فضاءات

الديوانية تحتضن الشاعر يحيى السماوي

عادل الزيادي
احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية، بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في المحافظة، أخيرا، بالشاعر المغترب يحيى السماوي الذي تحدث عن منجزه الإبداعي وألقى منتخبات من قصائده.
حضر جلسة الاحتفاء جمع من الأدباء والمثقفين والمعنيين بالشأن الأدبي، وأدارها السيد معن غالب سباح، الذي تطرق إلى الانجازات الشعرية للمحتفى به في وطنه ومغتربه، وقال "بقي السماوي لصيقا بوطنه، واستطاع بأحاسيسه نقل المعاناة بنمط شعري دقيق".
بعد ذلك تحدث الناقد ثامر الحاج أمين عن المحتفى به، وقال ان اسمه برز في الوسط الثقافي عام 1969، بعد ان نقل من السماوة الى الديوانية لنشاطه اليساري في اتحاد الطلبة العام، وانه كان مثار قلق للأجهزة الامنية آنذاك.
وأضاف ان السماوي وجد في الديوانية اجواء ثقافية كان يبحث عنها. "فالتقى فيها بأدباء ومثقفين معروفين أمثال علي الشباني، عزيز السماوي، رحيم صالح، سعدي السماوي، وغيرهم. فهم لم يكن الوحيد والغريب في الثقافة والشعر"، مضيفا ان ديوانه الأول حمل عنوان "عيناك دنيا"، وانه أعقبه بعدها بإصدار أكثر من 25 مجموعة شعرية.
بعد ذلك قرأ السماوي مجموعة من قصائده، قال في إحداها: "فتشت بين سبايا العصر عن حبيبة.. وعن فرات ساحل عذب.. وفجأة رأيت نخلة على قارعة بلادي.. هززتها، فانهمر دمعي على خدي.. وحينما هززت جذعها.. انهمر العراق على قلبي".
وتناول السماوي سيرتيه الذاتية والإبداعية، وقال انه كان طالبا "غير مرغوب فيه" في مدينة السماوة، فنقل إلى الديوانية "حيث الوسط الثقافي الذي كان برعاية الشيوعيين في ستينيات القرن الماضي، وحيث الاقلام اليسارية والوطنية التي تسكن المقاهي والنوادي والمتنزهات، والتي لا تهتم في غير الادب والثقافة والتلاوين الفكرية المتجانسة".
واستذكر السماوي أسماء عدد من مثقفي الديوانية، أمثال عبد الرحيم صالح، وزعيم الطائي، ود. حاكم مالك الزيادي الذي شجعه على طباعة ديوانه الشعري الأول. وتحدث أيضا عن معاناته وعوزه المالي، وكيف انه سكن في القسم الداخلي للطلبة بسبب الفقر، مبينا ان الفنان رسمي كاظم كان قد ساعده في تصميم غلاف ديوانه دون مقابل.
وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز السماوي، كان بينهم صديقه عبد الرحيم صالح، الذي قال "عرفته حيويا نابضا بالشعر والثقافة, يلتهم المفردة وان كانت عسيرة على البعض".