فضاءات

النفايات تغرق شوارع بغدادنا "أم الصابرين" وأزقتها

بغداد - عماد شريف
يبدو ان منظر النفايات المتراكمة في شوارع بغداد وازقتها اصبح مألوفاً جدا - مع الأسف الشديد – فالأهالي لا يستفزهم ما يشاهدونه من كم هائل من النفايات المنتشرة في احيائهم السكنية! ولا ينتفضون على واقعهم المؤلم أو يعترضون! فيما امانة بغداد ترقد في سبات عميق، ولا تستنفر اقصى ما لديها من طاقات لحل مشكلات هذا الواقع المتردي والمخجل.
فالواقع الخدمي متردٍ وكل الحذر من الاوبئة وانتشار الامراض، بسبب تراكم النفايات بصورة غير طبيعية. وهنا لا يمكن تجاهل دور المواطنين في هذا الامر المهم، فهم لهم دورهم الذي نتمنى ان يكون ايجابيا.
غياب سلطة القانون والمتابعة
ان غياب المتابعة ومحاسبة المقصرين من الأهالي الذين يرمون نفاياتهم بطريقة عشوائية، وكيفما طاب لهم من دون واعز من ضمير، ادى الى تماديهم في هذا الامر. إذ من دون قانون رادع ومحاسبة آنية، لا يمكن للامور ان تستقيم في اي بلد في العالم. ويشكو معظم مسؤولي البلديات في بغداد والمحافظات من عدم تعاون المواطنين معهم في جهدهم الخدمي، اضافة الى شيوع النفس العشائري لدى العديد من الأهالي.
فعندما تحاول الجهات ذات العلاقة فرض، حتى الغرامات البسيطة نتيجة مخالفات معينة، يبدأ المواطن بتهديد موظف البلدية بمقاضاته عشائرياً!
ابو مريم عن بيته تل من النفايات سوى امتار قليلة، يقول: لا اريد ان اخلق مشاكل مع الآخرين، الواقع صعب، وانا غير راضٍ عما يحيط بي، ولكن ما باليد حيلة. ويضيف: يُقال ان من الجهات الحكومية القوية والمهابة في اكثر دول العالم هي دوائر البلدية، اما عندنا فهي الجهة الاضعف، كونها غير قادرة على فرض النظام ومحاسبة المخالفين بالطرق القانونية. فيما يعتقد هادي حسن، ان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي تستعين فيه الدوائر البلدية بقوات الشرطة او الجيش لازالة التجاوزات على الممتلكات العامة!
مواطنون يرمون النفايات في غير أماكنها
المواطن نجم عبد الله، يقول ان قلة من المواطنين يلتزمون برمي النفايات في اماكنها المخصصة، والكثير منهم لا يأبه بالشارع، وبما تسببه تلك النفايات المنتشرة في كل مكان من امراض خطرة.
وترى المدرسة زكية عبد الهادي ان أمانة العاصمة لا تستطيع لوحدها ان تفعل شيئاً ملموساً، ما لم يكن هناك تعاون من قبل المواطنين، اذا ما كانت الامانة جادة في عملها. وتضيف: ان الوعي البلدي لدى مواطنينا ضعيف، يُقابله عدم وجود حرص وجدية في العمل لدى الجهات ذات العلاقة.
دعوات لعقد ندوات تثقيفية حول النظافة
المواطن احمد البياتي يشدد على أهمية عقد ندوات تثقيفية حول نظافة الأماكن العامة، من قبل رؤساء البلديات وبمشاركة منظمات المجتمع المدني ومنتديات الشباب، وبالاعتماد أيضا على دور المعلم ورب الاسرة في عملية التوجيه والمتابعة. كما يدعو البياتي إلى مطالبة الجميع بضرورة الحفاظ على مدينته من الاوساخ والنفايات وعدم التجاوز على الممتلكات العامة، وفرض عقوبات رادعة بحق غير الملتزمين.
أمانة بغداد
هي المسؤول الأول
يُحَمِل المواطن على حميد (صاحب محل) امانة بغداد مسؤولية تراكم النفايات في الشوارع والأزقة، بسبب عدم حضور آلياتها بشكل يومي، ويتابع قوله: اما في المناسبات والاعياد فانك تشاهدهم يعملون بجد طيلة أيامها. ويضيف حميد مستدركا: نعم، المواطن يتحمل جزءاً من المسؤولية، لكن العبء الاكبر يقع على عاتق امانة بغداد ودوائر البلدية، فهم المسؤولون عن هذا الامر.
ما نشاهده اليوم يعد كارثة بيئية. فالنفايات تتجمع بالقرب من البيوت والمحلات والمطاعم، ناهيك عن المياه الآسنة التي تغص بها الطرقات، ولا احد من اصحاب الدور المجاورة او المحلات، يشعر ان هذه النفايات تشكل خطراً على حياته!
نتساءل عما إذا أصبحت النفايات واجهة أساسية من واجهات بغدادنا المنكوبة (أم الصابرين)! هل ستجيبنا أمانة بغداد؟!