فضاءات

الاستثمار في القطاع الصحي.. إلى أين؟ / ماهر حميد

يعد الاستثمار في المجالات الصناعية والزراعية شرطاً اساسياً لبناء البلد وتطوره والمساهمة الفاعلة في القضاء على البطالة وتوفير الاموال التي تصرف على شراء السلع والمعدات المستوردة التي من الممكن تصنيعها محليا.ويعتبر القطاع الصحي أحد الميادين المهمة للاستثمار، خصوصا والدولة تصرف مليارات الدولارات على شراء الأدوية والمعدات الطبية.

ومن اجل النهوض بالمسيرة الصحية وتطوير النظام الصحي في العراق وجلب الخبرات الطبية والعلمية والفنية والتقنية وتنمية الموارد البشرية وزيادة فرص العمل للعاطلين لا بد من تشجيع الاستثمار الصحي، وايجاد الفرص المناسبة له.
وشعبة الاستثمار التابعة لمكتب الوكيل الأقدم في الوزارة هي الجهة المسؤولة عن تنسيق وتنظيم ودراسة المشاريع الصحية الاستثمارية والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لنجاح هذه المشاريع وكذلك استحصال الموافقات الاصولية لعملها استنادا لقانون رقم 13 لسنة 2006 المعدل ونظام الاستثمار رقم 2 لسنة 2009 ونظام الاستثمار رقم 7 لسنة 2010 ومن خلال النافذة الواحدة.
مسؤول الاستثمار في وزارة الصحة الدكتور راضي هاشم تحدث لنا عن واقع الاستثمار في الميدان الطبي والمعوقات التي تحول دون تطويره

حدثنا عن آليات الاستثمار في المجال الصحي ؟

يحق للأفراد، أو مجموعة أشخاص, شركة أو مجموعة شركات, منظمة أو مجموعة منظمات, أو أي شخص معني في الاستثمار في المجال الصحي, أن يستثمر ويكون ذلك من خلال تقديم طلب الحصول على الاجازة الى النافذة الواحدة التي تضم مندوبين عن الوزارات والجهات الأخرى, ومنح الرخصة الاستثمارية المبدئية للمشروع المراد إنشائه.

اهم المشاريع الاستثمارية التي طرحت من قبل الوزارة للاستثمار؟

الكثير من المشاريع مطروحة حاليا للاستثمار منها مستشفيات عامة سعة 100 سرير في بغداد والمحافظات , ومستشفيات تخصصية سعة 30 سريراً ايضا في بغداد والمحافظات وتكون ذات تخصص واحد فقط وفي حالة اكثر من تخصص تضاعف السعة السريرية وايضا مراكز متخصصة لجراحة القلب والاوعية الدموية, وللأمراض النسائية, وللعقم وأطفال الانابيب, ولجراحة وأمراض العيون, ولمعالجة الامراض السرطانية, وللجراحة الناظورية وجراحة الليزر, لعمليات التجميل, ولطب وجراحة الفم والاسنان وزراعة الاسنان , ومركز متخصص لجراحة ENT وكذلك مشاريع استثمارية في صناعة الادوية والمستلزمات الطبية وحسب دليل التصنيع الدوائي GMP والتوأمة مع المراكز المتخصصة وشركات الادوية العالمية ,ومختبرات رقابة دوائية وشركات خزن وتوزيع الادوية في ( بغداد , البصرة , الموصل , والنجف ).

ماهي المشاريع التي احيلت عن طريق الاستثمار وما نسبة الانجاز فيها ؟

حاليا لدينا مشاريع واسعة في محافظة بغداد تحت الانجاز 4 مستشفيات استثمارية وفي البصرة 2 وفي ذي قار 2 وفي كربلاء 1 وحاليا طلب من الحسينية في كربلاء لانشاء ثلاثة مستشفيات متطورة ونسبة الانجاز في هذا المشاريع 20 الى 40 بالمية وفي نينوى لدينا مستشفى مع تطوير مصنع للادوية وفي ذي قار ايضا تطوير مصنع في بابل قيد الانشاء.

ما وسائل الجذب التي تمنح للمستثمرين من قبلكم ؟

يتم منح المستثمر الاعفاء الضريبي لمدة 15 سنة وكذلك الاعفاء الكمركي على الاجهزة والمستلزمات الطبية الاخرى وهذه الاجهزة والمستلزمات قابلة للتجديد كل اربعة سنوات , وتم عقد اجتماعات موسعة للمستثمرين في بغداد والمحافظات وبرعاية معالي وزير الصحة وبحضور الوكلاء والمدراء العامين وعقد ورش عمل داخل وخارج العراق لجذب المستثمر .
هل تعتقد ان هذه الوسائل البسيطة هي كافية لجذب المستثمر ؟

كما تعرفون ان المستثمر الأجنبي لا يأتي للاستثمار في العراق بسبب تردي الوضع الأمني في البلد، وهذا السبب أدى إلى عزوف المستثمر عن انشاء المشاريع الاستثمارية وفي بعض المحافظات ظروف امنية جيدة فقد وجدت فرص للاستثمار فيهما وفي بغداد المستثمرين يركزون على الفنادق والمولات وفي المجال الصحي يكاد يكون معدوماً. الاستثمار في المجال الصحي طويل الامد ويتطلب اموالاً كبيرة .

