- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 08 نيسان/أبريل 2017 20:00
يا معلم الأجيال ... نعم كان لي الشرف أن أكون أحد تلامذتك
الدكتور غانم حمدون .. المربي الكبير ... صعقت بخبر وفاتكم الذي كنا دائما لا نريد أن نتوقعه عن طريق البريد الألكتروني من أخي د . رضوان وهو عارف بحبي وأحترامي لكم ، حيث كنت أتشفى أخبارك عن طريقه .
يا معلم الأجيال ... نعم كان لي الشرف أن أكون أحد تلامذتك عام 1957 في الصف الثالث المتوسط في ثانوية الأعظمية ببغداد ... أتذكر وأنا الآن في الثالثة والسبعين .. أتذكر ما كنت تقدمه لنا من أفكار باللغة الأنكليزية وأدخلت الى قلوبنا حب هذه اللغة كواسطة لحب الشعوب الأخرى وأحترام الثقافات .. نعم أوضحت لنا أن حب اللغة لا يعني حب سياسة البلدان التي تتكلمها ... وأنما واسطة لفهم ثقافتها وفكرها ... وكنت تؤكد على حب الشعوب وحب لغاتهم ...
أتذكر في تلك الأيام أطلق الأتحاد السوفياتي بمركبة فضائية لتدور حول الأرض بمعية الكلبة لايكا .. هذا الخبر الذي أعتبر كفرا عند بعض الناس ... ولكنك وبطريقة تعليمية فتحت أعيننا على هذا الأنجاز العلمي العظيم وعن الدولة التي أنجزته ... كنا نشعر بحبك وأحترامك لهذا البلد ولفكره التقدمي .. وتعلمنا نحن منك حب هذه الأفكار والبلد الذي أنجز هذا التقدم العلمي الشامخ .. علمتنا أن نفتح أعيننا على نقاشات العالم الجديد والتقدم .
أتذكر إقامتك في برلين لبعض السنين ولمعشرك الجميل وذكرياتك عن الوطن وأهله وعن علاقة أشقائي بكم .
فشكرا يا معلم الأجيال على عطائك الوافر في كتاباتك لعقود متعددة .. كنت مفكرا واضحا في إيصال مفاهيم الأنسانية وحب الوطن الذي تركته مكرها .
نعم رحلت محمولاً على محبة أجيال من تلاميذك وأصدقائك .
كنت أأمل أن ألاقيك في السنوات الأخيرة لأنحني أمامك محباً وشاكرا .. ولكني أقولها بمرارة لم أستطع ذلك وأنا الآن أعض على أصبعي لفوات الفرصة .
أسمح لي يا معلمي الكبير .. وصديقي في برلين أن أنحني لك اليوم وبإجلال بعد أن أنتقلت الى العالم الآخر .
نعم أنتقل جسدك .. ولكن فكرك وذكراك باقية في القلوب .
أسمح لي أن أتمنى لك اليوم ممتنا لشرف معرفتكم وحبي وأحترامي الأزليين لكم .