فضاءات

احتفالية مدينة مالمو : يوم الشهيد الشيوعي.. التحدي والمواطنةا

فاضل زيارة
قف باجداث الضحايا لا تسل         فوقها دمعا ولا تبكي ارتجالا
وضع الاكليل زهرا يانعا           فوق زهر من ضمير يتلالا
كان مساء الثلاثاء / 14 – 02 – 2017 مساءا معطرا بالحب والوفاء من اماسي مدينة مالمو، تسابق الاصدقاء والرفاق الى المكان تدفعهم احاسيس شتى، فاليوم هو يوم الشهيد الشيوعي، شهيد الكلمة والموقف، شهيد الامنيات العذبة والثبات والصمود، شهيد الحزب الشيوعي العراقي، كما انه يوم الحب. انهما معادلتان متجانستان ذات طرفين متوازنين، كلاهما يبدأ بالحب وينتهي بالحب.
الحميمية الصادقة تتحسسها في وجوه كل من حضر، رفاق شيوعيون، اصدقاء للشيوعيين يجمعهم الحب والوفاء لمن هو تاريخ العراق والعراق تاريخه. الشهداء رجال عظام تتجلى عظمتهم لا في طريق الحياة التي اختاروها، بقدر مافي صبرهم وجلدهم ويقينهم اللذان لازمهم لاخر يوم في حياتهم، كانوا نافذي البصر والبصيرة، متعددي الامكانيات، صبورين يعلوا وجوههم الوقار ، وكانوا يحملون في دواخلهم قلوبا ثورية لا تكف عن الخفقان، كانوا نبض شعبهم.

