فضاءات

أمسيتان للشاعرين حمزة الحلفي و أدهم عادل في مدينتي مالمو ولوند السويديتين

طالب عاشور وصلاح الصكر
مالمو
أقامت الجمعية الثقافية العراقية، في مالمو يوم الثلاثاء 26/5/2017 أمسية شعرية ممتعة، للشاعرين العراقيين القادمين من قلب ساحة التحرير، حمزه الحلفي وأدهم عادل.
حضر الأمسية التي إستمرت ساعتين، عدد من أبناء وبنات الجالية العراقية.
غنى الشاعران قصائد مجروحة عن الحب والوطن، وتغزلا، بالحياة والنضال والفرح..
إمتازت قصائد الحلفي بفيض من الشاعرية والإحساس، والألم والفرح، بينما إمتازت قصائد أدهم باللوعة والحزن من ضياع الوطن وفقدانه.
في وجه أدهم رأينا العراق، وفي وجه حمزة شهدنا الشمس والقمر.. وجهٌ رأينا شمس العراق منحته لون الوطن، أشعرنا بالدفء في بلاد الثلوج، وقلب يجول حب العراق في ما بين صماماته، إمتزجت نبضاته مع دقات قلوبنا، ولسان أخذ من حب العراق حلاوةً، فصار يجيد الغزل بلا ملل، وضمير شاب عرف كيف يكون الوفاء للوطن، لم نستطع إخفاء خجلنا أمام وفاءه الكبير..
كنّا بين عملاقين، وكانت مشاعرنا مزيج من الحب والشوق لعراق صارت خارطته موزعة بالتساوي، أمام عيوننا، بين وجهيهما..
وراح الجمهور يوزع ما يختلج في صدره بينهما، حتى صار الإثنان شيئاً واحداً، وما يسمعه منهما يخرج نغماً من الوجدان، وكأنهما ساحران، يعرفان تماماً، ما يعاني منه العراقي، وما يعشقه..
سفيران جاءا يحملان الحب والحنين، ودعوة شريفة من وطن موجوع، مثخن بالجراح، للعودة إليه، وكانت الطيبة المفرطة، وحب العراق هما جناحاهما اللذان بهما طار هذان الملاكان، ليلتقيا بأكبر عدد من الأحبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لوند
بالرغم من استشراء العنف في كل مكان من عراقنا الحبيب، ويحصد أرواح البشر من دون أي ذنب.. الظلام والتخلف هو الحاكم والذي ينظر صور ضحايا ألأرهاب والموت والألم ارضاء للنزوات التي تحملها نفوس شريرة ، ينطلق صوت المبدعين العراقيين فتشرق شمس أمل، فمن بغداد المعاناة الى لوند في جنوب السويد انتقل الألم والجوع والمعاناة والفرح وأبتسامات الصبايا والشباب وأنتصارات جيشنا وقواتنا المسلحة بكل ما فيها من تفاصيل عبر صور شعرية متقنة التصوير. يطل علينا الشاعران الشعبيان المبدعان صاحبا الصرخات الشعرية والدور الفاعل للتغيير في ساحات ألأحتجاج ضد سراق المال العام ومخربي الجمال والحياة . حيث التقى حشد كبير ملفت للنظر من ابناء العراق محبي العراق وشعرائه وكانا ضيوف منظمات المجتمع المدني: التيار الديمقراطي – لوند ،الجمعية الثقافية المندائية – لوند، رابطة الديمقراطيين العراقيين في لوند، – رابطة المرأة العراقية في لوند، فرقة ينابيع المسرحية، كل هذه المنظمات عملت بجهد عال المستوى لتنظيم أمسية تليق بالشاعر الشعبي حمزه الحلفي صاحب الصرخات المدوية في بلد قد عمّ فيه الفساد والخراب ..كان صوت احتجاجه المتدفق من بيوت الفقراء لتهتز له عروش الفاسدين . ومبدعنا الثاني أدهم عادل بعذوبة صوته وتواضعه وكلماته المقاومة التي يوجهها لمن سلب حرية ألأنسان وأمتهن كرامته بصور شعرية رائعة شّدت الجمهور الى الحدث، وبعد كلمة الترحيب بالجمهور يلقي الدكتور محمد خضير منسق تنسيقية لوند للتيار الديمقراطي كلمة منظمات المجتمع المدني المنظمة للأمسية.يليها تعريف مختصر من الفنان صلاح الصكر بالشاعرين ودورهما الوطني في محاربة الفساد والفاسدين وحقوق ألأنسان ودورهما في ساحات الأحتجاج ، ومحاولات اسكات صوتهم المدافع عن حقوق الفقراء من أبناء العراق. أما الجمهور الذي يعيش المنافي القسرية والذي فرض على الوطنيين التقدميين العراقيين أبان الحكم الدكتاتوري والبعد الجغرافي بين هؤلاء والوطن بالرغم من التواصل الروحي قد قربه وأختصر المسافة جدا الشاعران المبدعان، حينما التقيا مع ابناء شعبهما بألوانه العراقية وحلقوا معا الى ساحة التحرير وألأحتجاج في المدن المحتجة ...كان تعاطف الحضور مع القصائد التي توالى على قراءتها الشاعران لأنتصارات جيشنا الباسل وكافة التشكيلات في معركتنا ضد داعش والظلاميين.. معاناة الوطن وألأنسان العراقي ...سراق المال العام ... المتاجرين بأسم الدين...سراق ضحكة الطفل...الظلاميين .. أعداء ألأبتسامة..أعداء ألأغنية والمسرح والموسيقى وألأدب . وكاد كل واحد من الحضور بعد قراءة قصيدة أنه وسط المحتجين ووسط العراق كل هذه عشناها تعرفنا عليها من خلال قصائد الشاعر حمزه الحلفي وأدهم عادل...استمتع الجمهور بقصائد غاية في الروعة وبمضامين تدعوا للحياة والسلام والمحبة وحرية الأنسان وكرامته كان الحزن والألم واضحا في قصائدهم مما ابكى الحضور لمعاناة شعبنا، وفرحه بأنتصارات جيشه وقواته على الظلاميين المجرمين. وبعد هذه الجولة في معاناة شعب يستحق الحياة والسعادة والحرية تصان فيه كرامة ألأنسان ، ينطلق الفنان آشور المهنا بمبادرة رائعة ليغني للوطن والشعب والحياة وسعادة البشر ويتناغم في مقاطع من أغانيه مع الشاعرين حمزه الحلفي وأدهم عادل. لتكن أمسية الشاعرين أمسية مميزه بكل المعاني .كان عنوانها العراق والجمال والحياة.