فضاءات

المتسولون بين العوز والربح السهل

طريق الشعب - خاص
لا يكاد يخلو شارع او ساحة او مركز تجاري او حكومي من المتسولين ، وقد الفنا وجودهم في تلك الاماكن وهم يستعطون المارة باساليب شتى من اجل الحصول على ما تجود به جيوب المارة من المواطنين. وبعضهم اتخذها مهنة وحرفة له في سبيل تامين مورد معيشي له وعائلته.
وهناك شبكات منظمة تدير مهنة التسول حيث يتم توزيع عدد منهم في الصباح على التقاطعات والشوارع عبر سيارة خاصة تقلهم ، وفي المساء يتم جمعهم، بحسب قول بعض المواطنين.
وتعد ظاهرة التسول التي توسعت بشكل كبير بعد عام 2003 في مدننا وشوارعنا من الظواهر غير الحضارية والمرفوضة في بلد مثل العراق، يعد من اغنى بلدان العالم لما يزخر به من ثروات طبيعية كثيرة .
"لطريق الشعب" كانت لها جولة مع بعض هؤلاء المتسولين الذين تحدثوا عن الاسباب التي تقف وراء ممارستهم التسول في الشوارع .

• اللقاء الاول مع الارملة (ام رحيم) وهي في الخمسين من عمرها. تقول: قتل زوجي في الحرب العراقية الايرانية وترك لي خمسة اطفال. ما استلمه من راتبً تقاعدي، لا يكفي لسد ابسط احتياجات ابنائي الصغار وتامين متطلبات عيشهم مما اضطرني الى الوقوف في الشارع استعطاف المارة يومياً.

• اما ابو يحيى فهو معوق ويقول: احصل على راتب تقاعدي قدره 90 الف دينار، وهو لا يكفي لسد متطلبات عائلة متكونة من اربعة افراد ، ولم اجد بدا من التسول، انا وابني الصغير، رغم معرفتي بالنظرة الاجتماعية المعيبة للمتسولين، فضلا عن ابني الذي سيتعلم من الصغر مد يده لطلب مساعدة الاخرين بدلا من الاعتماد على نفسه، لكن صدقوني ما باليد حيلة .

• في حين تبرر ام زينة، اسباب عملها كمتسولة وتقول: توفي زوجي في حادث دهس ، وليس لي راتب ، حيث راجعت دائرة الرعاية الاجتماعية وبعد ان يئست من المراجعات المتكررة ، اختصرت الوقت والجهد المبذول ، ومارست مهنة التسول لاعيل عائلتي . واطالب الحكومة بوضع حلول لمشاكل هؤلاء المتسولين من خلال تشغيلهم.

• المواطنة (خديجة) لديها اربعة اطفال احدهم معوق والآخر مصاب بتكسر خلايا الدم ويتطلبان العلاج المستمر. الامر الذي دعاها للاستجداء لسد تكلفة علاج ورعاية ابنائها بعد ان سدت جميع منافذ المعونة وتقول: صدقوني لو توفر لي العمل لما ارتضيت هذه الذلة.

• احد المواطنين في العشرين من العمر، وقد قام بتجبيس يده اليسرى ولف الرجل اليمنى بالقماش، قال لنا بصراحة متناهية: لقد جزعت من طرق ابواب الدوائر الحكومية للعمل حيث يتطلب التقديم للتعيين في الدوائر الحكومية الرشوة والمحسوبية لانني خريج الدراسة الابتدائية وفرص التعيين قليلة لامثالي .
واخيرا نضع بعض المقترحات امام انظار المسؤولين علها تفيد في الحد من هذه الظاهرة :
•اجراء دراسات ميدانية معمقة للتحري عن اسباب التسول من قبل الجامعات والاجهزة المعنية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.
• تهيئة فرص عمل مناسبة للعاطلين باقامة المشاريع والمصانع وورش العمل وتشجيع قيام معامل في البيوت على غرار تجارب دول اخرى.
- زيادة رواتب المتقاعدين والرعاية الاجتماعية وجعلها تتناسب مع اسعار السوق المتصاعدة وكذلك مضاعفة راتب الحماية الاجتماعية ورعاية المعوقين.
• شمول الذين ليس لديهم عجز ولا يملكون عائداً مادياً براتب الرعاية الاجتماعية.
• مساهمة المنظمات الانسانية والدينية في رعاية هؤلاء المتسولين وتشغيل ما أمكن منهم واجراء جرد ميداني في كل محلة للمحتاجين ومعالجة احوالهم.
• اسكان العجزة والمعوقين منهم في دور الدولة.
• تفعيل وتطبيق قانون منع التسول وفرض عقوبات على المتسولين كالغرامة والحجز في دور الدولة.