فضاءات

الكهرباء تشهد استقرارا في معدلات إنتاجها / عبد الرشيد الصالح

بالرغم من استقرار الطاقة الكهربائية في اغلب مدن العراق، بساعات تجهيز وصلت إلى 24 ساعة، إلا أن القلق من أن يكون هذا التجهيز وقتيا صار هاجسا يرافق الكثير من التصريحات.
وفي حين رأى البعض أن هذا الاستقرار سببه إجراءات حكومية لتحسين واقع الكهرباء المرير، بين آخرون أنه مجرد استقرار مؤقت، سيزول في حالة قدوم فصل الشتاء الشديد البرودة هذا العام بحسب توقعات الأنواء الجوية.
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس السبت قال مصعب المدرس الناطق الرسمي باسم وزارة الكهرباء، إن "الوزارة قامت بإنشاء منظومة كهربائية وطنية متكاملة إنتاجا ومضمونا وتوزيعا، بقدرة 11000 ميكا واط لتجهيز العاصمة بغداد والمحافظات بالكهرباء لمدة 24 ساعة في اليوم". وأضاف المدرس، أن "الكهرباء تشهد في الوقت الحالي فائضا في القدرة الإنتاجية لها يصل من 600 إلى 1500 ميكا واط جراء افتتاح وحدات جديدة للكهرباء الوطنية التي أضيفت إلى الخدمة مؤخرا". وأشار إلى أن "وزارة الكهرباء قد حققت وعودها في تحسين الكهرباء كما جاء على لسان وز?رها أ. كريم عفتان الجميلي وتم حل مشكلة الكهرباء قبل نهاية العام الحالي كما وعدنا سابقا". وبين الناطق الرسمي باسم وزارة الكهرباء أن "التسعة أيام الماضية قد شهدت تجهيز بغداد بالكهرباء 24 ساعة في اليوم وهذا الأمر لم يحدث منذ أكثر من 25 عاما".
وفيما يخص استمرار تحسن الكهرباء أكد المدرس "عزم الوزارة على البقاء على تحسن الكهرباء واستمرار تزويد بغداد خلال الأشهر القادمة بالكهرباء لمدة 24 ساعة في اليوم الواحد، وسنصل نهاية العام الحالي إلى قدرة 13000 ألف ميكاواط، وسندخل صيف 2014 بقدرة 16000 ألف ميكاواط"، مؤكدا أن "نهاية عام 2014 ستشهد توفر الكهرباء بقدرة 20000 ميكا واط".
وأشار إلى أن "أصحاب المولدات لا يرتبطون بالوزارة ارتباطا مباشرا"، مبينا أن "هؤلاء أدوا واجبهم خلال السنين السابقة في خدمة المواطنين وتجهيزهم بالكهرباء، واستفادوا بدورهم من هذه الخدمات، وهم على يقين في يوم من الأيام ستستقر الكهرباء الوطنية وينتهي دورهم، وبالفعل أتى هذا اليوم الذي لا يحتاج فيه المواطن إليهم". من جهته، قال بهاء هادي احمد عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية إن" تحسن الطاقة الكهربائية أمر قد تجلى واضحا في أعين المراقبين والمواطنين ونحن نعمل على استمرار هذا التحسن ونأمل من وزارة الكهرباء أن تستمر ?دورها بهذا الجهد". وأضاف احمد في اتصال هاتفي مع"طريق الشعب" أمس، أن لجنته "تتفقد باستمرار وضع الطاقة الإنتاجية للكهرباء وتتمنى من الوزارة أن تتلافى بعض العقبات التي جرت منها عدم توفر الوقود وإجراء الصيانة في غير وقتها المناسب مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف الذي يكون المواطن فيه بأمس الحاجة للكهرباء". وأشار عضو لجنة النفط والطاقة النيابية، إلى أن "موضوع المولدات المحلية موضوع مهم للغاية وعلى الجهات المعنية مراعاة حالات دفع أجور المولدات واقتراح القوانين التي تخدم المواطن كأن تدفع الحكومة ثمن ال?هرباء للمواطن أو تقلل عدد الامبيرات ريثما يتم تحسين الكهرباء بشكل نهائي".
ونبه احمد أن طموح لجنته هو أن "يعتمد المواطن بشكل أساسي على الكهرباء الوطنية ويترك المولدات المحلية، لأن هذا الأمر يصب في مصلحة المواطن التي تعتبر قبل كل شيء وفي مصلحة الدولة". ويذكر ان الوزارة صرفت مبلغ 37 مليار دولار للكهرباء دون ان توفر الخدمة، فيما استطاعت حكومة إقليم كردستان أن توفر التيار الكهربائي لمدة 24 ساعة بالرغم من أن الذي تم صرفه لا يتجاوز 2 مليار دولار. ويعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد العام 2003، في بغداد والمحافظات، بسبب ق?م الكثير من المحطات بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية، حيث ازدادت ساعات انقطاع الكهرباء عن المواطنين إلى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد. وكان وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان الجميلي أعلن، في الثامن من أيار الماضي، أن العراق "سيكتفي نهاية عام 2014 من استيراد الكهرباء".