صورهم تعرض على الحضور عبر فلم اعد بشكل جميل بينما كان صوت عريف الحفل يعلن عبر المذياع عن بدء الاحتفال وذلك بالترحيب بالضيوف وكل من حضر وفي مقدمتهم ممثلو حزب اليسار السويدي، والبرلمان الكردي الفيلي في السويد، والمؤسسة المندائية في مالمو، والاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد، ثم ليعلن عن وقفة حداد على ارواح الشهداء، شهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية كافة وشهداء قوى الامن وهم يذودون عن حمى الوطن ضد الارهاب الاعمى. ثم اعلن عن كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مالمو والتي قراها الرفيق جمعة الخميسي حيث اكد فيها على ان قادة حزبنا الاماجد اعطوا مثلا رائعا في الصمود والتحدي والبسالة وزخما للشيوعيين لقيادة الجماهير الكادحه ومواصلة ذات الطريق، ليس من اجل امتيازات شخصية او مناصب تستغل لسرقة اموال الشعب، بل ضحوا من اجل حياة سعيدة لشعب العراق. واكد على الاسترشاد بما قرره المؤتمر العاشر للحزب، مؤتمر التغيير، في مواصلة البذل لاستنهاض الحزب واعلان شانه وتعظيم دوره وتمتين صلته بالجماهير بما يؤهله للقيام بدوره المنشود مع سائر القوى الوطنية والمدنية الديمقراطية للسير على طريق الاصلاح والتغيير وللخلاص من داعش والارهاب، وضمان الحياة الامنة والمستقرة، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. سلاما شهداءنا وكل الشهداء، وعهدا متجددا على الوفاء والعمل والنضال.
ثم جاء دور السيدة احلام ثجيل في قراءة كلمة عوائل الشهداء، والتي جاء فيها: ان عوائل الشهداء لازالت وفية بشخوص الزوجات والاباء والابناء للحزب الشيوعي العراقي، لقد بقى الشيوعيون ومضى الطغاة وسيبقى اولادنا واحفادنا يواصلون احتفالاتهم ويثبتون انهم مناضلون وطنيون --- سيبقون زاهرين كالورد لأنهم ينهلون من نهر الشعب المتدفق ابدا ولانهم يتظللون بافياء نخيل الشهداء العالية وسيبقون هكذا مورقين رغم كل حرائق الموت المدمرة. فشكرا للحزب الشيوعي العراقي ومجدا للشهداء.
فقرة فنية قدمها الفنان محفوظ البغدادي وهي مسجلة، لاغنية دلي اللول يمه دلي اللول كاغنية من التراث الشعبي العراقي.
ثم كلمة حزب اليسار السويدي القتها السيدة ميريام كاتزين، والتي اكدت فيها على التلاحم بين حزبينا في سفر النضال الوطني والاممي وبانهم لم يالو جهدا في تقديم الدعم وبكافة الوسائل للحزب الشيوعي وللشعب العراقي من اجل ان ينال حريته ويحقق تطوره الاقتصادي وبناء حكومة وطنية بعيدا عن المحاصصة، مزيدا من النضال معكم من اجل الحرية وكرامة الشعب وسيبقى شهداءكم في ذكرانا الى الابد.
اغني لقامات تمتد من عمق الفكرة لحدود الوطن، لشهداء الحزب الشيوعي العراقي، لرفاق امتلكوا الاسرار كلها
حزب ابجديته الاولى – انسان
حزب قصيدته الاولى— وطن
اغنية وطنية قدمها محفوظ البغدادي بعنوان يمه يلغايب.
وفي الاستذكار قدم الرفيق لؤي الزبيدي شهادة عن الشهيدين حسام كاظم ومنقذ عبد المجيد، مبينا انه بالوعي تتجسد القناعة لرفاقنا فتمكنهم من مواصلة التحديات والصعوبات مهما تنوعت ومنها مواجهة الجلادين، فهنا يصبح التحدي مرتبطا بفكر واهداف، فتكون التضحية ايثارا ووفاء للمبادئ والفكر والالتزام باهداف انسانية نبيلة.
وتسال مامعنى كلمة وطن؟
سيقولون – هو البيت وشجرة التوت وقفير النحل ورائحة الخبز والسماء الاولى.
تمكن الحب مني اذ وهى جلدي وراح يرهقني نزفا على بلدي
مرثية للشهداء للشاعر فائق الربيعي، حيث نالت استحسان الجمهور وابدع الشاعر فائق في اعطاء الشهداء منزلتهم التي يستحقونها بين الاجيال.
وقد ساهم الرفيق حميد الموسوي وهو في بغداد بارسال قصيدته الشعبية بحق الشهداء والتي قرات عنه بالنيابه، وقد جاء في مطلعها
تطوف ارواحكم وي الحمامات
تدش بيوتنا وتكطع مسافات
اجت ترويلنه احلى الروايات
رواية اعله المشانق والبدايات
روايه اعله الانصار
اعله القواعد والمحطات
ثم جاء دور الرفيق رتاب رمضان ليقرأ شهادة الرفيق يوسف صليوة نيابة عنه ؛ عن قامة اعزت الوطن ورفعة هامته عاليا بين الاوطان الا وهو الرفيق الشهيد ابو نصير ( هرمز خوشاب ) حيث وضح من خلال شهادته صلابة الشهيد في مقاومة ازلام البعث وكيف نفذ الطغاة جريمتهم النكراء بحق الشهيد. نعاهدك ايها الرفيق حيث ضحيت باغلى ما تملك وان الجود بالنفس اقصى غاية الجود، على ان نكون جنودا للحزب وان تبقى قضيتنا ملهمة للاجيال وليكن وفاؤنا المتجدد عملنا الدائم من اجل وطن حر وشعب سعيد.
وفي هذه الاثناء تم توزيع الورود الحمراء تعبيرا عن الشهادة والشهداء لكل من حضر.
شهداءنا – ان النهج السياسي – الفكري الذي اخترتموه واخترناه اختيارا طوعيا هو الاختيار الاسمى للانسان، وهو ارقى من العجز واكبر من الحزن--- وانتم ادرى ان القابض على هذا النهج في هذا العصر كالقابض على الجمر – وانتم ادرى اننا ارتضينا القبض على هذا الجمر حتى يموت الجمر وتحيا القضية – قضية الوطن والانسان العراقي – ذلك فخرنا وانتم عنوان ودليل ونهج هذا الفخر – انتم ملح الارض والوطن والحياة.
اعزاءنا – فخرا لنا ان تكونوا معنا في هذا اليوم لنحتفل بذكرى الشهادة- شهادة رفاقنا الميامين يوسف سلمان يوسف ( فهد ) وزكي بسيم ( حازم ) وحسين الشبيبي ( صارم ) لا لجريمة اقترفوها سوى حبهم لشعبهم ونضالهم من اجل حياة حرة كريمة تليق به. وهنا تجدر الاشارة بان المحكوم عليهم من القادة يشكلون الموزائيك الطبيعي للشعب العراقي العابر للطائفية المقيتة والتي تمارس اليوم في مفاصل الدولة كافة.
كما يكون فخرا لنا ما تحققه قواتنا الباسلة من نصر على فلول الارهاب والجريمة. فشكرا لكم على حضوركم ومساهماتكم مع شهداؤنا عشاق الجمال والحب، فالف تحية وسلام لكم وسلاما شهداءنا وكل الشهداء وعهدا متجددا على الوفاء والعمل والنضال على ضوء ما جاء به المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي ومن اجل الشعب العراقي في تحقيق شعار التغيير – دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وعدالة اجتماعية .