فضاءات

في البصرة .. جمال جاسم أمين يكشف عن "أساطير الاستبداد"

ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة البصرة، أخيرا، الناقد والشاعر جمال جاسم أمين الذي تحدث عن كتابه الجديد الموسوم "أساطير الاستبداد"، وعن مشروعه في نقد الواقع العراقي والثقافة العراقية.
أدار الجلسة التي حضرها جمع من المثقفين والأدباء، السيد نائل الزامل مشيرا إلى ان أمين أصدر مجموعة من الكتب قد تشكل سلسلة، ومنها "الأزمة المفتوحة" و"مقهى سقراط".
وأضاف ان ما يميز أمين انه مثقف إجرائي يبتعد كثيراً عن التنظير الكلي، ويبحث عن الإجراء أينما يكمن ويسعى لمعالجته أو نقده، وهو يرى أن المثقف ليس مطالباً بإيجاد الحلول الجذرية للمجتمع، وليس مطالباً بأن يسعى لتقديم نظرية جديدة على خلفية النظريات الموجودة، وان عملية النقد هي أهم واجبات المثقف "وربما لا يبتعد هذا المفهوم عن مفهوم غرامشي".
وتابع مدير الجلسة ان المحتفى به يبتدئ كتابه "أساطير الاستبداد" بجملة من المحاور، و"يفاجئنا بأننا ننحصر في أطر فكرية مسبقاً لنجد حلولاً لمشاكل عميقة"، ويشير إلى انه "منذ عشرينيات القرن الماضي نملك كمّاً هائلاً من التنظير ولم نصل إلى حلول بعد. شخصنا المشكلة، لكنها بقيت من دون حل".
وبيّن الزامل ان أمين يلفت في كتابه إلى أن "هناك نكوصاً جمعياً في داخل المجتمع، وهذا حنين إلى الدكتاتورية، أو هو طبيعة مجتمعية تؤسس للاستبداد، وان هذا الاستبداد يسير باتجاه محدد، وهو كلما استطعنا أن نخطو خطوة باتجاه المدنية أو الديمقراطية، يظهر لدينا، حتى من المثقفين، عدد هائل ينادي بالحنين إلى الدكتاتورية، أي اننا نحمل الهزيمة قبل التجربة".
من جانبه قال أمين أنه في مشروع البديل الثقافي وما بعده في كتبه اللاحقة، شعر أن الدفاع عن الجمال قد يكون أهم من صناعة الجمال نفسه، "فما جدوى أن نكون أدباء نصنع جمالاً بلاغياً وأدبياً لكنه جمال مهدد ومضاع كمن يطلق النوارس في فضاء مرتد؟".
وتابع قائلا "لهذا فإننا نحتاج إلى جهد ثقافي ومعرفي يخدم الجمال.. نحتاج إلى إنقاذ الجمال مثلما نحتاج إلى صناعته".
وحفلت الجلسة بالنقاشات التي شارك فيها كل من د. سامي علي المنصوري، أحمد الدهر، إحسان السامرائي، خالد خضير الصالحي، وعلي الإمارة.