فضاءات

من يغلق نادياً رياضياً يسعى لإفتتاح سجن

حكمة اقبال
بهذه الجملة يفتتح المناضل والرياضي خالد غني خضير كتاب بعض ذكرياته ، وفاءً لمدينته التي أحبها ، مدينة صباه وشبابه ، مدينة عمله الحزبي المبكر في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، مركزاً جوهر كتابه عن نادي الفتيان الرياضي ، نشوء النادي وتطوره ، حتى اغلاقه وزج لاعبيه في أقبية السجون والمعتقلات وتعريضهم الى أنواع ألتعذيب المختلفة ، على أيدي انقلابيي 8 شباط الأسود عام 1963 .
تتصدر صفحة الكتاب الأولى ، وقبل المقدمة ، صورة الفقيد الكابتن نعمان السيد محمد مؤسس نادي الفتيان الرياضي ، والذي أفرد له الكاتب صفحات خاصة عنه في الفصل الثالث من الكتاب ، بينما احتل الفصل الأول معلومات مهمة ومفيدة عن معنى الرياضة واهميتها للشعوب ، مستعرضاً بشكل مختصر ، تأريخ بعض الألعاب الرياضية ، ودخولها الى العراق ، والمشاركة في الدورات العربية والاولمبية ، وباستعراض تفصيلي لبعض هذه الدورات .
يبتدأ الفصل الثاني بعنوان " رمز رياضي " وهو الكابتن عمانوئيل بابا داود الملقب " عمو بابا " وسيرته الرياضية وانجازاته المتنوعة والكثيرة ، ويتضمن الفصل أيضاً معلومات رياضية عامة عن تاسيس أول نادي رياضي عراقي ، والاتحادات الرياضية العراقية والمؤسسات الرياضية . كما تضمن الفصل علاقة الأطفال بالرياضة واستخدامهم الشوارع كملاعب في مدينة الناصرية ، وهي كباقي المدن العراقية آنذاك ، ومعلومات اخرى عن الرياضة المدرسية ، وعن بعض الرياضيين وانجازاتهم ، وموجز عن الحركة الرياضية في مدينة الناصرية .
تضمن الفصل الثالث من الكتاب الحديث عن فكرة تأسيس نادي الفتيان الرياضي ، التي ابتدأت بتأسيس فريق الفتيان الرياضي لكرة القدم وكرة السلة ، وظروف تشكيل هيئة مؤسسة للفريق ، والجهود الكبيرة من قبل شخصيات عديدة من المدينة دعمت الفكرة ، وتطورت ليضم نادي الفتيان الرياضي لاعبين لعدد كثير من الألعاب ، وله مقره الخاص ، وجمهوره الكبير ، الذي يرافقه احياناً كثيرة في سفراته خارج المدينة ، وحقق النادي نتائج كبيرة في منافساته مع الفرق الرياضية الكبيرة المعروفة في العراق . أبرَزَ الكتاب حيزاً خاصاً للفقيد الكابتن عباس هليل ، لما له دور كبير في الحياة الرياضية في المدينة . تضمن الفصل أيضاً حديث عن اهتمام منظمة الحزب الشيوعي في الناصرية بالحياة الرياضية ودعمها لها ، وتشكيل مختصة حزبية تعنى بشؤون الحياة الرياضية ، اضافة الى استذكارات بعض المباريات التي خاضها نادي الفتيان مع الأندية والفرق الأخرى .
واشار في الفصل الرابع الى انقلاب 8 شباط الدامي عام 1963 ، وتأثيره السيء على الحركة الرياضية في العراق ، وما لحق اعضاء نادي الفتيان الرياضي من الاعتقال والتعذيب والسجن لفترات مختلفة واغلاق النادي . كما تضمن الفصل صورا لمباريات ونشاطات رياضية متنوعة ، اضافة الى صور ومعلومات عن بعض الشهداء من الوسط الرياضي من ابناء العراق والناصرية الأماجد .
وكما اشير في الغلاف الى ان الكتاب معني بالفترة من عام 1957 حتى عام 1963 ، فقد كتب خالد غني في احدى الصفحات مايلي : أتمنى من المهتمين بالحركة الرياضية في الناصرية والذين يمتلكون معلومات رياضية سواء كانت مقالات صحفية أو صوراً فوتوغرافية أو ذكريات ، توثيقها من خلال نشرها كي تكون مصادر مهمة للأجيال القادمة وحفاضاً على تأريخ مدينتنا التي انجبت الكثير من الرموز الرياضية .
الكتاب هو هدية خالد غني الى ابناء مدينة الناصرية ، من بقايا الجيل الذي عاصره ، والأجيال من بعدهم الذين تعرفوا على نادي الفتيان ، والجيل الجديد الذي يفتقد الى معرفة تاريخ المدينة الزاهر بالثقافة والرياضة والفن ، ويأمل أن يواصل آخرين الكتابة عن الفترات اللاحقة ما بعد 1963 ، وهو يرغب بقراءة الملاحظات والتعليقات عن مادة الكتاب من قبل القراء الأكارم ، ومراسلته على بريده الإلكتروني ادناه ، مع شكره سلفاً .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الكتاب من منشورات موقع الناس الإلكتروني ، وقام الرفيق يونس متي بتصميم وتنفيذ الكتاب ، والغلافين الأول والأخير ، وصدر ب 225 صفحة عن مطبعة ئازادي في اربيل ، وستصدر نسخة الكترونية من الكتاب لاحقاً .
شباط