هل باستطاعتكم توفير ضمانات امنية ؟

نعم تمت مفاتحة وزارتي الدفاع والداخلية لحماية اصحاب الشركات الاجنبية العامة وللعاملين وتسهيل خروج ودخول العاملين فيها .

ما الحاجة الفعلية لوزارتكم؟

نحتاج الى التخصص الدقيق والى مراكز متخصصة بدلا من ارسال المرضى الى خارج العراق والكفاءة العلمية بدلا من تحمل المريض اجراءات السفر والتكاليف الاخرى .

هل فرضتم على المستثمر تشغيل العراقيين في هذه المشاريع ؟

نعم، على المستثمر الاجنبي ان يشغل 50 بالمئة من العاملين العراقيين في المشروع، وعندما تزيد المشاريع الاستثمارية سوف تقلل من البطالة التي تعاني منها البلد .

هل لديكم خارطة صحية لإقامة هذه المشاريع الاستثمارية وفق برنامج علمي متطور مثل برنامج GIS ؟

لا توجد لدينا خارطة صحية، ولكن تم وضع آلية للتنسيق مع الهيئة العامة للاستثمار ولم نحدد الاماكن ونروم انشاء مستشفيات في كافة المحافظات ولم نحدد الاماكن لكون العراق مفتوحاً لذلك وحتى اذا تقدم 3 مستثمرين لبناء مستشفيات في نفس المحافظة نعطي لهم الموافقة لحاجتنا لها .

لاحظنا الكثير من المستثمرين يعزفون عن الاستثمار بسبب عائدية الارض التي يقيمون عليها مشاريعهم؟

أوافقك هذا الرأي بشأن الاراضي هذه مشكلة قائمة وعدم تعاون الجهات المالكة للارض مع الهيئة العامة للاستثمار .

ما اهم المشاريع المستقبلية لديكم؟

نقوم في المشروع الكبير "بسماية" بانشاء مستشفى سعة 300 سرير و14 مركزاً صحياً رئيسياً ومركز لطـب الاسنان تخصصي، اضافة الى بناية لرعاية الصحية الاولية وتم توجيه كافة الدوائر الصحية بأنشاء مراكز صحية في كافة التجمعات السكانية.
ما أسباب بناء مراكز صحية في أماكن لا تتوفر فيها كثافة سكانية وكذلك عدم توفر الكادر الصحي هذا ما حصل في قرية الديوانية في قضاء الصويرة في محافظة واسط ؟

يتم اعطاء الموافقة لبناء المراكز الصحية من قبل وزارة التخطيط بعد توفر الكثافة السكانية، واما بالنسبة للكادر الصحي فهناك شح في هذه الكوادر، وهذا مؤشر في الوزارة وسيتم معالجته.

تقوم وزارة الصحة ببناء المستشفيات والمراكز الصحية ولا تتوفر لديها كوادر طبية وصحية، لماذا هذا الهدر بالاموال بهذا الشكل العشوائي ؟

يجب الاستمرار ببناء المستشفيات والمراكز الصحية وبعد ذلك جلب الكوادر من خارج العراق والعمل فيها، والوزارة اكيد لديها خطط لعمل هذه المؤسسات والحاجة المستقبلية والتفكير باستثمارها ولن تكون عبئا على الدولة.

لمـــاذا لم تقــم وزارة الصحــة ببناء مصانع للادوية والمســـتلزمات الطبيــة من خلال الاستثمار (والشراكة مع المستثمرين والشركات الاجنبية الرصينة ) علما ان شــركة كيماديا احدى شركات الوزارة تشتري هذه الادوية والمستلزمات الطبية سنويا بمبلغ يتجاوز اكثر من مليار وخمسمائة مليون دولار؟

يحق لشركة كيماديا الاستثمار مع الشركات والمستثمرين وما يخصنا نرحب بذلك ولدينا مشروعان لتصنيع الدواء في ذي قار ونينوى.

ما اهــم المعوقـات الـــتي تحــــول دون النهـــوض بــالاستــثمار الصــحي بالبـلد ؟

عدم توفر الاراضي وتمسك بعض قطاعات الدولة بها, والوضع الامني المتردي في البلد وعدم توفر المصارف التي تقرض المستثمر ورغبة المستــــثمر الاجنبي بترك العمـــل بعـــد البنــــاء والتجهيز, وبعض القوانين التي توقف بعض المشاريع الاستثمارية .

كلمة اخيرة

شكرا لجريدة "طريق الشعب" لاهتمامها بالجانب الصحي في البلد.