فضاءات

مجد حميد اسم واعد في الاخراج السينمائي

حاوره سيف زهير
مجد حميد ابن مدينة بغداد والذي زج نفسه في العمل بمجال صعب في بلد مثل العراق حيث ان صناعة السينما فيه تعد من اكبر المصاعب التي تواجه السينمائيين الشباب لانعدام كافة مقومات انتاج الافلام، درس وتخرج من كلية الفنون الجميلة حاملا معه تطلعات كبيرة كحال بقية الشباب المبدعين.
بإيجاز حدثنا عن بداياتك مع الكاميرا والسينما؟
مجد حميد مواليد بغداد 1981 درست السينما في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد, واحلم منذ كنت طفلا صغيراً بالسينما، واكتشفت ذات يوم اننا نملك كاميرا 16 ملم عاطلة عن العمل تعود الى عمي الاكبر رحمه الله وصرت من خلال عدستها اراقب الاشياء فأعجبتني فكرة ان تشاهد الحياة من خلال هذه الالة العجيبة والساحرة حيث كانت هذه بداية علاقتي مع الكاميرا, أما تجربتي الأولى الفعلية مع الكاميرا فقد كانت في اوبريت العصفور الصغير, حينها كنت طالبا في مدرسة الموسيقى والباليه ثم اختارتني المخرجة الراحلة رضية التميمي في مسلسل للأطفال ( هيا معي ) بطولة الفنان رائد محسن ومجموعة من الأطفال أذكر منهم صديقي الراحل مروان خزعل الماجدي مراسل قناة السومرية المغدور في الحرب الطائفية، وبعد التخرج من كلية الفنون في عام 2003 سافرت الى دولة الامارات العربية المتحدة وعملت في مجال اخراج الافلام الوثائقية والعمل في القنوات الفضائية متنقلا بين دبي ودمشق للعمل في المجال الفني حتى عودتي الى بغداد مرة اخرى والاستقرار فيها مجدداً.
بالنسبة لك، ما هي اهمية السينما في الحياة؟
هناك سحر خاص للسينما, احببت السينما منذ طفولتي وهي الشيء الوحيد الذي احلم ان اكون فيه واجيده, انا احب رواية الحكايا والسينما تسمح لك ان تقول حكاياك وتقصها حسب ما تريد اذكر جيداً عندما كنت صغيرا وانا اذهب مع خالي الاصغر الى السينما ومشاهدة الافلام بهذه الشاشة العملاقة وهذا السحر الذي يخلقه الظلام وبرودة القاعة وهمس الموجودين عند ظهور البطل وصفير المعجبين بالبطلة الحسناء كان هناك ثقل هائل للشخصيات وهي بتلك الضخامة تلقي سطوتها على الحاضرين فنخرج من دار العرض كل يعيش في حلمه الخاص ويتقمص الشخصية التي يتمنى ان يكون عليها, اعتقد ان السينما من شأنها ان تساعد على جعل الحياة اكثر متعة ومعرفة لما لها من سطوة وتأثير على المشاهدين.
كيف تصف الواقع السينمائي الحالي وما هو دور الشباب فيه؟
الواقع السينمائي في العراق لا يسر ابدا، تقريبا لا توجد صناعة حقيقية في هذا المجال والدولة لا يوجد في خططها اية بادرة لدعم السينما، نحن لا نملك دور عرض حيث انها تحولت اليوم الى مخازن ولا توجد شركات توزيع او انتاج ويبدو ان الدولة لا تعرف اهمية التأثير للفيلم السينمائي، نحن في صراع مع افكار شريرة ومتطرفة لا يمكن للقوة العسكرية فقط ان تحاربها فالرصاصة يمكن ان تقتل الرأس الذي يحمل فكرة لكنها لا تقتل الفكرة نفسها, ولهذا لا بد من ان تأخذ السينما دورها التنويري في الحياة ونحن الان احوج من اي وقت اخر لدعم الثقافة والفنون فهي التي تحارب التطرف، اما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك فأنا اعتقد ان الشباب العامل في المجال السينمائي قدم اقصى ما يملك من طاقة وجهد فهم يصنعون الافلام على حسابهم الخاص ويبيعون متعلقاتهم الشخصية ويعملون بالمجان في بعض الاحيان لصناعة فيلم قصير.
