوكاش للتفوق العلمي" التي تمنحها جامعة توبنغن الألمانية، ومنحه "معهد غوته" وسام الشرف الألماني عام 2015، وفي نهاية تشرين الثاني 2016 أعلنت عائلته تأسيس "مؤسسة صادق جلال العظم" للمحافظة على إرثه الفكري والثقافي.