فضاءات

عثرات خطاط ومواقف مضحكة / كفاح جمعة كنجي

الى الياس بربوري مع اطيب التحياتكتاباتي اغلبها "مؤلمة" لانها تتحدث عن الشهداء والضحايا ،وهي محطات ألم و حزن لاشك ،وكلما نشرت جديدا في هذا المجال يُبدي صديق لِي من بحزاني تألمه واسفه ويتعجب "لقوة ذاكرتي" وهو يعتقد ذلك لانه لديه مشكلة النسيان. اخبره احدهم بأني كتبت موضوعا جديدا فأجابه والله كتابات (كفاح ) تبكينا لِذا اتردد في قرائتها احيانا .و اخبرني صديقي في العديد من المرات بنفسه بذلك وكلما التقيته .
صديقي هو الياس سليمان بربوري ابن جارنا الاقدم سليمان بربوري ابن محلة البارافي- الشمالي في بحزاني التي كانت جميلة .
هذه المرة اهديه هذا الموضوع اتمنى ان يضحكه ويبتسم قليلا وهي مواقف صادفتني في حياتي العملية .
مع بدء الدراسة تُوزع على الطلاب هوية المدرسة ويملأها الطالب بنفسه . وفي الفرصة وجدت نفسي امام عدد كبير من زملائي يطلبون مني ان أملأ لهم الهوية بقلم الخط وكنت اُلبِي طلباتهم بسرور. احد زملائي اسمه (عبير وزير سلطان) و ملأت هويته وسلمها بدوره لمعاون المدير لاكمالها بتوقيع وختم المدرسة. تفأجأة في اليوم الثاني بحضور معاون شؤون الطلبة للصف ويسأل عني وهو يقهقه بقوة وبعد استئذانه من المدرس قال لي (ماجد) تعال معي الى مكتبي وقلت له خير استاذ؟؟ قال لي لقد نسيت ان تضع نقطة حرف الباء !!!!من اسم زميلك عبير على هويته. ونحن في الرواق تمتم المعاون مع نفسه وهو يحملق ضاحكا في الهوية هَمْ (عبير ) بدون باء وهَمْ وزير وهمْ سلطان !!! .
ومرة اخرى في اعدادية صناعة الموصل اتاني احد زملائي وهو يحمل كاسيتات مطربي سبعينيات القرن الماضي منها لعبد الحليم طيب الله ثرا ه والموسيقار الخالد فريد الاطرش وكوكب الشرق ام كلثوم ورجاني ان اكتب على الكاسيتات اسماء الاغاني. فلبيت طلبه بسرور .واحيانا وانا اكتب واخط استقبل واكتب بعض كلمات ينطقها من يثرثر حولي اثناء الكتابة – ولا اشعر بذلك الا متأخرا-- وما ان كتبت اغنية لام كلثوم فأنهيت كلمة (انت )حتى بدأ مَن حولي يثرثر عن الصناعة فكتبتُ على الكاسيت الكلمة الثانية (صناعي) فغدت - انت صناعي- بدلا من (انت عمري ).
اثناء تواجدي في دمشق التي مكثت فيها تسعة اشهر عام 1995 واتمنى من كل قلبي ان تعود دمشق وسوريا لاهلها وناسها كما كانت بلا قتل ولا ذبح وبلا دكتاتورية. التقيت فيها بابناء صديقين لي نصيرين (بيشمركة) كنا معا في كوردستان ايام الانصار احدهما ابن طيب الذكر المرحوم ( ابو محيسن ) من الناصرية والاخر ابن (ابو زاهر) من كركوك. اقترحوا علي ان استغل دكانا فارغة تعود لاقرباء احدهم واحولها لمكتب للخط في السيدة زينب في دمشق وما يأتي منها خير للجميع.
وافقت وقد هيأنا كل شىء وأتتني اول البشائر لافتة من جارنا الصيدلاني. هيأت القماش والاصباغ والالوان والفرش وما ان هَمَمْتُ ان اكتب اول حرف حتى فأجاني صبي في الرابعة عشر من عمره يحمل كارتونة بيضاء وصرخ من خلف ظهري (عمو يعطيك العافية) فأجبته ويعطيك عمو اش بدك؟ قال خُط لي عل هال الكارتوني . وشو اخطلك عل الكارتوني عمو؟؟؟؟ قال خط لي (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم). ولاحقا لم استعيد حتى ما أنفقت من مبالغ على ذلك المحل .

ايلول 2013