ما هي اهمية مهرجان (3 دقائق) السينمائي الذي شاركت فيه مؤخرا؟
المهرجان كان على درجة عالية من التنظيم يستحق ان يكون مهرجانا دوليا, قدم افلاما رائعة وجيدة وهو مساحة جيدة للتنافس بين الشباب وجمهوره نخبوي فاغلبهم من العاملين في المجال السينمائي او من طلاب كلية الفنون الجميلة الذين احييهم على حضورهم الفاعل والانيق في المهرجان واهميته تكمن في انه يعطيك الخيال لان تقول حكايتك من خلال ثلاث دقائق فقط وهذا يحتاج الى جهد ووعي عالي في تكثيف الفكرة وهذا من شأنه ان يطور المهارات الاخراجية لصناع الفيلم.
ما الذي ميز فيلمك (مصور بغداد) للفوز بجائزة المهرجان الاولى؟
اعتقد ان هناك افلاما مميزة اخرى في المهرجان، ان تحصل على جائزة لا يعني ان الافلام الاخرى كانت سيئة هو مزاج لجنة فقط, انا سعيد بالجائزة لأنها من بغداد ولأنها اول جائزة احصل عليها في فيلمي الاول وهو ما يحملني مسؤولية في تقديم التجربة الثانية التي عليها ان تكون على اقل تقدير بنفس التجربة الاولى او افضل.
كيف تصف دور الحكومة ووزارة الثقافة اتجاه السينما؟
لك ان تتخيل ان مقر دائرة السينما والمسرح الذي هو في مبنى مسرح الرشيد مجاور التلفزيون الرسمي للدولة محترق منذ 14 عاما ولم يُعد تأهيله حتى الان؟ وهو يحتوي على استوديوهات ضخمة ومنشآت حديثة سينمائية ومسرحية، الحكومة في واد والسينما في واد ثاني ويبدو انها تعتبر السينما من الموبقات فهي لا تقترب منها ولا تخصص لها اية ميزانية بل حتى اشك ان يوجد شخص ما في الحكومة يعرف ما هو دور السينما وتأثيره في هذه الظروف من رئيس الجمهورية الى اصغر شخص في الحكومة اما وزارة الثقافة فيقتصر دورها في دعم السينما والمسرح على التكريم السنوي الذي تقيمه فلم نر منذ عدة سنوات اي موسم مسرحي وكل الانتاجات هي ذاتيه اما الافلام السينمائية فالميزانية هي صفر.
برأيك ما هي السبل للنهوض بواقع السينما؟
فتح الاستثمارات الاجنبية وتسهيل الاجراءات امامها لتشجيعها في بناء دور العرض السينمائية والمسرحية وكما هو معمول به في عدة دول تعتمد على الانتاج النفطي التي تفرض على الشركات الاجنبية بناء مراكز ثقافية ورياضية مثلما هو معروف ان ملعب الشعب الدولي بني من اموال كولبنكيان الذي اقام مشاريع عدة ثقافية مثل قاعته المشهورة في ساحة الطيران وغيرها, وكما يجب على الدولة ان تدعم الصناعة السينمائية بإعادة تأهيل شركات القطاع المختلط ودعم دور العرض المتوقفة وتشجيعها على العودة إلى العمل بمنحهم قروضا ميسرة لإعادة تأسيس دورهم المتهالكة, وفتح شركات توزيع للأفلام العراقية داخل وخارج البلد لتسهيل انتشار هذه الافلام, وتقديم دعم اكبر لدائرة السينما والمسرح واقامة مهرجان سينمائي دولي من شأنه فتح باب الاحتكاك والانتشار امام التجارب العالمية الاخرى.
كلمة اخيرة؟
المعركة الوحيدة التي تخسر فيها , هي المعركة التي تنسحب منها.