فضاءات

في جامعة بابل .. حول العدالة الانتقالية ودورها في إرساء السلم الاهلي

طريق الشعب
نظمت رابطة المرأة العراقية بالتنسيق مع كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة بابل، يوم الثلاثاء 9 أيار الجاري، ندوة حول "العدالة الانتقالية ودورها في بناء السلم الاهلي"، قدمها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي د. علي مهدي، وحضرها عميد الكلية وعدد من الأساتذة والطلبة.
في بداية الندوة التي احتضنتها إحدى قاعات الكلية، تحدثت الناشطة سهيلة الأعسم عن تاريخ رابطة المرأة العراقية، ونشاطاتها وأهدافها، أعقبتها الناشطة نضال توما بتقديم سيرة الرفيق د. علي مهدي.
بعد ذلك قدم الرفيق مهدي عرضا تعريفيا لمفهوم العدالة الانتقالية، مبينا انها تعني السعي إلى تحقيق العدالة أثناء التحول السلمي من المجتمعات التي عانت حروبا وصراعات مسلحة، وانتهاكات لحقوق الانسان، جراء عهود من التسلط والاستبداد وعلى مختلف المستويات، الى مجتمعات تدخل مرحلة البناء الديمقراطي وتكرس قيمها لتهيئ شروط التسامح والمصالحة والاستقرار بعيدا عن ثقافة الثأر والانتقام والانتقائية.
وتطرق الرفيق مهدي الى خصائص العدالة الانتقالية، واختلافها بين دولة وأخرى، وعزز ذلك بأمثلة عن بعض الدول التي تبنت وعايشت هذا المفهوم، ومنها الأرجنتين، تشيلي، المغرب، اليونان، جنوب افريقيا، غواتيمالا، ورواندا، مبينا ان هذه الدول لم توفق جميعها في تحقيق العدالة الانتقالية، باستثناء دولة جنوب افريقيا التي تعد تجربتها في هذا المضمار من أنجح التجارب، وان بعض الدول طبقت المفهوم ولكن تنقصه بعض الفقرات، مثل المغرب والجزائر ومصر، كما ان تونس تعد حاليا من أكثر الدول العربية تقدما بصفة عامة في تطبيق مفهوم العدالة الانتقالية.
وتوسع الرفيق مهدي في وصف الاسس التي ترتكز عليها العدالة الانتقالية، وسلط الضوء على تطور هذا المفهوم منذ منتصف القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية، مقسما مراحل التطور الى ثلاثة أجيال ارتباطا بالتطورات الموضوعية في كل بلد.
وفي الختام أجاب الرفيق مهدي على جملة أسئلة طرحها الحاضرون، وتركزت على أوضاع العراق والاسباب التي أدت الى تدهورها. كما قدم عميد الكلية مداخلة أشار فيها إلى أهمية عقد ندوات للطلبة حول السلم الأهلي، باعتبار هذا الموضوع من المواضيع المهمة في العراق اليوم، لعلاقته بالاستقرار واستتباب الأمن.
هذا وقدم عميد الكلية كتاب شكر وتقدير إلى الرفيق د. علي مهدي ووفد رابطة المرأة العراقية.