فضاءات

في ملتقى د. علي ابراهيم بالحلة .. حول الاصلاح الثقافي ومهمات المثقفين اليوم

محمد علي محيي الدين
ضيّف ملتقى الدكتور علي ابراهيم الثقافي في مدينة الحلة عصر الاثنين 24 آذار الماضي الرفيق مفيد الجزائري عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في ندوة حوارية حول "ورقة الاصلاح الثقافي" التي طرحها الحزب في الفترة المنصرمة.
وحضر الندوة جمع غفير من المثقفين وممثلي الاتحادات والروابط والجمعيات الادبية والثقافية واساتذة الجامعة.
وفي مستهل الندوة قدم الدكتور علي ابراهيم المحاضر الضيف مبينا أهمية الارتقاء بالأداء الثقافي وضرورة السعي الى بناء الثقافة التقدمية التنويرية، لتعيد لهذا الشعب اصالته وتساهم في تحريك عجلة التطور نحو قيم حضارية جديدة، تبني انسانا محبا للعلم وساعيا الى تقدم البلد وازدهاره في جميع المجالات.
وتحدث الرفيق مفيد الجزائري عن الاوضاع المتردية في البلاد، وضرورة ان يأخذ المثقف دوره في اصلاحها وهو الذي يمتلك ادوات التغيير المتمثلة في اشاعة الثقافة والتنوير ونشر المعارف والارتقاء من خلالها بوعي الناس وادراكهم. واشار الى تهميش المثقفين من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية، وضرورة ان لا يستكين المثقفون لهذا الاقصاء وان يتمسكوا بدورهم في انجاز الاصلاح المنشود.
وأضاف أنه لا تقدم للعراق والعراقيين من دون مشاركة المثقف، كما لا يمكن الحديث عن تنمية شاملة للثقافة من دون رسم سياسة واضحة في ميدان الثقافة. واشار الى ما اصدره مؤتمر المثقفين الاول المنعقد في نيسان 2005 من توصيات ثقافية شاملة، شكلت المادة الاولية للاستراتيجية الثقافية المنشودة، والتي اسدل الستار عليها للاسف بعد مغادرته وزارة الثقافة آخر الشهر المذكور.
وشدد على ضرورة اعمار البنى التحتية للثقافة كالمسارح والمكتبات والمنافذ الادبية والفنية الاخرى، وذكر انه لم يتم منذ نيسان 2003 بناء اي مرفق ثقافي جديد.
وقارن الوضع الحالي بما كان عليه الحال في خمسينات القرن الماضي، الذي كان بحق عصر ازهار الثقافة العراقية رغم عدم وجود وزارة للثقافة او حتى مديرية تعنى بالشأن الثقافي، لكن إرادة المثقف حققت التطور الكبير في الثقافة العراقية.
وركز في هذا السياق ايضا على غياب الرؤية الاستراتيجية في الاعمار والتنمية الثقافيين، وعلى ضآلة المخصص لهذه الاغراض في الموازنة العامة، والتصرف غير الرشيد بالتخصيصات المالية الناجم عن غياب حسن الاختيار للقيادات والكوادر المسؤولة في القطاع الثقافي.
واشار من جانب آخر الى ان الاتحادات والمنظمات التي تضم مبدعي الثقافة، تقصر اهتمامها غالبا وللاسف على اوضاع منتسبيها المهنية والمعيشية، فيما تعير اهتماما محدودا للواقع الثقافي والتنمية الثقافية في البلد، وللدور الذي يتوجب ان يلعبه المثقفون والثقافة في حياة المجتمع وتطوره. وانها لا تتصدى للاقصاء الذي تمارسه المؤسسات الرسمية ازاءها، والذي يسلبها حقها وواجبها في تقديم الافكار والرؤى والمشاريع التي تمس حاجة المجتمع اليها، وهو يسعى الى التحرك الى الامام والتقدم.
وفيما اكد ضرورة احترام استقلالية المنظمات المجتمعية الثقافية، والكف عن محاولات الهيمنة عليها من جانب المؤسسات الحكومية، طالب هذه المؤسسات برعايتها وتقديم كل الدعم لها مع عدم المساس بحريتها في المجال الابداعي. كما طالب المنظمات الثقافية ذاتها بانتزاع حقوق اعضائها الثقافية والوطنية، والنهوض بدورها في مواجهة التردي واسع النطاق لظروف العيش والحياة القاسية التي يعانيها ملايين المواطنين.
وبعد ان انهى الرفيق الجزائري حديثه جاء دور الحضور، الذين ادلى عديد منهم بآرائهم وملاحظاتهم في شأن ما استمعوا اليه. فقد تحدث الشاعر جبار الكواز عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الادباء العراقيين، والشاعر سالم مسلماوي، والسيد عبد الرزاق الكسبي، والشاعر طارق حسين والسيد عامر جابك والسيد سالم جابر ود. حامد القريشي والسيد حسين لفته والسيدة رسمية محمد ود. جواد بشارة والسيد عبد الامير الشلاه.
وقد عقب الرفيق الجزائري على العديد من الافكار التي طرحت في المداخلات، مشددا على ان لا اصلاح ثقافيا من دون الاصلاح في قطاعات المجتمع الأخرى، وان الدولة ليست وحدها المقصرة في المجال الثقافي بل ان المثقفين انفسهم مقصرون على هذا الصعيد الذي هو صعيدهم هم.
هذا وفي نهاية الندوة شدد الشاعر الكواز على ضرورة السعي لإقامة المؤتمر الثاني المقترح للمثقفين العراقيين, وعلى ان يأخذ المثقفون هذه المهمة على عاتقهم. ورحب الجزائري من جانبه بهذه المبادرة مبديا دعمه الكامل لها، فيما تبرع احد الحضور وهو السيد مجيد الحلي بمبلغ مليوني دينار دعما لصندوق المؤتمر.