ضيّف ملتقى السبت الإبداعي في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى، في جلسته الماضية، الفنان الموسيقي ستار الناصر، الذي تحدث عن "الأغنية السياسية.. شيخ إمام انموذجا"، أمام جمع من المثقفين والفنانين والناشطين المدنيين.

أدار الجلسة رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة، الشاعر علي فرحان، الذي قدم سيرة الضيف، المولود عام 1951 في مدينة العمارة، مشيرا إلى انه عاش في بغداد، وانه رغم عدم نيله شهادة أكاديمية في الموسيقى، استطاع أن يؤلف ثلاثة كتب فنية، وهو بصدد تأليف كتابين فنيين آخرين.

وأضاف فرحان ان الناصر بدأ حياته الفنية مطلع سبعينيات القرن الماضي، ضمن مجموعة الأوبرا في المركز الثقافي السوفيتي في بغداد، كما انه عمل مع المطربين رياض أحمد ومجيد الفراتي وسعدي الحلي ولميعة توفيق، فضلا عن ذلك انه عمل محررا في مجلة "القيثارة"، وجريدة "طريق الشعب"، وأسس "فرقة بغداد الجديدة" الموسيقية.

بعد ذلك تحدث الناصر عن الشيخ إمام المولود عام 1918 في محافظة الجيزة بمصر، مبينا انه من أسرة فقيرة، وأصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي، ففقد البصر.

وذكر الضيف ان الشيخ إمام الذي كان يلتقي دوما بالشيوعيين واليساريين من أهالي قريته، امتهن الغناء والانشاد، والتقى بالشيخ درويش الحريري، أحد كبار علماء الموسيقى، فأعجب به وتولى تعليمه الموسيقى.

وأوضح الناصر ان الشيخ إمام في منتصف الثلاثينيات تعرف إلى زكريا أحمد، وكان يحفظ أغنيات ام كلثوم التي يلحنها الثاني، حتى ان تلك الألحان بدأت تتسرب إلى الناس قبل أن تغنيها أم كلثوم، مثل "أهل الهوى"، "أنا في انتظارك"، "الآهات"، و"الأوله في الغرام"، فقرر زكريا الاستغناء عن الشيخ إمام واتهمه بتهريب ألحان أم كلثوم.

وأشار الضيف إلى ان الشيخ إمام التقى في العام 1962 بالشاعر والمناضل أحمد فؤاد نجم، فألفا ثنائيا ذاع صيته والتف حوله المثقفون والصحفيون وخاصة الشيوعيين واليساريين، مبينا ان امام غنى أيضا لشعراء معروفين آخرين أمثال سيد حجاب، نجيب سرور، توفيق زياد، زين العابدين فؤاد، وآدم فتحي، وانه بسبب توجهه اليساري، أودعه رئيس مصر وقتها جمال عبد الناصر، السجن، ولم يطلق سراحه إلا بعد وفاة عبد الناصر.

وذكر الناصر ان شيخ إمام يعد أول مطرب مصري يسجن بسبب أغانيه السياسية، مثلما يعتبر جعفر حسن أول مطرب عراقي يسجن لهذا السبب. ثم أدى أمام الحاضرين مجموعة من أغنيات الشيخ إمام على آلة العود.